St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1700- هل يؤمن داود بفكرة "القطع الأبدي" للأشرار كما ينادي بها شهود يهوه: "لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ" (مز 37: 9)؟

 

س 1700: هل يؤمن داود بفكرة "القطع الأبدي" للأشرار كما ينادي بها شهود يهوه: "لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ" (مز 37: 9)؟

 وقال شهود يهوه: "سيذهب الهالكون إلى قطع أبدي ولن تكون لهم عودة إلى الحياة بالقيامة" (314).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: 1- قال داود النبي: "لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ" (مز 37: 9).

 وفي "الترجمة القبطية": "لأن عاملي الشر يُستأصَلون. والذين ينتظرون الربَّ هم يرثون الأرض".

 وفي "الترجمة اليسوعية": "فإنَّ الأشرار يُستأصَلون. وأمَّا الذين يرجون الربَّ فالأرضَ يرثون".

 وفي "ترجمة كتاب الحياة": "لأن فاعلي الشر يُستأصَلون. أما منتظرو الربّ فأنَهم يرثُونَ خيراتِ الأرض".

 وفي "الترجمة العربية المشتركة": "فالأشرارُ يقطعهمُ الربُّ. والذينَ يرجونهُ يرثونَ الأرضَ".

 وداود النبي هنا يضعنا أمام فئتين، أحدهما: عاملوا الشر، والأخرى: منتظرو الرب، وإن كان منتظرو الرب يرثون الأرض... فأي أرض يرثون..؟ أنها الأرض الحالية على هذا الكوكب وفي الحياة الحاضرة، لأنه في الحياة الأبدية لا توجد أرض مادية: "أَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ" (رؤ 21: 1). إذًا بالمقابلة يكون المقصود بالقطع هنا القطع من الحياة الزمنية، فعاملوا الشر يُقطعون من على هذه الأرض، كقول أيوب البار: "هذَا نَصِيبُ الإِنْسَانِ الشِّرِّيرِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمِيرَاثُ الْعُتَاةِ الَّذِي يَنَالُونَهُ مِنَ الْقَدِيرِ. إِنْ كَثُرَ بَنُوهُ فَلِلسَّيْفِ وَذُرِّيَّتُهُ لاَ تَشْبَعُ خُبْزًا" (أي 27: 13، 14)، وكقول سفر التثنية: "بَنِينَ وَبَنَاتٍ تَلِدُ وَلاَ يَكُونُونَ لَكَ لأَنَّهُمْ إِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُونَ" (تث 28: 41)، وجاء في سفر هوشع: "وَلكِنَّ أَفْرَايِمَ سَيُخْرِجُ بَنِيهِ إِلَى الْقَاتِلِ. أَفْرَايِمُ مَضْرُوبٌ. أَصْلُهُمْ قَدْ جَفَّ. لاَ يَصْنَعُونَ ثَمَرًا. وَإِنْ وَلَدُوا أُمِيتُ مُشْتَهَيَاتِ بُطُونِهِمْ" (هو 9: 13، 16).

 

2- كلمة " يُقْطَعُونَ" في الأصل العبري تعني عقاب أرضي وليس قطع أبدي، وجاء في موقع Holy_Bible_I أن كلمة القطع: "من جذر بمعنى يقطع، يخفض، يضع لأسفل، يدمر، يستهلك، قَطَعَ لحم ويمر بين القطع، يتعاهد (ويقطع عهد مع) يُنهي عهد، يدمر، يفشل، يموت، فالمعنى الواضح هو إهلاك جسدي، ولا يتكلم عن هلاك أبدي، وهذه الكلمة وردت 286 مرة في الكتاب المقدَّس، ولم تشر ولا مرة إلى معنى القطع الأبدي".

ومن سياق الكلام يتضح أن داود يتكلم عن القطع الأرضي وليس الأبدي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بدليل أنه بدأ مزموره بقوله: "لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ. فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُــونَ" (مز 37: 1، 2)، فواضح أنه يتحدث عن الحياة الأرضية وليست الأبدية، وفي الآيات التالية للآية موضع النقاش قال داود: "بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْـرَةِ السَّلاَمَةِ" (مز 37: 10، 11)، فقوله " بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ" أي يقطع من محل سكنه وإقامته على هذه الأرض: "تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ"، ومكانه بلا شك هنا على الأرض وليس في الأبدية.

 

3- لو كان الأشرار يقطعون قطعًا أبديًا أي لا يقومون من الموت، فلماذا قال دانيال النبي: "وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ" (دا 12: 2)؟! ولماذا قال السيد المسيح: "فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ. فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ" (يو 5: 28، 29)؟ وفي مَثَل العذارى لماذا قامت العذارى الجاهلات (مت 25: 7 - 10)..؟ ولماذا وقف صاحب الوزنة الواحدة ليؤدي حسابًا عن تقاعسه (مت 25: 24-30)..؟ (راجع مت 22: 29 - 32، لو 20: 37، 38، 1كو 15: 12-16).

لقد ترجم شهود يهوه عبارة " العذاب الأبدي" إلى " القطع الأبدي"، وقالوا أن القطع يعني الفناء، فلو كان هذا صحيحًا فلماذا أضافوا كلمة الأبدي..؟ هـل يوجـد فَنَاء أبـدي وفناء مؤقت؟!، وكلمة عذاب في الأصـل اليوناني "كولاسيس" وتعني التأديب والقصاص والتشذيب وليس القطع والفناء كمـا يدَّعون، ولو كان الأشرار سيفنون كقول شهود يهوه، فلماذا صمت الكتاب المقدَّس ولم يخبرنا عن هذا؟! (راجع كتابنا: "شهود يهوه... هوة الهلاك" ص 134 - 154).

لقد أكد الكتاب المقدَّس على خلود الأشرار في العذاب الأبدي، وما أكثر الآيات التي تشير لهذا (راجع مز 9: 17، 28: 1، 31: 17، 55: 23، 68: 8، إش 66: 24، مت 13: 41، 42، 50، 25: 41، 46، لو 16: 23، رؤ 14: 11).

 

4- يقول "الأب متى المسكين": "هنا "الأَرْضَ" هيَ أرض الموعد، وكلمة " يُقْطَعُونَ" وضحت أنها بالنسبة للأمم أمام إسرائيل. أنظر (تث 12: 29، 19: 1): "مَتَى قَرَضَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ الأُمَمَ الَّذِينَ أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهِمْ لِتَرِثَهُمْ وَوَرِثْتَهُمْ وَسَكَنْتَ أَرْضَهُمْ". حيث ترث إسرائيل الأرض. هكذا الأشرار سيتحطمون حتى أن إسرائيل الحق لا تقلق وتستمتع بميراثها. أنظر (مز 25: 13): "نَفْسُهُ فِي الْخَيْرِ تَبِيتُ وَنَسْلُهُ يَرِثُ الأَرْضَ" (315).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(314) الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية ص 96.

 (315) المزامير - دراسة وشرح وتفسير جـ 2 ص 378.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1700.html

تقصير الرابط:
tak.la/2dffxyc