St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1654- هل للموت أبواب: "يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ" (مز 9 : 13) (راجع مز 107: 18)، ومتى رُفع داود من أبواب الموت؟ وهل مات داود وقام؟

 

س 1654 : هل للموت أبواب: " يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ" (مز 9 : 13) (راجع مز 107: 18)، ومتى رُفع داود من أبواب الموت؟ وهل مات داود وقام؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج : 1ـ صَلَّى داود قائلًا: " اِرْحَمْنِي يا رب. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ" (مز 9 : 13) وسأل الرب أيوب: " هَلِ انْكَشَفَتْ لَكَ أَبْوَابُ الْمَوْتِ أَوْ عَايَنْتَ أَبْوَابَ ظِلِّ الْمَوْتِ" (أي 38 : 17)، وأبواب الموت هيَ أبواب الخطيَّة التي تقود النفس إلى أبواب الهلاك الأبدي، وتبدأ أبواب الموت بلذة الخطيَّة الوقتية وتنتهي بلسعة الأفعوان القاتلة، وأبواب الموت قال عنها القديس كيرلس الكبير أنهم الأبالسة والشياطين والفاسدين الذين يدخلون الإنسان إلى عمق الخطايا لكيما يهلكونه، ونشكر الله أنه خلصنا من أبواب الموت، وأعطانا أن نسبحه في أبواب صهيون التي هيَ الكنيسة، ونحن في ملء الثقة أن: " أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت 16 : 18)، وقال المُرنّم: " كَرِهَتْ أَنْفُسُهُمْ كُلَّ طَعَامٍ وَاقْتَرَبُوا إِلَى أَبْوَابِ الْمَوْتِ. فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ. أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ" (مز 107 : 18 - 20) فالمريض الذي عافت نفسه الطعام يقترب يومًا فيومًا من أبواب الموت، ولكننا نشكر الله أنه يستجب سريعًا لصراخ مثل هؤلاء المرضى ويشفيهم بمحبته الأبويَّة.

  ويقول "القمص تادرس يعقوب": " إذ يدفعني العدو إلى مقبرة الخطيَّة ويدخل بي إلى موت النفس، لا أستطيع التسبيح لله، لأنه " ليس في الموت من يذكرك ولا في الجحيم من يسبحك ". فالخطيَّة تغلق علينا أبواب الموت الأبدية، وتفقد النفس سلامها مع الله ومع ذاتها فلا تقدر على التسبيح. أما مسيحنا غالب الموت فيرفعنا من أبواب الموت بعدما حطم متاريسه، وأطلق لسان قلوبنا بالفرح لننشد له تسابيح الفرح. يدخل بنا إلى ابنة صهيون، الكنيسة السماويَّة، التي تشارك السمائيين بهجتهم وليتورجياتهم وتسابيحهم. ترفعنا الأذرع الأبدية من أبواب الجحيم لتدخل بنا إلـى أبواب ابنة صهيون، فنجد لنا موضعًا في حضن الآب" (122).

 ويقول "القس وليم مارش": " على كلٍ فإن المُرنّم يلتمس أن ينفذ من لجة الموت أو هاويته ويُرفع قبل أن تطبق عليه ويبتلع. لقد كانت الكنيسة في تاريخها مراتٍ كثيرة مشرفة على أبواب الموت ولكن شكـرًا للمُخلـص الذي قال " أبواب الجحيم لن تقوى عليها "، وفي العدد الرابع عشر يذكر المُرنّم الغرض من هذا الخلاص وهو أن يُحدّث بمراحم الله ويذكر إحساناته العميقة. يطلب أن يُرفع من أبواب الموت لكي يقف في أبواب أورشليم وشتان بين وقوفٍ ووقوف. كان ساقطًا في الحفرة السُفلى وإذ به يلتمس أن يرتفع للعلي، وذكر الأبواب هنا لأنها أول ما يُرى، ولا تزال العادة في بلاد المشرق أن يجلس الشيوخ على أبواب المدينة للحديث والمسامرات، والقصد أن الله يرفعه من ذله ووحدته إلى الابتهاج والاجتماع مع جمهور الناس فارحًا بالخلاص. وهنا يطلب المُرنّم مجد الله وليس مجد نفسه إذ قصده أن يسبح مبتهجًا بخلاص الرب" (123).

 

 2ـ أحاطت بداود مخاطر الموت حتى كادت رجله أن تنزلق إلى أبواب الموت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولكنه لم يفقد رجاءه في الله الذي يرفعه ويعبُر به من الموت إلى الحياة، من أبواب الموت إلى أبواب صهيون، فيشكر إلهه ويسبحه على خلاصه العجيب: " يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ مُبْتَهِجًا بِخَلاَصِكَ "، ويقول " القديس يوحنا ذهبي الفم": " إن النبي لم يقل يا منجيني من أبواب الموت بل قال يا رافعي، لأن الله لا ينجي عبيده من التجارب فقط، بل يصيرها لهم سبب شرف ومجد أرفع وأسمى، فإذا رأيت نفسك أنك وصلت إلى الموت فاعلم يقينًا أنه سينجيك ويرفعك" (124).

 

 3ــ هنا مفارقة بين أبواب الموت وأبواب صهيون، فأبواب الموت هيَ في الأسافل، تشير للظلمة والهلاك، وهيَ محل الأشرار الأشقياء، لا يصدر منها سوى الحزن والأنين، يتصدرها إبليس ملك الهاوية. أما أبواب صهيون فهيَ عالية بعلو السماء، تشير للنور والحياة والفرح، محل الأبرار والصديقين، لا يصدر منها سوى أصوات الترنم والفرح والسعادة، يتصدرها ابن الله الكلمة الذي صنع خلاصًا عظيمًا هذا مقداره، وقد قال: " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ" (يو 5 : 24).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(122) تفسير المزامير جـ 1 ص 188.

(123) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 6 ص 20.

(124) إعداد راهب من دير المحرق - تفسير سفر المزامير جـ 1 ص 135.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1654.html

تقصير الرابط:
tak.la/rmqr38m