St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1636- ما هيَ "مزامير سليمان"؟ وهل الذي كتبها حقًا هو سليمان الملك أم أنها نُسبت له وهو لم يكتبها..؟ وهل اُستخدمت المزامير في أعمال السحر؟

 

ج: أولًا : مزامير سليمان:

 مزامير سليمان هيَ ثمانية عشر مزمورًا نُسبت لسليمان، ولم تدخل ضمن سفر المزامير لأنها أسفار غير قانونية، أي لم يُوحي بها الروح القدس، وظهرت في القرن الأول قبل الميلاد، ولم تدخل هذه المزامير في تسابيح الهيكل، ولو أن هذه المزامير تخص سليمان فلماذا حجبت مئات السنين من القرن العاشر قبل الميلاد وحتى القرن الأول قبل الميلاد؟! وجاء في نهاية المخطوطة السكندرية أسماء هذه المزامير، كما وُجِدت هذه المزامير في ستة مخطوطات يونانية بعضها كاملة وبعضها غير كاملة، كما وُجِدت في مخطوطتين باللغة السريانية، ولا أحد يعرف كاتبها أو كتبتها، وبرزت في هذه المزامير التعاليم الفريسية التي تتهم الصدوقيين بأنهم أشرار، وفكرة الجزاء الإلهي (راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 4 ص 251، 252).

 

ثانيًا: هل اُستخدمت المزامير في أعمال السحر:

 استخدم البعض المزامير في السحر والدجل والشعوذة، وادعوا أن هناك دلَّالًا للمزمور يظهر فائدة كل مزمور، فراحوا يكتبونها خلال طلاسم، وأحيانًا يكتبونها عكسية حيث يرتبون حروف كل كلمة ترتيبًا عكسيًا وهذا في حد ذاته استهانة بكلمة الله، وأحيانًا يدفنونها تحت عتبة الباب، فيطأها كل من دخل البيت أو خرج منه بأقدامه، ويدَّعون أن بعضها يجلب الحب، وبعضها يجلب الرزق، والآخر لنوال الخطوة أمام الرؤساء، والآخر لشق الأرض والبحث عـن الكنوز، والآخر للشفاء، فهناك مزمور لآلام الأسنان ومزمور لهذا ومزمور لذاك... إلخ. وادَّعوا أن جميع المشاكل التي تواجه الإنسان من مشاكل جسدية ونفسية وصحية واجتماعية لها علاج من خلال المزامير ويقـول "الأستاذ الدكتور وهيب جورجي كامل": " تستخدم بعض الأوساط غير الكنسية، المزامير كنوع من التعاويذ نقلًا عن مخطوطات قديمة، تعلّم بأن كل مزمور يخدم غرضًا معينًا، ويؤدي إلى فائدة مادية محدودة، وقد اهتمت "مجلة جمعية الآثار القبطية" بنشر واحد من تلك المخطوطات في المجلد التاسع عشر 1967 / 1968م من صحيفة 125 إلى صحيفة 147. ترفض جميع الكنائس بغير استثناء هذا الاتجاه في استخدام المزامير وتعتبره من ضروب الاحتيال بقصد الكسب غير المشروع" (72).

 ويحتج هؤلاء الدجليين بأنهم لا يفعلون شيئًا خاطئًا، لأنهم يستخدمون المزامير وهيَ كلمة الله، بينما هُم يسيئون استخدامها، فكلمة الله هيَ للبناء الروحي وليس للسحر والشعوذة... سأل ناموسي السيد المسيح: ماذا أعمل لأرث الحيــاة الأبدية؟ " فَقَالَ لَهُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ" (لو 10 : 25)، فهذا هو المهم ليس أن نقرأ بل كيف نقرأ؟! وبأي روح نقرأ؟! هل نقرأ بهدف بنائنا الروحي أم بأهداف أخرى تصل إلى حد التدليس على الناس وخداعهم مستغلين آلامهم، ومتاجرين بأوجاعهم؟!! أما الناموسي " فَأَجَابَ وَقَالَ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ. فَقَالَ لَهُ بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا" (لو 10 : 27، 28).. إذًا المهم السلوك في ضوء كلمـة الله لننال الحياة الأبدية " اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا"، أما هؤلاء الذين يعملون بالسحر والشعوذة والجدل حتى لو استخدموا المزامير كلمة الله، فليس لهم نصيب في ملكوت السموات (رؤ 21 : 8).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (72) مقدمات العهد القديم ص 226.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1636.html

تقصير الرابط:
tak.la/93vpxbj