ج: قال أيوب البار عن الأصاغر من جهة الحكمة والمعرفة " عَنِ الْيَمِينِ الْفُرُوخُ يَقُومُونَ يُزِيحُونَ رِجْلِي، وَيُعِدُّونَ عَلَيَّ طُرُقَهُمْ لِلْبَوَارِ... يَأْتُونَ كَصَدْعٍ عَرِيضٍ. تَحْتَ الْهَدَّةِ يَتَدَحْرَجُونَ" (أي 30: 12، 14)، والفرخ هو الرجل الذليل الضعيف المطرود، فمثل هؤلاء الرجال من السوقة والغوغاء قاموا على يمين أيوب يفرضون سطوتهم عليه وهو في ضعفه ومذلّته، يعدُّون عليه طرقهم للبوار أي للاضمحلال والهلاك.
وفي " الترجمة القبطية": "قام فراخهم عن يميني يزلُون قدمي، ويمهدُون إليَّ سُبل العطب".
وفي " الترجمة اليسوعية": "قامَ السَّفلةُ عن يُميني يُعثّرون قدَمَيَّ ويُمهّدون إليَّ سُبُلَ المُصيبة".
هؤلاء التعساء الأشقياء " يَأْتُونَ كَصَدْعٍ عَرِيضٍ " أي مثل تيار مياه جارف قد حطم خزان المياه واندفع يحطم كل ما يقف في وجهه، مثله مثل جنود أشداء يندفعون من ثغرة فُتحت في سور المدينة المحاصرة، و"تَحْتَ الْهَدَّةِ يَتَدَحْرَجُونَ " والهدَّة هو ما يسقط من الحائط المُتهدِّم، أي أن هؤلاء التعساء يتدحرجون على الأنقاض وكأنهم يتدحرجون على فراش وثير لين ومريح، وهذا المعنى واضح في " الترجمة اليسوعية": "كأنَّما يَدخُلونَ مِن ثُغرَةٍ واسِعةٍ ويَتَدَهوَرون بينَ الرّدم".
وفي " ترجمة كتاب الحياة": "وكأنَّما مِن ثُغرَةٍ واسِعةٍ تدافعُوا نَحوِي، وَاندَفعُوا هاجمينَ بين الرَّدْم".
ويقول " أ. د. وهيب كامل جورجي " تعليقًا على " تَحْتَ الْهَدَّةِ يَتَدَحْرَجُونَ": "أي كسيل منهمر من فجوة غائرة يندفعون نحوي كصخرة تهوي لتسحقني في القفر"(1).
_____
(1) مقدمات العهد القديم ص 219.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1587.html
تقصير الرابط:
tak.la/v2b4b5t