مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

ج: 1- سبق الإجابة على هذا التساؤل فيُرجى الرجوع إلى س 1505.

2- عندما قال أيوب: "وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ" (أي 26: 7) فهذا جاء متوافقًا تمامًا مع العلم الحديث الذي أظهَر أن الأرض مرتبطة بقوتين متساويتين متضادتين، أحدهما قوة الجاذبية التي تجذبها تجاه الشمس، والأخرى قوة الطرد المركزي التي تطردها بعيدًا عن الشمس، وفي هذا الفَلَك تدور حول الشمس، وأيضًا حول نفسها، والقمر يدور حولها وهو أيضًا غير مُعلَّق بشيء، ويدور معها حول الشمس، فالأرض لا تتعلَّق في الفضاء بشيء مادي، ولا توجد أعمدة تقوم عليها.

وعندما قال المزمور عن الأرض: "لأَنَّهُ عَلَى الْبِحَارِ أَسَّسَهَا، وَعَلَى الأَنْهَارِ ثَبَّتَهَا" (مز 24: 2)، فهو كشف عن حقيقة أخرى جاءت في سفر التكوين، إذ كانت مغمورة بالمياه (تك 1: 2). ثم قال الله: "لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ... وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا" (تك 1: 9، 10)، فهذه الأرض اليابسة التي ظهرت من غمار المياه، في الحقيقة ما زالت المياه حولها وتحتها، ولذلك قال: "عَلَى الْبِحَارِ أَسَّسَهَا، وَعَلَى الأَنْهَارِ ثَبَّتَهَا". إذًا اليابسة قائمة على المياه، وهذا يطابق ما جاء في (مز 24: 2)، وأيضًا اليابسة التي تكوَّن نحو 28% من الأرض ومسطحات المياه التي تكوَّن نحو 72% من الأرض، هذه وتلك تكوّن الكرة الأرضية التي تدور في الفَلَك، وهي غير مُعلَّقة بشيء، فلا يوجد هنا تناقض على الإطلاق بل أن ما جاء في (أي 26: 7) وما جاء في (مز 24: 2) كل منهما  يُكمّل الآخر.

هل المياه يمكن أن تُصرُّ؟ وأين هو الحد الذي رسمه الله على وجه المياه عند اتصال النور بالظلمة حسب سفر أيوب؟

مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (عهد قديم) كتب أ. حلمي القمص يعقوب

هل يوجد تحت الماء أخيلة وسكان "الأخيلة ترتعد من تحت المياه وسكانها" حسب سفر أيوب؟