St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1567- كيف يمكن أن الإنسان يعيش حياة رغدة ويتضايق (أي 20: 22)؟

 

ج: 1- قال صوفر النعماتي عن الإنسان الشرير: "مَعَ مِلْءِ رَغْدِهِ يَتَضَايَقُ. تَأْتِي عَلَيْهِ يَدُ كُلِّ شَقِيٍّ. يَكُونُ عِنْدَمَا يَمْلأُ بَطْنَه،ُ أَنَّ اللهَ يُرْسِلُ عَلَيْهِ حُمُوَّ غَضَبِهِ، وَيُمْطِرُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ طَعَامِهِ" (أي 20: 22، 23)... فما هو وجه الغرابة في هذا؟!، فالسعادة لا تكمن في الغنى والممتلكات، ولا في الصحة والقوة، ولا في الجَمال... وكثيرًا نرى أغنياء فقراء تعساء، ويهوذا الذي سعى نحو الفضة بكل جهده، حتى سلَّم معلمه للموت تركها وانتحر ولم يسعد بها " فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ" (مت 27: 5)، وكثيرًا ما رأينا نساء جميلات لديهنَّ إمكانات ضخمة وأقدمنَّ على الانتحار، فالأمور الزمنية من المستحيل أن تُشبِع الإنسان الذي جُبِل على صورة الله ومثاله، ولا يجد راحته إلاَّ فيه، وأي قلب سيظل قلقًا مضطربًا إلى أن يستريح في الأحضان الإلهيَّة. أمَّا المعنى المباشر للعبارتين السابقتين فهو أن الشرير وهو في أوَّج مجدهِ وغمرة نجاحهِ يتعرَّض للفشل الذريع، وهذا واضح في " الترجمة السبعينية":
" وعندما يظن أنه قد امتلأ (خيرًا) سيتثقل (بالكرب) وكل الضيقات ستحلّ عليه وتملأ بطنه. وليرسل الله عليه حمو غضبه وليصوِّب أوجاعًا ضده".

     وفي " الترجمة القبطية": "إذا ظنَّ أنَّه في السعة يصبه الضنك، وتقع كُلَ بليَّة. لكي يملأ بطنه، ليصب (الله) عليه حُموَّ غضبهِ، ويُرسِل عليهِ الآلامات طعامًا".

     وفي " ترجمة كتاب الحياة": "في وَفْرَةِ سِعَتِهِ يُصيبُهُ الضَّنْكُ، وتَحُلُّ بهِ أقْسَى الكوارِثِ".

 

2- يقول " القمص تادرس يعقوب": "مَعَ مِلْءِ رَغْدِهِ يَتَضَايَقُ. تَأْتِي عَلَيْهِ يَدُ كُلِّ شَقِيٍّ": بعد أن وصف صوفر الارتباكات التي تحل بالظالم القاسي، يبين هلاكه التام. فمع نوال ما كان يشتهيه بطريقٍ أو آخر، تتحوَّل أيدي الأشقياء إلى سبله. ما فعل يُفعل به، كما كانت يده على الغير ظالمة. تمتد أيادي الأشرار عليه.

ويقول البابا غريغوريوس الكبير:

{"عند ملء كفايته يتضايق": أولًا يركض لاهثًا ليكدس الأشياء التي يجمعها بالطمع، وإذ يجمع الكثير جدًا، كما في بطن الطمع "عند ملء كفايته يتضايق" إذ يمتلئ بالقلق كيف يحفظ ما قد ناله، فيصير ملؤه موضوع ضيقه. فإذ أنتج حقل أحد الأغنياء محصولًا ضخمًا، وليس لديه موضع للتخزين قال: "مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ " (لو 12: 17، 18). إذًا هذا الذي تضايق بفيض الخيرات قال: "مَاذَا أَعْمَلُ " كان في همٍ، كما لو أن كثرة الطعام قد ضغطت عليه}"(1).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تفسير سفر أيوب جـ2 ص 795، 796.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1567.html

تقصير الرابط:
tak.la/3zjp2by