يقول "علاء أبو بكر": "كم كان عمر يوشيا عندما تولى الحُكم؟
ثمان سنين (2أي 34: 1).
فكيف يقود شعب الله المختار طفل لم يبلغ من العلم شيئًا، ولا يفقه أحكام كتاب الله ليُحكّم شرع الله في شعبه؟"(1).
ج: 1- لم يتولى يوشيا الحكم وهو في الثامنة من عمره من ذاته، إنما الشعب هم الذين نصَّبوه ملكًا بعد موت أبيه الملك آمون، وذلك بهدف أن يحافظ على سراج داود فلا ينطفئ، فنصَّبوه ملكًا تحت الوصاية، فكان يوشيا تحت وصاية حكيمة رشيدة ورعة، حتى قال الكتاب عن هذا الملك الصالح: "وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَلَمْ يَحِدْ يَمِينًا وَلاَ شِمَالًا" (2أي 34: 2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا ليس أمرًا فريدًا فقد سبق أن نصَّب الشعب يوآش ملكًا وهو في السابعة من عمره، وكان يهوياداع الكاهن الورع الشجاع الحكيم وصيًا عليه، فقال الكتاب: "وَعَمِلَ يُوآشُ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ" (2أي 24: 2). وقد تكرَّر هذا الأمر كثيرًا في تاريخ الشعوب والممالك المختلفة، وجاء في "التفسير التطبيقي": "في أيام يوشيا، كان الأولاد يعتبرون رجالًا في سن الثانية عشرة. وفي سن السادسة عشرة أدرك يوشيا مسئولية مركزه. وحتى وهو في هذا السن الصغير أظهر حكمة أعظم من الملوك الأكبر سنًا الذي سبقوه، لأنه عزم على أن يطلب الرب وحكمته. ومن الواضح أن الحكمة التي من الله ليست وقفًا على الشيوخ، إذ يمكن للشباب أن يكون لهم من الحكمة ما يؤهلهم لشغل مراكز القيادة الروحية، فقد أوصى الرسول بولس تيموثاوس قائلًا: "لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ" (1تي 4: 12)"(2).
2- يقول "القمص تادرس يعقوب" عن الملك يوشيا: "وُلد عام 648 ق.م، وتولى العرش سنة 640 ق.م (حتمًا كان تحت الوصاية) وصار أبًا في السادسة عشرة من عمره (2أي 36: 2). في عام 628 ق.م صارت المملكة بين يديه، وقام بالإصلاحات الدينية (ع 3 - 7). ويلاحظ في إصلاحاته الآتي:
أ- نزع الآلهة الكنعانية، وكانت قد نُزعت الآلهة الأشورية بواسطة الملك منسَّى (2أي 33: 15)...
ب- كان إرميا النبي وراء إصلاحات يوشيا، فقد وُلِد عام 640 ق. م. نفس السنة التي استلم فيها يوشيا العرش، وتسلَّم النبوة بعد اكتشاف سفر الشريعة وكان عمر إرميا 18 سنة عند اكتشاف السفر، ولذلك اشتكى إرميا بأنه وَلَد” عاجز عن القيام بالعمل النبوي (إر 1: 6)"(3).
3- يقول "هنري. ل. روسييه ": "ولكن يا للأسف! فمشهد الفرح هذا تبعه كارثة... يُجرَح يوشيا للموت في المعركة وينتهي دوره، وكان هناك نوح عام، ويكتب إرميا مراثيه في موت يوشيا، أدرك إرميا كنبي أن الرجاء الأخير للحكم الذي بحسب الله انتهى بهذا الملك التقي، ولذلك تقرَّرت المراثي "فريضة لإسرائيل" ولكن في هذا النوح كانت عينا إرميا تتجه نحو شخص آخر بخلاف يوشيا، لمن قيل عنه " أَنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ" (مرا 3: 1)... وهو الذي بآلامه يصنع نهاية لآلام إسرائيل "قَدْ تَمَّ إِثْمُكِ يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ. لاَ يَعُودُ يَسْبِيكِ" (مرا 4: 22). وله في النهاية يتأسس عرشه إلى الأبد، بينما عرش يوشيا الآمين سقط واختفى " أَنْتَ يَا رَبُّ إِلَى الأَبَدِ تَجْلِسُ. كُرْسِيُّكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ" (مرا 5: 19)"(4).
_____
(1) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س473 ص 329.
(2) التفسير التطبيقي ص 979.
(3) تفسير سفر أخبار الأيام الثاني ص 469.
(4) تأملات في أخبار الأيام الثاني ص 174.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1431.html
تقصير الرابط:
tak.la/g5ggfr3