ويقول "ليوتاكسل": "تعالوا بنا نُجري عملية حسابية بسيطة، فحسب سفر الملوك الثالث أن أبيا مَلَكَ ثلاث سنوات، وأن حربه مع يربعام وقعت خلال العام الأول من حكمه. فما قول قارئي الكريم في الاثنين والعشرين ولدًا، والست عشرة بنتًا الذين ولدتهم له زوجاته الأربع عشرة في غضون عامين؟ إنها لأيام سعيدة، أليس كذلك؟ يا للخصوبة المقدَّسة، أين ذهبت؟"(1).
ج: 1- جاء في سفر الأخبار: "وتَشَدَّدَ أَبِيَّا وَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أَرْبَعَ عَشَرَةَ امْرَأَةً، وَوَلَدَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتَّ عَشَرَةَ بِنْتًا"(2أي 13: 21).
وجاء في سفر الملوك: "وفي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، مَلَكَ أَبِيَامُ عَلَى يَهُوذَا" (1مل 15: 1)... "وبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَامَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ... وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَامَ وَيَرُبْعَامَ. ثُمَّ اضْطَجَعَ أَبِيَامُ مع آبَائِهِ" (1مل 15: 7، 8).
وأبيام هو ابن رحبعام وقد دعاه أبوه هكذا، بمعنى "أبو الغرب" والمقصود بالغرب المملكة الشمالية، وعندما سَخِرَ بنو إسرائيل في المملكة الشمالية من اسمه، غيَّر اسمه إلى اسم "أبيا" أي "أبي يهوه".
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "أبيام: ومعناه" أبو اليم أو البحر" أو "أبو الغرب" وهو الاسم الوارد في (1مل 14: 31؛ 15: 1، 7، 8) لابن رحبعام الذي خلفه على مُلك يهوذا. وقد تكرَّر الاسم على هذه الصورة خمس مرات في سفر الملوك. ولعل رحبعام اسماه "أبا الغرب" مُؤملًا أن يسترد مملكة داود وسليمان، ولكن لمَّا كان هذا الاسم موضع سُخرية عند الأسباط العشرة، غيَّر هذا الاسم إلى "أبيا" أي "أبي يهوه"...(2).
2- كان لأبيام أربعة عشرة زوجة وهو عدد أكبر من زوجات داود الثمانية، وأقل كثيرًا جدًا من زوجات جده سليمان الذي كان له سبعمائة زوجة وثلثمائة سرية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأنجب أبيام ثمانية وثلاثين منهم اثنين وعشرين ابنًا وست عشرة بنتًا، ومعنى هذا أن هناك عشرة من زوجاته أنجبت كل منهنَّ ثلاثة، وأربعة من زوجاته أنجبت كل منهن اثنين، وهذا عدد متواضع في وقت كانت الزوجة تنجب حوالي عشرة بنين، ويرجع هذا إلى قصر عمر أبيام.
3- ربط ليوتاكسل بين مدة مُلك أبيام وبين زواجه وإنجابه، ولم يكتفي بهذه المغالطة بل اقتصر مدة مُلكه إلى سنتين بدلًا من ثلاث سنوات "مَلَكَ ثلاث سنين في أورشليم" (1مل 15: 2)، وحكم ليوتاكسل بأن أبيام لم يتزوج ولا مرة واحدة قبل أن يصير ملكًا، مجرد افتراض وتخمين لا يوجد له أي سند كتابي، ولا سيما في عصر انتشر فيه الزواج المبكر ولا سيما بين أبناء الملوك، بل أن أبيام أكثر من الزوجات وهو في سن مبكر لذلك قال عنه الكتاب: "وتشدَّد أبيام واتخذ لنفسه أربع عشرة امرأة". كما أن هناك احتمال قائم وهو أن بعض زوجاته قد ولدن توائم، وبهذا لا يظهر أي نوع من المبالغة في أبناء أبيام.
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 407.
(2) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 62، 63.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1409.html
تقصير الرابط:
tak.la/4gr3chq