يقول " دكتور محمد بيومي": "ما ترويه التوراة من أن هوشع ملك إسرائيل كان قد {أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ} (2مل 17: 4) ومن المعروف تاريخيًا أنه ليس هناك ملك في هذه الفترة من تاريخ مصر يحمل اسم " سوا " ومن هنا حاول بعض الباحثين أن يقربوا هذا الـ"سوا" لـ"سيبة" (نورتان مصر) ومع ذلك فليس من الممكن أن يكون "سوا" أو "سيبه" من الناحيتين اللغوية والتاريخية هو الملك " شبكو " ومن ثمَّ فإن اسم " سوا " هذا هو اسم أحد القواد في أغلب الأمر"(1).
ج: مَلَكَ هوشع بن ايلة على مملكة إسرائيل الشمالية بعد أن اغتال فقح بن رمليا، وعمل الشر في عيني الرب ولكن ليس بنفس درجة الملوك الأشرار الذين سبقوه، وهاجم شلمناصر ملك آشور هوشع الذي خضع له ودفع له الجزية، ولكن هوشع لم يسترح لهذا الأمر، فأرسل إلى " سوا " فرعون مصر " وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ، وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ" (2مل 17: 4).
وجاء في " التفسير التطبيقي": "كان الملك شلمناصر على الأرجح هو شلمناصر الخامس الذي أصبح ملكًا على آشور بعد تغلث فلاسر (727 - 722 ق.م.) وغالى في فرض جزية ثقيلة على المملكة الشمالية، حتى قرَّر الملك هوشع التمرد على آشور، وتحالف مع سوا ملك مصر (2مل 17: 4) ولم يكن ذلك مجرد حماقة، بل كان ضد أوامر الله"(2).
وقد شكَّك البعض في اسم " سوا " كملك لمصر، والحقيقة أن الدراسات الحديثة كشفت أن " سوا " ليس اسمًا لفرعون، إنما هو اسم عاصمة الدولة المصرية حينذاك وهي " سايس " في عصر " تافنحت " فرعون مصر، أي أن هوشع أرسل إلى العاصمة المصرية "سايس" ليخبر ملك مصر بما يريد، وجاء في " دائرة المعارف الكتابية": "ليس من السهل تحديد شخصية " سوا " فقد زعم البعض أنه أخر ملوك الأسرة الليبية "اوسركون الرابع" (727-716 ق.م.) أو أنه حاكم غربي الدلتا "تفنخت" (727-720 ق.م.) أو أحد صغار ملوك الولايات في شرقي الدلتا. ولما كان اسم " سوا " لا يمكن اشتقاقه من اسم " أوسركون " أو " تفنخت " كما أنه لم يكن في قدرة أي حاكم إقليمي أن يساعد هوشع، فقد زعم البعض أنه " شباكًا " مؤسس الأسرة الفرعونية الأثيوبية، الأسرة الخامسة والعشرين، ولكنه أيضًا اشتقاق بعيد... وفي سنة 1963 م. قال " هانز جويديك " Hans Geodicke أن "سوا" في العبرية والفينيقية هو اسم "سايس" عاصمة مصر في غربي الدلتا في ذلك العهد، وأن العبارة " أرسل رسلًا إلى سوا ملك مصر " هي " أرسل رسلًا إلى سوا (سايس) إلى ملك مصر " وكان ملك مصر في زمن هوشع ملك إسرائيل، هو "تفنخت" (730-720 ق.م.) وكانت عاصمته "سايس" ولعل هذا هو الأرجح"(3).
ويقول " القمص تادرس يعقوب": "كشفت الدراسات الحديثة أن سوا Sua ليس اسمًا لفرعون، وإنما هو اختصار لاسم قائد كتيبة في الدلتا يُدعى Siba، أو هو اختصار لأسم مدينة في غرب الدلتا تُسمى Sais استخدمها تافنخت Tefnakhte لإقامته. ظهور شخصية في مصر "تافنخت" Tefnekht فرعون من الأسرة الرابعة والعشرين، دفع هوشع إلى الشعور بأنه قد حان الوقت للتمرد على آشور معتمدًا على تحالفه مع ملك مصر. يبدو أنه قُبض عليه قبل سقوط السامرة.
عندما جاء شلمناسر ملك آشور لمحاربة هوشع ملك إسرائيل، اكتشفت مؤامرة بدأها هوشع: "لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ" (2مل 17: 4) لم يرد بجانب هذه الفقرة أي موضع آخر ذُكر فيه ملك لمصر اسمه "سوا" فهل هذا خطأ؟
الإجابة: الاسم المُترجم " سوا " يمكن أيضًا أن يُترجم " سايس Sais " وهو اسم مدينة العاصمة التي لتافنخت Tefnakht ملك مصر في أيام هوشع ملك إسرائيل. لهذا يمكن قراءة هذه الفقرة هكذا: "أرسل (هوشع) رسلًا إلى "سايس Sais" ملك مصر. كلمة " سوا So " في الترجمة NKJV ليست اسم ملك مصر إنما اسم مدينة العاصمة لمملكة مصر. لا يوجد خطأ هنا"(4).
_____
(1) تاريخ الشرق الأدنى القديم - تاريخ اليهود ص 276.
(2) التفسير التطبيقي ص 816، 817.
(3) دائرة المعارف الكتابية جـ 4 ص 457.
(4) تفسير سفر الملوك الثاني ص 401.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1354.html
تقصير الرابط:
tak.la/twkfca8