يقول " محمد قاسم":
"وهذا لا يمكن أن يحدث لأن " يهورام بن أخآب " تحالف مع "
يهوشافاط " نفسه أثناء حربه مع ملك موآب، وليس من المعقول أن
يتحالف معه بعد أن توفى وملك ابنه مكانه، أو أن يتحالف مع يهوشافاط
قبل أن يتولى الحكم"(1).
ويقول " علاء أبو بكر":
"يقول الكتاب أن يورام تولى الحكم في عصر الملك يهوشافاط (2مل 3:
1) ويقول أيضًا أنه حكم بعد موت يهوشافاط بسنتين (2مل 1: 17) وقوله
أن يورام تولى الحكم بعد موت يهوشافاط بسنتين يخالف من ناحية قول
(2مل 3: 1) ويخالف أيضًا (2مل 1: 17) لأن يورام بن أخآب تحالف مع
يهوشافاط نفسه أثناء حربه مع ملوك موآب، وليس من المعقول أن يتحالف
معه بعد أن توفى وملك ابنه مكانه، أو أن يتحالف مع يهوشافاط قبل أن
يتولى الحكم"(2).
ويقول " ليوتاكسل":
"وبهذا يصبح التناقض ثلاثة أضعاف، فهذا النص يجعل أخزيا يحكم عامًا
واحدًا فقط، مع أن السطر الثاني والخمسين من الإصحاح الثاني
والعشرين في سفر الملوك الثالث (يقصد 1مل 22: 51) يتحدث عن عامين
قضاهما أخزيا... إننا نأمل بألاَّ يتهمنا القارئ الكريم بأننا نبدد
الوقت والجهد عبثًا لإظهار هذه التناقضات الغبية التي سقط المؤلف "المقدَّس" فيها، فهي تبين لا مبالاة خدام الدين الذين " فبركوا "
هذا الكتاب الغبي غباءً رهيبًا، ولم يبذلوا أي جهد لإعادة تدقيقه"(3).
ج:
1 - جاء في سفر الملوك:
أ - " وَمَلَكَ يَهُورَامُ بْنُ أخآب عَلَى
إِسْرَائِيلَ
فِي السَّامِرَةِ، فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ
لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. مَلَكَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ
سَنَةً"
(2مل 3: 1).
ب - بعد موت أخزيا مَلَكَ أخوه الصغير يهورام لأن أخزيا لم يكن له
ابن " وَمَلَكَ يَهُورَامُ عِوَضًا عَنْهُ فِي السَّنَةِ
الثَّانِيَةِ لِيَهُورَامَ بْنِ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا،
لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ" (2مل 1: 17).
فقد قُتل أخآب ملك
إسرائيل
في راموت جلعاد ولحست الكلاب دمه،
ومَلَكَ ابنه أخزيا لمدة سنتين وصنع الشر مثل أبيه، فسقط من الكوة
وهو في حالة سُكْر وترنح ثم مات، ومَلَكَ عوضًا عنه أخوه يهورام،
فمتى مَلَكَ يهورام..؟ هل مَلَكَ في السنة الثامنة عشر من مُلك يهوشافاط ملك يهوذا أم في السنة الثانية من مُلك يهورام بن
يهوشافاط..؟ والأمر في غاية البساطة إذا علمنا أن يهوشافاط أشرك
ابنه يهورام في حكم يهوذا، فيهورام بن أخآب مَلَكَ على
إسرائيل
في السنة الثامنة عشر لحكم يهوشافاط، وهذه السنة كانت تناسب
السنة الثانية لإشتراك يهورام مع أبيه يهوشافاط في حكم يهوذا، فإن
قال الكتاب أن يهورام مَلَكَ على
إسرائيل
في السنة 18 من حكم يهوشافاط (2مل 3: 1) فهذا صحيح، وإن قال أنه مَلَكَ في السنة
الثانية لحكم يهورام (2مل 1: 17) فالمقصود السنة الثانية
لمشاركة أبيه الحكم وهذا أيضًا صحيح، وهذا لا يعني أن أبيه مات
منذ سنتين ومَلَكَ عوضًا عنه لأن الكتاب لم يقل هذا.
لقد مَلَكَ يهوشافاط 25 سنة "كَانَ يَهُوشَافَاطُ
ابْنَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْسًا
وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي
أُورُشَلِيمَ"
(1مل 22: 42)، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
أي أن وقت تولي يهورام بن أخآب الملك على
إسرائيل
كان يهوشافاط حيًّا، وظل حيًّا حتى بعد مُلك يهورام على
إسرائيل
بخمس سنوات كقول الكتاب " وَفِي السَّنَةِ
الْخَامِسَةِ لِيُورَامَ بْنِ أخآب مَلِكِ
إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُورَامُ بْنُ
يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا" (2مل 8: 16). ويقول "
القس وليم مارش": "في السنة الثانية ليهورام بن
يهوشافاط، وفي (1مل 3: 1) في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط،
وفي (1مل 22: 42) أن يهوشافاط مَلَكَ خمسًا وعشرين سنة، وفي (1مل
8: 16) أن يهورام بن يهوشافاط مَلَكَ في السنة الخامسة ليهورام بن
أخآب. فيرى بعضهم مناقضة في هذه الأقوال ويظنون وقوع غلط من الكاتب
أو من الناسخ. ويظنُّ غيرهم أن يهورام بن يهوشافاط مَلَكَ مع أبيه
في السنة السابعة عشر من مُلكه، وفي السنة الثامنة عشرة من مُلك
يهوشافاط أي السنة الثانية من مُلك يهورام مَلَكَ يهورام بن أخآب.
ومَلَكَ يهوشافاط 23 سنة كاملة مع جزء من سنة في الأول وجزء من سنة
في الآخر، وحينما مَلَكَ يهورام بن يهوشافاط وحده كان في السنة
الخامسة من مُلك يهورام بن أخآب"(4).
وجاء في هامش "الكتاب المقدَّس الدراسي":
"تداخل حكم يهورام مع حكم أبيه يهوشافاط... والإشارة هنا إلى السنة
الثانية لهذا الحكم المشترك، ولذا فالسنة الثامنة عشر للملك
يهوشافاط (2مل 3: 1) هي ذاتها السنة الثانية لحكم يهورام في الحكم
المشترك (852 ق.م. تقريبًا)"(5).
2- ردًا على قول " محمد قاسم " نقول فعلًا عندما أعلن
يهورام بن أخآب الحرب على مملكة آرام استعان بيهوشافاط، فذهب
الاثنان للحرب واصطحبهما ملك أدوم، بغرض استعادة راموت جلعاد (1مل 22) وعندما ذهب يهوشافاط لهذه الحرب ترك
ابنه يهورام في
أورشليم
يدبر شئون المملكة. إذًا في حرب راموت جلعاد كان يهوشافاط
حيًّا يرزق يحكم مملكة يهوذا ويُشرك معه ابنه يهورام، ولم يكن
قد مات بعد، لأنه بالطبع كقول الناقد أنه ليس من المعقول أن
المتوفى يتحالف مع أحد أو يحارب أحدًا.
وردًا على " علاء أبو بكر " نقول له نعم تولى يورام بن
أخآب المُلك في عصر الملك يهوشافاط في السنة 18 من مُلكه، والكتاب
لم يذكر قط أن يهورام بن أخآب بدأ حكمه بعد موت يهوشافاط بسنتين (2مل 1: 17) إنما هذا
استنتاج الناقد، ففي هذه الآية وما قبلها
وما بعدها لا تجد أية إشارة لموت يهوشافاط، إنما قال أن يهورام بن
أخآب مَلَكَ في السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط، ومن مقارنة
النصوص ندرك أن يهوشافاط أشرك ابنه يهورام في الحكم في نحو السنة
السابعة عشر من مُلكه، وفي السنة الثامنة عشر كان ليهورام السنة
الثانية في إشراكه في مُلك يهوذا.
وردًا على " ليوتاكسل " بشأن
مدة حكم أخزيا هل هي عام أم عامين..؟ نقول أنه جاء في سفر الملوك أن " أَخَزْيَا
بْنُ أخآب مَلَكَ عَلَى
إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ فِي
السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا.
مَلَكَ عَلَى
إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ"
(1مل 22: 51) ثم مات أخزيا ومَلَكَ أخوه يهورام عوضًا عنه "وَمَلَكَ يَهُورَامُ بْنُ أخآب عَلَى
إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ، فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ
لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا" (2مل 3: 1) واستنتج
الكاتب أن مدة أخزيا بناء على ما سبق هي سنة واحدة وليست سنتين،
ولو كانت سنتين لاستمر مُلكه للسنة التاسعة عشر من حكم يهوشافاط. وأغفل الناقد أنه بحسب الفكر اليهودي أن الجزء من السنة حتى لو كان
شهرًا يُحتسب سنة، فلو قلنا أن أخزيا مَلَكَ في السنة 17 وحتى
السنة 19 لصارت هذه المدة ثلاث سنوات، الأولى جزء من السنة 17
وتُحتسب سنة، والسنة الثانية تقابل السنة 18 بالكامل، والثالثة
تمثل جزء من السنة رقم 19، فتُحتسب بذلك المدة ثلاث سنوات، بينما
قال الكتاب أنه " مَلَكَ عَلَى
إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ
" أي أن مُلكه استغرق جزء من السنة 17 لمُلك يهوشافاط كبر هذا
الجزء أو صغر، وكذلك جزء من السنة 18 وبذلك يكون قول الكتاب صحيحًا
بحسب الفكر اليهودي، وهو لا يقصد بالسنتين 24 شهرًا.
_____
(1)
التناقض في
تواريخ وأحداث التوراة ص 475.
(2)
البهريز في
الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 471 ص 329.
(3)
التوراة كتاب
مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 431، 432.
(4)
السنن القويم
في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (ب) ص 362.
(5)
الكتاب
المقدَّس الدراسي ص 859، 860.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1322.html
تقصير الرابط:
tak.la/ztqf55v