ج:
1- جمع بنهدد ملك آرام أثنين وثلاثين ملكًا وحاصر السامرة، وأرسل
لأخآب يقول له: "لِي فِضَّتُكَ وَذَهَبُكَ، وَلِي
نِسَاؤُكَ وَبَنُوكَ الْحِسَانُ. فَأَجَابَ مَلِكُ
إِسْرَائِيلَ
وَقَالَ: حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَنَا
وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ" (1مل 20: 3، 4). وهنا نلاحظ
أن أخآب قد وافق ضمنًا على دفع الجزية لملك آرام من الفضة والذهب،
وقال له " أنا وجميع مالي لك " عملًا بقول الحكيم: "اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ
الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ" (أم 15: 1) ولم يسر
بنهدد باستجابة أخآب السريعة، وأدرك أنها ملاطفة بهدف تهدئة
الموقف، بينما كان لدى بنهدد رغبة عارمة لاجتياح
مملكة إسرائيل،
وربما قال في نفسه أن أخآب سيعمد إلى إخفاء ثرواته وتهريب زوجاته
وأولاده، وكان بنهدد يطلب حجة ليهجم على السامرة، فأرسل إلى أخآب
ردًا قاسيًا، يمتهن فيه كرامة أخآب وشعبه " فِي نَحْوِ هذَا
الْوَقْتِ غَدًا أُرْسِلُ عَبِيدِي إِلَيْكَ فَيُفَتِّشُونَ
بَيْتَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، وَكُلَّ مَا هُوَ شَهِيٌّ فِي
عَيْنَيْكَ يَضَعُونَهُ فِي أَيْدِيهِمْ وَيَأْخُذُونَهُ"
(1مل 20: 6) وهنا بنهدد يوسع الدائرة ويُصعّد الموقف، فبعد أن كان
يطلب ما في بيت أخآب، فالآن يطلب ما في بيوت الحاشية والوزراء
والمشيرين والأغنياء، وباختصار يطلب تسليم المدينة للنهب، وأدرك
أخآب بحنكته السياسية قصد بنهدد ملك آرام الشرير، فاستشار الشيوخ
والشعب، ثم رد عليه السؤال وقال لرسل بنهدد: "قُولُوا لِسَيِّدِي الْمَلِكِ إِنَّ كُلَّ مَا أَرْسَلْتَ فِيهِ
إِلَى عَبْدِكَ أَوَّلًا أَفْعَلُهُ. وَأَمَّا هذَا الأَمْرُ فَلاَ
أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَهُ"
(1مل 20: 9) فمازال أخآب يهادن بنهدد ويحاول صرف غضبه، فقال
له أن طلبه الأول بخصوص بيت الملك هو مستعد أن يفعله، ولكن الطلب
الثاني الخاص بتسليم المدينة فلا يستطيع أن يفعله، فأرسل بنهدد
يهدد ويتوعد أخآب إن كان تراب السامرة يكفي قبضات أتباعه، وهنا
يبدو أن أخآب تذكَّر الله القادر على كل شيء فأرسل لبنهدد يقول "
لاَ يَفْتَخِرَنَّ مَنْ يَشُدُّ كَمَنْ يَحُلُّ" (1مل
20: 11) لأن النصرة هي من عند الرب، وسريعًا ما تدخل الرب وأنقذ
شعبه من شر آرام والملوك الآخرين.
2- يقول " القمص تادرس يعقوب": "استدعى أخآب
شيوخ الأرض ليخبرهم بما حدث، فساء الأمر في أعينهم. لم يطلب
مشورتهم في المرة الأولى إذ كان يشعر أنها مسئوليته الشخصية أن
يأخذ القرار في كنوز القصر ونسائه، أما وقد جاء الطلب الثاني ليدخل
عبيد بنهدد ويسلبوا الشعب فكان يلزم الأمر استشارة الشيوخ. اعتبر
الشيوخ أن هذا الطلب إهانة لا تُحتمل، وطلبوا من الملك رفض الطلب
نهائيًا... تشجع أخآب بقرار الشيوخ وأجاب على بنهدد بأنه ملتزم بما
قبله في الإرسالية الأولى لكنه لن يقبل ما بعث به الملك في
الإرسالية الثانية"(1).
_____
(1)
تفسير سفر ملوك
الأول ص 443، 444.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1308.html
تقصير الرابط:
tak.la/439vdd4