يقول " ليوتاكسل":
"ونشير هنا إشارة عجلى
إلى أن إيليا كذب على إلهه، فهو ليس هاربًا من وجه
بني
إسرائيل،
بل من وجه السيدة إيزابل التي لم يأتِ على ذكرها. أما
بنو إسرائيل
فقد رموا أنبياء البعل كلهم في النهر إرضاءً له ولذلك فلا مبرر
للخوف منهم. وقد رأينا أنهم عندما رأوا العجيبة التي وقعت فوق جبل
الكرمل، صاحوا بصوت واحد: "ليحيى رب الجنود". ويهوه
نفسه يعرف،
وكذلك إيليا، الانقلاب الذي وقع في الرأي العام الإسرائيلي. ولذلك
يصبح اللغو الذي هذى به إيليا غير مفهوم"(1).
ج:
1- سأل الرب إيليا: "مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟ فَقَالَ قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ،
لأَنَّ
بَنِي
إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَنَقَضُوا
مَذَابِحَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ
أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا" (1مل 19: 9، 10) فعندما نقض أخآب العهد مع الله، وهدم
المذابح التي أُقيمت على المرتفعات والتي كان يُقدم عليها ذبائح
للرب، وقتل جميع الأنبياء، ولم يفعل ذلك بمفرده، إنما استخدم
حاشيته وقواده وجنوده وجميعهم من
بني
إسرائيل، وبهذا يمكن أن ننسب
العمل لأخآب باعتباره هو الذي أصدر الأوامر، ويمكن أن ننسبه
لبني
إسرائيل باعتبارهم أداة التنفيذ، مثلما نقول عن ملك آشور أنه
استولى على مدينة السامرة، فمن الطبيعي أنه لم يستولي على المدينة
بمفرده، بل عن طريق جيشه من الأشوريين، ولذلك سواء قلنا أن ملك
آشور استولى على السامرة أو أن الآشوريين استولوا على السامرة،
فكلتا العبارتين صحيحة، وبهذا فإن إيليا لم يكذب على إلهه. نعم
هو هارب من وجه ايزابل، ولكن إيزابل لن تقتله بيديها، إنما
ستستصدر أمرًا من الملك وتكلف الجند بتنفيذه فيقتلون إيليا،
وللأسف الشديد أن
بني
إسرائيل الذين سعدوا جدًا بمعجزة النار
والماء، سريعا ما نسوا هذه وعادوا لعبادة بعل وعشتاروث بترغيب
وتهديد من الملكة الشريرة، بعد أن صاحوا بصوت واحد " ليحيى
رب الجنود " عادوا يحتفلون بالأعياد الوثنية، ومنهم ظهر
الأنبياء الكذبة الذين دفعوا بأخآب نحو حتفه (1مل 22: 10 - 12).
2- حقًا أن عوبديا رجل يخشى الله " وَكَانَ حِينَمَا
قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ
مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ خَمْسِينَ رَجُلًا فِي مُغَارَةٍ
وَعَالَهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ" (1مل 18: 4) إذًا أين
هؤلاء الأنبياء؟ أنهم مختبئون في المغارات وعوبديا يعولهم بخبز
وماء في السر بعيدًا عن أعين إيزابل وأخآب. وإلاَّ لقضى عليهم
بالسيف، فهم مختبئون، وهم في حكم المحكوم عليهم بالموت من قِبل
ملكة البلاد. أما إيليا فوحده هو الذي تحمَّل نتيجة مخاطرة تحدي
الملك والملكة، هو الوحيد الذي ظل يعمل في العلن، وهو الوحيد
الذي كان يحمل الصوت الإلهي لأخآب ولشعبه، ولهذا قال " فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي
لِيَأْخُذُوهَا"
(1مل 19: 10، 14) فهذه هي أمنية الملكة ورغبة الملك، ولكن
خوفًا من الشعب الذي كان يجلُّ إيليا لم تجرؤ الملكة على قتله،
وفي هذا أيضًا لم يكذب إيليا لأنه لم يبقَ أحد بجواره إلى هذه
اللحظة يقاوم شر الملك والملكة.
3- يقول " القس وليم مارش": "تركوا عهدك: كان
بنو إسرائيل قد أخذوا العهد في ذلك المكان أي حوريب أو سيناء.
نقضوا مذابحك: نستنتج وجود مذابح قدموا عليها ذبائح مرضية للرب لا مذبح واحد
فقط في
أورشليم.
قتلوا أنبياءك: كانت إيزابل قد قطعت أنبياء الرب ولكن كان ذلك بعلم الشعب ورضاهم
فقال أنهم قتلوا الأنبياء.
وبقيت أنا وحدي: لم يذكر عوبديا والمئة من الأنبياء الذين خبأهم وأعالهم ولا سبعة
الآلاف الذين لم يجثوا للبعل. ومن استولى عليه اليأس لا يرى إلاَّ
ما يقلق الأفكار ويُضعف العزم.
يطلبون نفسي:
كان يرجو رجوع الشعب إلى الرب بعد قتله أنبياء البعل فيكون هو
نبيهم ومرشدهم ولكن خاب سعيه تمامًا كما ظنَّ. وربما كان في قوله
شيء من التذمر"(2).
_____
(1)
التوراة كتاب
مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 421، 422.
(2)
السنن القويم
في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (ب) ص 340، 341.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1306.html
تقصير الرابط:
tak.la/h5wn9y3