ج: جاء في سفر الملوك: "وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، وَأَزَالَ الْمَأْبُونِينَ مِنَ الأَرْضِ، وَنَزَعَ جَمِيعَ الأَصْنَامِ الَّتِي عَمِلَهَا آبَاؤُهُ، حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّهُ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً، لأَنَّهَا عَمِلَتْ تِمْثَالًا لِسَارِيَةٍ، وَقَطَعَ آسَا تِمْثَالَهَا وَأَحْرَقَهُ فِي وَادِي قَدْرُونَ. وَأَمَّا الْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ، إِلاَّ إِنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا مَعَ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ" (1مل 15: 11 - 14).
وجاء في سفر الأخبار: "وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ. وَنَزَعَ الْمَذَابحَ الْغَرِيبَةَ وَالْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ... وَنَزَعَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْمُرْتَفَعَاتِ" (2 أي 14: 2، 3، 5).
كما جاء في سفر الأخبار: "وَأَمَّا الْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ مِنْ إِسْرَائِيلَ. إِلاَّ أَنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا كُلَّ أَيَّامِهِ" (2 أي 15: 17).
1- كان هناك مرتفعات في أرض يهوذا تُقدم عليها ذبائح لله مثل التي جاء عنها في سفر الملوك: "إِلاَّ أَنَّ الشَّعْبَ كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي الْمُرْتَفَعَاتِ، لأَنَّهُ لَمْ يُبْنَ بَيْتٌ لاسْمِ الرَّبِّ إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ" (1مل 3: 2) وكان في جبعون المرتفعة العظمى حيث خيمة الاجتماع ومذبح المحرقة وهناك أصعد سليمان ذبائحه: "وَذَهَبَ الْمَلِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ، لأَنَّهَا هِيَ الْمُرْتَفَعَةُ الْعُظْمَى، وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذلِكَ الْمَذْبَحِ" (1مل 3: 4) وكان من المفروض أن يتوقف تقديم الذبائح على هذه المرتفعات بعد بناء الهيكل، ولكن بعضها كان مازال قائمًا، وإلى هذه المرتفعات أشار سفر الملوك " وَأَمَّا الْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ" (1مل 15: 14) كما أشار إليها سفر الأخبار: "وَأَمَّا الْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (2 أي 15: 17).
2- كان في أرض يهوذا مرتفعات عديدة تُصعَد عليها ذبائح للأوثان، مثل التي بناها سليمان: "حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ" (1مل 11: 7، 8) ومثل هذه المرتفعات هي التي أزالها آسا: "وَنَزَعَ الْمَذَابحَ الْغَرِيبَةَ وَالْمُرْتَفَعَاتِ... وَنَزَعَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْمُرْتَفَعَاتِ" (2أي 14: 3، 5) ومثل هذه المرتفعات أُعيد بناء بعضها بعد موت آسا، فأعاد إزالتها فيما بعد حزقيا الملك أيضًا: "هُوَ أَزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ، وَسَحَقَ حَيَّةَ النُّحَاسِ" (2مل 18: 4).
3- جاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "أما مذابح المرتفعات فلم يهدمها: الإشارة هنا وفي (2أي 15: 17) إلى تلك المرتفعات التي كانت تمارس فيها عبادة الرب... وعندما تشير الآية الواردة في (2أي 14: 3) إلى أن آسا أزال المرتفعات، يجب أن تُفسر على أنها تشير إلى المرتفعات التي كانت تعد بمثابة مراكز لعبادة الآلهة الكنعانية (أنظر 2 أي 17: 6، 20: 32 حيث يظهر نفس التمييز)"(1).
4- يقول " القمص تادرس يعقوب " عن آسا: "أزال الأوثان وحطمها حتى التي كان البعض يتعبد لله خلالها، لكنه لم ينزع المرتفعات، أي المذابح المُقامة على قمم التلال لتقديم الذبائح لله الحي، وقد استخدمها اليهود قبل بناء الهيكل، وجاءت الوصية صريحة بأن تُقدم الذبائح في موضع واحد وهو الهيكل (تث 12: 11). ربما شعر آسا بأن وجودها لا يمثل خطورة على العبادة لله الحي، ولم يُدرك أنها شبكة تصطاد الكثيرين للعبادة الوثنية. فلا يُفهم من المرتفعات هنا مذابح وثنية بل مذابح يقدمون عليها ذبائح لله الحي، وهي عبادة ممنوعة ولكنها ليست كالعبادة الوثنية"(2).
_____
(1) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 826.
(2) تفسير سفر الملوك الأول ص 329، 330.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1289.html
تقصير الرابط:
tak.la/hbry2df