كما يقول " علاء أبو بكر":
"يقول
الكتاب المقدَّس
أن
سليمان
عبد الأوثان كما قالوا عن غيره من الأنبياء
أنهم زناة... (1مل 11: 3 - 5) فكيف تثقون في كتابات هؤلاء
الأنبياء وتعتبرون كتابات الكفار منهم (حاشا لله) ضمن
الكتاب المقدَّس
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!
يقول لوقا:
{اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ،
وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ}
(لو 16: 10) فإذا كان
سليمان
قد خالف الله في تعاليمه، وأتبع
الشيطان، فهو تبعًا لقول لوقا لا يُوثَق فيه بالمرة، فكيف تثقون أن
سليمان
كان يتبع الطريق المستقيم وبعد عن الشيطان أثناء كتابته
لسفر نشيد الإنشاد بكل ما فيه من تصويرات جنسية فجَّة"(2).
ج: 1- نحن لا نؤمن بعصمة أي إنسان كان على الأرض إلاَّ في حالة
واحدة وهي حالة تسجيله الأسفار المقدَّسة، لأن روح الله يحيط به
ويحفظه من أي ذلل ويعصمه من أي خطأ،
فسليمان في حياته الشخصية
مثله مثل بقية البشر يمكن أن يسقط في أشر الخطايا، والكتاب لم
يجد حرجًا أن يذكر خطية
سليمان في عبادته للأوثان رغم بشاعتها،
وأيضًا الكتاب لم يجد أي حرج في أن يذكر خطية داود رغم بشاعتها
وقسوتها. أما في حالة كتابة داود لمزاميره أو
سليمان لأمثاله
ونشيده وسفري الجامعة والحكمة، فإن كليهما كان معصومًا من الخطأ،
مثلهما مثل جميع الذين دوَّنوا الأسفار المقدَّسة بلا استثناء. ولا بد أن الناقد علاء أبو بكر يؤمن بالوحي وعصمة الرسول، وهو يؤمن
أيضًا أن لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق قد سحر الرسول لمدة
ستة أشهر، ومع ذلك يؤمن أن ما قاله الرسول خلال هذه الأشهر الستة
هو مُوحى به ومعصوم من الخطأ رغم أن الرسول كان تحت تأثير هذا
السحر. فإن كان الوحي - في نظر علاء أبو بكر - قد عصم الرسول فلم
ينطق بالهوى، رغم تأثره بالسحر، أليس هذا الوحي قادرًا على عصمة
سليمان رغم خطاياه؟!.
2- لم يسقط نبي من الأنبياء في خطية
الإلحاد
وإنكار وجود الله أو
أنه خالق الكل وضابط كل شيء، فالإيمان بالله هي من البديهيات التي
يؤمن بها النبي ولا يمكن التشكيك فيها. ولم تكن خطايا الأنبياء
بدع وهرطقات إيمانية، ولا كفر وإلحاد، وإلاَّ ما كان دُعي نبيًا، بل كانت خطاياهم نتيجة ضعفاتهم البشرية.
3- قال
السيد
المسيح: "اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ
أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ
أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ" (لو 16: 10) فإن الإنسان الذي يكون
أمينًا في الوزنات التي وهبها له الله يكافئه الله، وهذه المكافأة
السمائية هي التي عبر عنها
السيد
المسيح
بالكثير، والذي تاجر في
الوزنات وربح قال له سيده: "نِعِمَّا أَيُّهَا
الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ
فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ"
(مت 25: 21).
4- عندما كتب
سليمان
سفري الأمثال والنشيد لم يكن قد سقط في عبادة
الأوثان، وسفر النشيد من يفهمه يدرك أنه يمل أنشودة الحب الإلهي
بين الله والنفس البشرية، أما الإنسان الجسداني فيتصوَّر أنه يحمل
تصوُّرات جنسية فجة. كما أن
سليمان
قدم توبة قوية، ودليل توبته
هو ما سجله لنا في سفر الجامعة... فهل يريد علاء أبو بكر من الله
أن يرفض
سليمان
التائب؟! وهل يريد منا أن نرفض أسفار
سليمان
رغم
توبته..؟! ألا يدرك علاء أن التوبة تحوّل الزناة إلى بتوليّين؟! أما الله فهو أمين في أقواله وصادق في وعوده وهو الذي وعد بقبول
أشر الخطاة متى ترك خطاياه وألقى بنفسه في الأحضان الإلهيَّة.
_____
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) البهريز جـ 1 س 23، س 209.
(2) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 228 ص 161.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1273.html
تقصير الرابط:
tak.la/353r5kk