يقول " ليوتاكسل": "أنه لمن دواعي الأسف أن ينسى مؤلف التوراة تحديد المكان الذي وقعت فيه مغامرة بناياهو الفريدة مع الأسد الذي قُتل في الثلج، فالثلج نادر جدًا في البلدان التي تعيش الأسود فيها، وحسنًا فعل بناياهو لما أسرع وقتل الأسد، قبل أن يذوب ا لثلج تحت أشعة الشمس"(1).
ج: جاء في سفر صموئيل الثاني: "وبناياهو بن يهوياداع ابن ذي بأس كثير الأفعال من قبصئيل هو الذي ضرب أسدّي موآب وهو الذي نزل وضرب أسدًا في وسط جبّ يوم الثلج" (2صم 23: 20) ويمكن تسجيل الملاحظات الآتية:
1- بناياهو بن قبصئيل جنوب يهوذا " وكانت المدن القصوى التي لسبط بني يهوذا إلى تخم أدوم جنوبًا قبصئيل" (يش 15: 21) وكان بناياهو من الكهنة، وأيضًا كان بطلًا في الحروب، وقد ورث هذه البطولة عن أبيه يهوياداع، فبناياهو " ابن ذي بأس " أي ابن رجل قوي ذو بأس، وشغل بناياهو منصب قائد الحرس الخاص لداود، وحافظ على ولائه لداود إلى النهاية، وقد أختاره داود للمشاركة في تنصيب ابنه سليمان عوضًا عن أدونيا، وأستمر يعمل مع سليمان، وكلفه سليمان بتنفيذ أحكام الإعدام لأدونيا ويوآب وشمعي بن جيرا (1مل 2: 25، 29، 46) وقد تولى رئاسة الجيش عوضًا عن يوآب.
2- ضرب بناياهو أسدّي موآب، وربما المقصود بطلان من أبطال موآب، وربما كان هناك أسدان يخرجان من أرض موآب ويفترسان الناس فتصدى لهما بناياهو وقتلهما.
3- ضرب بناياهو أسدًا كان في الجُب في يوم شديد البرودة، وقد كان الأسد يحتمي بالجب من البرد الشديد، وفي أرض فلسطين حينذاك كانت تكثر الغابات وتعيش فيها بعض الأسود، فمن قبل قتل شمشون شبل أسد (قض 14: 5، 6) وقتل داود أسدًا (1صم 17: 34) وعندما خالف رجل الله الوصية لاقاه أسدًا وقتله (1مل 13: 24) وعندما ضرب رجل من بني الأنبياء من صاحبه أن يضربه ورفض لاقاه أسد فقتله (1مل 20: 35، 36) وهاجمت السباع مستوطني السامرة (2مل 17: 25) وطُرح دانيال في جُب الأسود (دا 6: 16) ولا ننسى في قصة مارمرقس عندما كان يسير مع أبيه فوجئا بأسد ولبؤة، وأراد الأب أن يفدي ابنه، فأمره بالهرب وهو سيقف مكانه ليفترسانه، ولكن مارمرقس صلى فمات كل من الأسد واللبؤة.
وجاء في " دائرة المعارف الكتابية": "لا يوجد الأسد في فلسطين في الوقت الحاضر، ولكنه في العصور القديمة كان يسكن لا في سوريا وفلسطين فحسب، بل أيضًا في آسيا الصغرى وبلاد البلقان. وتدل الحفريات على أنه عاصر إنسان ما قبل التاريخ في شمال غرب أوروبا وبريطانيا العظمى. أما الآن فالأسد يعيش في كل أفريقيا كما يوجد فيما بين النهرين وجنوبي إيران حتى حدود الهند. وهناك بعض الدلائل على وجوده في شبه جزيرة العرب. والأسد الأسيوي ليس له عرف كبير مثل الأسد الأفريقي، وإن كان كلاهما من جنس واحد هو المعروف باللاتينية باسم " فيليس ليو " Felis Leo"(2).
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 362.
(2) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 222.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1219.html
تقصير الرابط:
tak.la/pra7hkc