يقول " أحمد ديدات": "نكاح محرَّم جماعي بين الابن وزوجات أبيه {فنصبوا لأبشالوم الخيمة على السطح ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل} (2صم 16: 22) ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل. يا لفظاعة المعاني مهما تحايل مُترجم الإنجيل إلى اللغة العربية أو غير العربية من اللغات لاختيار ألفاظ تقلل الصدمة!.. هوذا أخيتوفل يعطي مشورته (2صم 16: 21).. ويا لها من مشورة فاسقة قام أبشالوم بتنفيذها، إذ يخبرنا الكتاب المقدَّس عن انصياع أبشالوم لتنفيذ النصيحة الداعرة... وهكذا أدخلوا الاعتداء على العرض ضمن أعمال الحرب بين ابن وأبيه، يعتدي الابن على عرض نساء أبيه نكاية في أبيه!"(1).
ويقول " ليوتاكسل": "النُقَّاد لا يرون من مضاجعة سراري الملك، الخطوة الصحيحة لكسب تأييد الناس، وهم لا يصدقون أيضًا أنه كانت لأبشالوم القدرة -مهما كان فتيًا- على مضاجعة قحبات أبيه العشر أمام سكان أورشليم كلهم، واحدة أثر الأخرى دون توقف. ومن الواضح تمامًا هنا أن المؤلف " المقدَّس " كان يحب كثيرًا كثيرًا الغوص في القصص الجنسية القذرة، وهو يضع أسس الدين المسيحي... إننا لا نكاد نخرج من قذارة حتى نُقاد إلى أخرى أشد انحطاطًا"(2).
ج: 1- لم يسجل الكاتب سوى الحقيقة وحسب، دون أن يزيد عليها أو ينقص منها شيئًا، والكاتب كتب بوحي إلهي، فالوحي كان يعصمه من الخطأ ويرشده وينير ذهنه، ويساعده في انتقاء الألفاظ، فهذه القصة ليست دخيلة على النص بدليل أنه كان هناك إشارة لها قبل أن تحدث، فعندما أخطأ داود وأرسل الله ناثان النبي يبكته على خطيته ويُعلمه بتأديب الرب له، قال له ناثان: "هكذا قال الرب هآنذا أقيم عليك الشر من بيتك وأخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهنَّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين الشمس" (2صم 12: 11، 12) فلأن خطية داود كانت الزنا بزوجة أوريا الحثي، ولأن عقوبة الخطية من نفس نوع الخطية، لذلك هذا هو ما حدث تمامًا، وما سجله الكاتب من قصة مخزية هنا تُعد دليلًا على عدم تحريف الكتاب المقدَّس، فلو أن الكتاب تعرَّض للتحريف والتبديل والتزوير لكان الأجدى لليهود والمسيحيين حذف مثل هذه القصص التي تعبر عن الفضيحة والعار للأنبياء.
2- ما يعترض عليه ليوتاكسل من قصص بذيئة يصفها بالقذارة، هي في واقع الأمر صورة الطبيعة البشرية الساقطة، وما آلت إليه بعد السقوط، وهذا يُظهر مدى احتياج هذه البشرية التي انحدرت إلى الحضيض إلى مخلص قوي جبار يرفعها من أوحال الخطية ويسكنها ملكوته السماوي، ونشكر الله أن الكتاب المقدَّس بعهديه يحكي لنا قصة هذا الخلاص العجيب، وقليلون هم الذين يقبلونه ويعيشون بمقتضياته فيخلصون، وكثيرون هم الذين لا يكفون عن توجيه النقد واللوم إلى كل حدث من أحداثه وكل آية من آياته، فيعثرون ويُعثِرون الآخرين.
3- أخيتوفل ومعنى اسمه " أخو الحق " هو جد " بثشبع بنت أليعام" (1صم 11: 3) لأن " أليعام بن أخيتوفل" (2صم 23: 34) وكان أخيتوفل إنسانًا حكيمًا مستشارًا: "وكانت مشورة أخيتوفل التي كان يشير بها في تلك الأيام كمن يسأل بكلام الله" (2صم 16: 23) وقد أراد أخيتوفل الانتقام من داود الذي زنا مع حفيدته بثشبع وأن ينتقم لشرف العائلة، ولذلك أشار بهذه المشورة القبيحة على أبشالوم، وقد سمح الله بهذا التأديب القاسي لداود، لكيما يتجرَّع من نفس الكأس التي سقاها لأسرة بثشبع بما فيهم أخيتوفل، ولذلك فأن هذه القصة مترابطة مع بقية الأحداث منطقيًا...
_____
(1) ترجمة علي الجوهري - عتاد الجهاد ص 34.
(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 357.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1208.html
تقصير الرابط:
tak.la/6xsb9q4