يقول "زينون كوسيدوفسكي": "أخذت كلمات ميكال داود كثيرًا، فكره زوجته إلى الآن، ذهب الحب وانطفأ الغرام، ولم يُقدَّر لميكال أن تلد من داود ولدًا، واعتلت عليها أبيجايل وأخينوعم والعشيقات العديدات، أمهات أولاد وبنات الملك"(2).
أما "جوناثان كيرتش" فأنه يفتري على داود النبي قائلًا: "نحن معنيون بفهم أن داود ملك شبق وصعب المراس رفض أن تكبح نزواته الجنسية حتى عندما يجنح نحو الافتضاحية (الافتضاحية انحراف يتميز بنزوع نحو عرض العورة) وتعاطي الجنس الطارئ مع فتيات أرقاء... ولكننا معنيون أيضًا بفهم الآثار السياسية التالية للمشاحنة ما بين الملك وزوجته، فقد كان داود مغضبًا ومغتاظًا، وظاهريًا رفض النوم مع ميكال، وماتت المرأة دون أن تلد طفلًا، فليس هناك سليل لشاول، الرجل الذي حل محله داود كملك على إسرائيل، ليكافح من أجل العرش، في حين أن داود أنجب عددًا كبيرًا من الأولاد من زوجاته الكثيرات الأخر"(3).
ويقول " الخوري بولس الفغالي": "ولم تلد ميكال ولدًا (2صم 6: 21) لا لأن الله حبس رحمها، بل لأن داود أبتعد عنها فعاملها كالجواري اللواتي سيتنجسن مع أبشالوم (2صم 20: 3)"(4).
ج: 1- قال الكتاب: "ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها" (2صم 6: 23) أي أنها لم تنجب على الإطلاق، وقول الكتاب واضح أن ما حلَّ بميكال كان نتيجة لاحتقار زوجها داود الذي تصاغر أمام الرب، ولم يقل الكتاب ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد أن زوجها داود امتنع عنها وهجرها في المضطجع بهدف أن لا يكون هنا سليل لشاول الملك، فما حلَّ بميكال هو عقوبة إلهيَّة، والخوري بولس الفغالي في ذات الفقرة علَّل فيها عدم إنجاب ميكال لبُعد زوجها عنها، قال: "لقد رفض الله نسل شاول حتى من ابنته، رفضها بسبب رفضها استقبال الرب الداخل إلى أورشليم مدينته (1أي 5: 15 - 16، مز 24: 132) دخول الانتصار"(5). أي أن سبب عدم إنجاب ميكال سبب إلهي وليس سببًا بشريًّا من داود.
2- قول "كوسيدوفسكي" بأن "أبيجايل وأخينوعم والعشيقات العديدات" قد احتلت مكان ميكال، قول جانبه الصواب، لأن داود النبي الصالح لم يكن له عشيقات، وإن كان سقط في الخطية نتيجة الضعف البشري لكنه لم يكن مستبيحًا. كان لداود ثمان زوجات وعدد من الإماء، مثله مثل بقية الملوك في عصره، بل وأقل منهم كثيرًا، ولم يكن لداود عشيقات بعيدات عن عش الزوجية، فجميع اللاتي أحببهن هن زوجاته، وهذا ينطبق أيضًا على قول " جوناثان كيرتش " عن داود أنه كان " ملك شبق وصعب المراس رفض أن تُكبح نزواته الجنسية... وتعاطي الجنس الطارئ مع فتيات أرقاء " لأن داود لو كان بهذه الصورة البشعة ما كان الكتاب يمتدحه، وما كان يقول عنه " وكان داود يجري قضاءً وعدلًا لكل شعبه" (2صم 8: 15).
3- يقول " القمص تادرس يعقوب": "لم يكن لميكال ولد من داود، وكان ذلك عارًا في العهد القديم، علامة غضب الله، إذ تترقب كل مؤمنة أن يأتي المسيا من نسلها، فعُقر ميكال ربما كان ثمرة لتمردها على الرب ولكبريائها"(6).
ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس " عن ميكال: "عاقبها الرب بالعقم طول حياتها، وكان عقم المرأة مكروهًا عند اليهود لأن كل امرأة تتوقع أن تكون أُمًا للمسيح المنتظر من جهة ولأنهم كانوا يحبون النسل ليساعدهم أولادهم في العمل من جهة أخرى"(7).
_____
(1) البهريز جـ 1 س146.
(2) الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 252.
(3) ترجمة نذير جزماتي - حكايا محرَّمة في التوراة ص 322، 323.
(4) التاريخ الاشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 326.
(5) المرجع السابق ص 326.
(6) تفسير سفر صموئيل الثاني ص 48.
(7) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الثاني ص 71.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1179.html
تقصير الرابط:
tak.la/jh9m7kz