St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1175- البعل هو إله الشمس الوثني، فهل كان داود يؤمن به، حتى أنه دعى ابنه "بعلياداع" (1أي 14: 7) كما دعى المكان الذي أنتصر فيه على الفلسطينيين "بعل فراصيم" (2صم 5: 20) أي الرب أقتحم؟ أم أنه دعى ذلك المكان "إيل فراصيم" ثم تحرَّف فيما بعد إلى "بعل فراصيم"؟ وهل هناك أشجار تبكي وهي "أشجار البكا" (2صم 5: 24)؟

 

ج: 1- كلمة " بعل " تعني " رب " أو " سيد " أو " مالك " أو " زوج"، وجاء في " دائرة المعارف الكتابية": "يبدو أنه في العصور الغابرة أُستخدم لقب " بعل " بمعنى رب أو سيد للدلالة على الإله القوي لإسرائيل، فتجد يوناثان يُسمي أحد أبنائه " مريببعل" (1أي 8: 34، 9: 40) كما يُسمي داود أحد أبنائه " يعلياداع " أي " بعل يعرف" (1أي 14: 7) ويُسمي أيضًا " ألياداع " أي " الله يعرف" (1أي 3: 8) باستبدال بعل بالله"(1).

 

2- دعا داود المكان الذي أنتصر فيه على الفلسطينيين " بعل فراصيم " لأنه " قال قد أقتحم الرب أعدائي أمامي كأقتحام المياه. لذلك دعا اسم ذلك المكان بعل فراصيم" (2صم 5: 20) فالمعنى واضح... لماذا دعى داود هذا المكان بعل فراصيم؟ لأن الرب (وليس البعل) هو الذي منحه النصرة على أعدائه إذ أقتحمهم كاقتحام المياه، وجاء في " الكتاب المقدَّس الدراسي"(2): "بعل فراصيم: معنى الاسم " الرب الذي يقتحم " ينسب داود الحكم للرب، لأنه ملك يخضع لسلطان الله المُطلق، ولا يحاول أن ينسب الفضل لنفسه " فواضح تمامًا أن داود كان يقصد ببعل هنا الرب الإله السيد المالك على كل شيء، وبالطبع لا يقصد الإله الوثني الذي تعبده الشعوب الوثنية المتعبدة للشمس، لأن داود لا يعترف بهذه الآلهة الوثنية، إنما يعبد الله الحقيقي رب الكل المالك على السماء والأرض، وقال الوحي الإلهي بلسان إشعياء النبي لبني إسرائيل مُذكّرًا إياهم بموضع النصرة هذا: "لأنه كما في جبل فراصيم يقوم الرب... ليفعل فعله فعله الغريب وليعمل عمله عمله الغريب" (أش 28: 21).

 

3- لم تُدعى أشجار البكا لأنها تبكي، ولكن المقصود بهذه الأشجار أشجار البلسم، ولذلك جاءت الترجمة في كتاب الحياة " أشجار البلسم " وهذه الأشجار تفرز مادة صمغية تتقاطر على الساق بشكل الدموع ولذلك دعيت أشجار البكاء(3) ولعل " وادي البكاء" (مز 84: 6) قُصد به الوادي الذي تكثر به أشجار البلسم، أو أن يكون المعنى رمزي والمقصود به حالة الحزن والبكاء التي يمر بها الإنسان: "طوبى لأناس عزُّهم بك. طرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعًا" (مز 84: 5، 6) أنها دموع التوبة التي تنبع فرحًا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) دائرة المعارف الكتابية جـ 2 ص 175.

(2) ص 709.

(3) راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 2 ص 187.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1175.html

تقصير الرابط:
tak.la/ch9wwa4