ويقول " الخوري بولس الفغالي": "كان أيشبوشث ابن أربعين سنة (ع 10) في الواقع كان أصغر من ذلك، وقد مَلَكَ ما يُقارب سبع سنوات (2صم 4: 5، 5: 4، 5) وهو الزمن الذي مَلَكَ فيه داود على يهوذا (2صم 5: 5)"(1).
ج: 1- بعد قتل شاول وأولاده الثلاث يوناثان وأبيناداب وملكيشوع استشار داود الرب إن كان يصعد إلى إحدى مدن يهوذا، فوافقة الرب وحدد له مدينة " حبرون " ليذهب إليها، وجاء رجال يهوذا ومسحوه في حبرون ملكًا على سبط يهوذا (2صم 2: 1 - 4) ويبدو أن بقية الأسباط ظلت بدون ملك وهي تعاني من عبودية الفلسطينيين، حتى استطاع أبنير -الذي نجا من الهزيمة التي لحقت ببني إسرائيل على جبل جلبوع- من إعادة تنظيم الجيش وطرد الفلسطينيين وردهم إلى أراضيهم، وقد أستغرق هذا نحو خمس سنوات. ثم أخذ أبنير بن نير رئيس جيش شاول أيشبوشث بن شاول وعبر به إلى شرق الأردن، إلى " محنايم " وهي إحدى مدن الملجأ ونصَّبه ملكًا على أهل جلعاد وبقية الأسباط باستثناء سبط يهوذا، فملك أيشبوشث لمدة سنتين (2صم 2: 8 - 10). ولك يا صديقي أن تلاحظ أن كاتب سفر صموئيل حدد المدة التي ملك فيها أيشبوشث بسنتين في (2صم 2: 10) وفي الآية التالية مباشرة (2صم 2: 11) ذكر المدة التي ملك فيها داود في حبرون وهي سبع سنين ونصف، وبلا شك هو يعي جيدًا ما يكتب، وهو يقصده تمامًا، فهذا ليس خطأ عن طريق السهو، وبالرغم من أن الكاتب لم يعطِ تفسيرًا لاختلاف مدة حكم أيشبوشث مع مدة حكم داود رغم ارتباطهما معًا، لكننا نثق في عصمة كتابنا المقدَّس، ونرى أن تفسير هذا الاختلاف، بأن أيشبوشث تولى الحكم مؤخرًا عن داود بنحو خمس سنوات، لعدم استقرار الأوضاع ولفرض الفلسطينيين سلطتهم على الأسباط، هو تفسير منطقي مقبول.
ويقول " القمص تادرس يعقوب": "أقام الله داود ملكًا حيث مسحه بيت يهوذا ليقيم في حبرون سبع سنوات ونصف (2صم 2: 11) بعدها مُسح ملكًا على جميع الأسباط. من الجانب الآخر أنشغل أبنير رئيس جيش شاول في استرجاع بعض المدن التي فُقدت في معركة جلبوع، صار يجاهد لمدة خمس سنوات ونصف بعدها أقام أيشبوشث بن شاول ملكًا على إسرائيل (ماعدا سبط يهوذا) وعبر به إلى محنايم كعاصمة للمملكة. كان أيشبوشث ابن أربعين عامًا حين مَلَكَ وبقى ملكًا لمدة عامين في متاعب مستمرة"(2).
2- ملَكَ داود في حبرون على سبط يهوذا فقط لمدة سبع سنوات ونصف، ومَلَكَ في أورشليم على كل إسرائيل ثلاثة وثلاثين سنة، فإجمالي مدة حكم داود أربعين سنة ونصف، وعندما ذكر الكتاب المقدَّس مدة حكم داود بأربعين سنة كان هذا على سبيل التقريب، ولا سيما أن اليهود كانوا يحتسبون الجزء من السنة سنة كاملة، فمن المحتمل أن مدة الثلاث والثلاثين سنة تكون في الحقيقة اثنين وثلاثين سنة وعدة أشهر أي جزء من السنة.
ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "وقد كانت المدة التي ملكها (داود) أربعين سنة، وبالتحديد أربعين سنة وستة أشهر لأن الوحي أحيانًا يسقط الكسور لتكون المدة تقريبية وهذا ما يَعلَمه جميع المؤرخين والعلماء في مختلف البلدان والشعوب"(3).
_____
(1) التاريخ الاشتراعي تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 320.
(2) تفسير سفر صموئيل الثاني ص 20.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الثاني ص 54.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1169.html
تقصير الرابط:
tak.la/w842jx7