يقول " علاء أبو بكر": "هل طلّق داود امرأته قبل أن يزوجها أبوها شاول من فلطئيل بن لايش؟ أم هل شرَّع نبي الله شاول تعدد الأزواج للزوجة الواحدة؟ تقول دائرة المعارف الكتابية: "زواجها الثاني: الأرجح أن شاول شك في رواية ميكال عن هروب داود، وعندما اشتدت عداوة شاول لداود وأصبح الجرح غير قابل للالتئام {فأعطى شاول ميكال ابنته امرأة داود لفلطى بن لايش الذي من جليم} (1صم 25: 44) " ولكنها لم توضح إن كان نبي الله شاول أخذ ابنته عنوة وزوَّجها دون أن تُطلَق ودون رغبتها إلى فلطئيل بن لايش، إلى أن أستردها داود بالقوة (2صم 3: 12 - 16)؟"(1).
ج: 1- بعد أن هرب داود وأدرك شاول أن ابنته ميكال قد ساعدته على الهرب، وإذ أبغض داود جدًا ولا يعرف كيف ينتقم منه، أخذ زوجته ميكال دون أن يطلقها داود، وزوَّجها لرجل آخر يُدعى فلطئيل بن لايش، وبلا شك أن شاول أخطأ في هذا التصرف، وتصرَّف تصرُفًا خاطئًا مثلما فعل والد زوجة شمشون بعد أن ترك شمشون زوجته وعاد إلى بلاده غاضبًا دون أن يطلقها، فظن هذا الرجل أن شمشون كرهها فزوجها برجل آخر، وما ترتب على هذا من مأساة حرق شمشون زراعات الفلسطينيين وحرق الفلسطينيين زوجة شمشون هذه مع أبيها (قض 15: 2 - 6).. إذ عرف شاول أن روح الله فارقة وأن مُلكه مُهدد بالضياع، بغض داود جدًا، فحاول مرارًا وتكرارًا قتله، وبعد أن اتفق معه على أن يزوجه بابنته "ميرب" زوّجها شاول لرجل آخر تحقيرًا لداود، وبعد أن زوجه بميكال وهرب، زوَّجها لرجل آخر، فهذه تصرفات إنسان يتخبط في قراراته.
2- يجب التفرقة بين وصايا الله وشريعته وبين تصرفات الأشخاص، فوصايا الله حسنة وشريعته مستقيمة، ومنذ خلق الله الإنسان جعل لآدم حواء واحدة، ولحواء آدم واحدًا " فخلق الله الإنسان على صورته. على صورته خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم" (تك 1: 27).. وقال السيد المسيح " أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرًا وأنثى. وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا" (مت 19: 4، 5). أما تصرفات الأشخاص فقد تكون صائبة أو خاطئة. وفي كل من قصة شاول وحمى شمشون كليهما أخطأ عندما زوج ابنته وهي مرتبطة بزوجها لزوج آخر.
3- ما هي صفة شاول حتى يُشرّع شرعًا، ويقول "علاء أبو بكر": "هل شرَّع نبي الله شاول تعدد الأزواج للزوجة الواحدة؟ " وبهذا أعتبر علاء أبو بكر شاول نبيًا، ولم يذكر أي مصدر استمد منه معلومته هذه، لأن شاول لم يكن نبيًا قط، ولم يكن كاهنًا قط، إنما كان ملكًا فحسب، ولم يتحدث الله إليه مرة واحدة، حتى عندما شارك شاول بني الأنبياء تسبيحاتهم وصلواتهم، وقيل عنه " أشاول أيضًا بين الأنبياء" (1صم 10: 11، 19: 24) فإن شاول لم يكن قط نبيًا يوحي له الله ويكلّمه مباشرة، وفي المرة الثانية التي قيلت فيها هذه العبارة كان شاول في طريقه إلى داود ليقتله، فكيف يكون شاول نبيًا؟! وحتى لو كان شاول نبيًا فنحن لا نعترف بعصمة الأنبياء إلاَّ في حالة تسجيلهم كلمة الله.
_____
(1) البهريز في الكلام اللي يغيظ س412 ص 291، 292.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1152.html
تقصير الرابط:
tak.la/4jpwmnn