St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1146- هل تكرار قصة تمكُّن داود من شاول مرتين (1صم 24: 3-7)، (1صم 26: 7-9) يعد دليلًا على أن القصة مستمدة من مصدرين مختلفين ولاسيما أنه ذكر في كلتا القصتين أن شاول أصطحب معه 3000 جندي، وأن شاول في المرتين عرف صوت داود، وأيضًا في المرتين عفا داود عن شاول ولم يقتله؟

 

يقول " ليوتاكسل": "لقد تمكن شاول أن يقترب من داود مرتين، وكان الملك يقود 3000 مقاتل من خيرة جنوده، وفي المرتين أظهر الصهر رأفة مؤثرة تجاه حميه. أما نحن فنرى أن " الحمامة الإلهية " كانت في مزاج صافٍ عندما لقَّنت المؤلف هذا المقطع... وإن كانت تلك المغامرات قد جاءت مشوهة قزمة، فإن الأمر لم يكن على هذه الحال إلاَّ لأن " الثالوث القدوس " أراد أن يروح عن نفسه بعض الترويح، وينوع روايته المملة، ونحن لا نريد أن نسلب هذه المغامرات صبغتها الإلهيَّة"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- يقول " أ. م رينويك " أن القصة " مأخوذة من رواية تقليدية، والأخرى مستقاة من سجل قديم موثوق بصحته، وغاية الغرابة هو أنهم لا يستطيعون الجزم أيهما التقليد، وأيهما الأصل، وبعد تردد طويل عريض يقولون أن (إصحاح 26) هو الأصل... ونعتقد أن " كلوسترمان " Klostermann كان مُحقًا فيما ذهب إليه من أن المتناقضات المزعومة في المشابهات المختلفة في صموئيل هي ظاهرية لا حقيقية، ويسهل التوفيق بينها. أما تكرار الحوادث فأمر جائز سيكولوجيًا، لكن لكل قصة طابعها الخاص"(2).

 

2- إن كان هناك بعض التشابهات في القصتين فالاختلافات أكثر، وهذا يؤكد أن هذه القصة غير تلك:

St-Takla.org Image: David and his men were hiding far back in the cave. His men whispered, ‘This is the day the Lord spoke of when he said, “I will put your enemy into your hands for you to deal with as you wish.”’ David crept up unnoticed on King Saul. (1 Samuel 24: 3-4) - "David spares King Saul's life" images set (1 Samuel 22: 1-2, 1 Samuel 23: 1 - 1 Samuel 24: 22): image (12) - 1 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وكان هناك كهف فدخل شاول لكي يغطي رجليه، وداود ورجاله كانوا جلوسا في مغابن الكهف. فقال رجال داود له: «هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب: هأنذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك». فقام داود وقطع طرف جبة شاول سرا" (صموئيل الأول 24: 3-4) - مجموعة "داود يمتنع عن قتل شاول" (صموئيل الأول 22: 1-2, صموئيل الأول 23: 1 - صموئيل الأول 24: 22) - صورة (12) - صور سفر صموئيل الأول، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: David and his men were hiding far back in the cave. His men whispered, ‘This is the day the Lord spoke of when he said, “I will put your enemy into your hands for you to deal with as you wish.”’ David crept up unnoticed on King Saul. (1 Samuel 24: 3-4) - "David spares King Saul's life" images set (1 Samuel 22: 1-2, 1 Samuel 23: 1 - 1 Samuel 24: 22): image (12) - 1 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وكان هناك كهف فدخل شاول لكي يغطي رجليه، وداود ورجاله كانوا جلوسا في مغابن الكهف. فقال رجال داود له: «هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب: هأنذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك». فقام داود وقطع طرف جبة شاول سرا" (صموئيل الأول 24: 3-4) - مجموعة "داود يمتنع عن قتل شاول" (صموئيل الأول 22: 1-2, صموئيل الأول 23: 1 - صموئيل الأول 24: 22) - صورة (12) - صور سفر صموئيل الأول، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

أولًا: بعض التشابهات بين القصتين:

  1. أصطحب شاول ثلاثة آلاف جندي في كل مرة، وهذا أمر له تفسيره المنطقي وهو أن شاول كان قد كوَّن نواة لجيشه النظامي تتكون من ثلاثة آلاف جندي (1صم 13: 2) فهؤلاء هو الذين أصطحبهم شاول في البحث عن داود في المرة الأولى، والثانية.

  2. كان الهدف من المحاولتين قتل داود، ومع أن شاول ندم عقب محاولة القتل الأولى الفاشلة وقد عفا داود عنه ولم يقتله، ولكننا لا نستعجب من عودة شاول إلى فعلته الشنعاء ثانية، بسبب الاضطراب والتشويش الذي يعاني منه، وفعل الروح الرديء الذي يبغته، ومحاولة قتل شاول داود لم تقتصر على هاتين القصتين، إنما شرع شاول أكثر من مرة في طعن داود بالرمح، وداود كان ينجو بأعجوبة، وبعد أن عاتب يوناثان أباه سمع له أبيه " فسمع شاول لصوت يوناثان وحلف شاول حي هو الرب لا يُقتل" (1صم 19: 16) ثم عاد وقرَّر قتله، وعندما اعترض يوناثان شتمه أبوه وكاد يطعنه بالرمح (1صم 20: 23).

  3. عرف شاول صوت داود في المرتين، وهذا أمر طبيعي فإن شاول الذي عاشر داود وقتًا ليس بقليل ورأى أمجاد داود، كان من الطبيعي أن يتعرّف على صوته.

  4. عفا داود عن شاول في المرتين، لأن داود صاحب مبدأ ثابت، ولديه إحساس قوي بأن الله هو الذي اختار شاول وأرسل صموئيل فمسحه بالزيت، فهو مسيح الرب الذي لا ينبغي أن يمد أحد يده عليه، ولذلك لم يجرؤ داود أن يمد يده أو يسمح لأحد أن يمد يده إلى مسيح الرب، وحتى لو تكرر الموقف عشر مرات ما كان داود يفكر على الإطلاق في الانتقام من شاول.

 

ثانيًا: بعض الاختلافات بين القصتين:

  1. في القصة الأولى كان داود في عين جدي (1صم 24: 1) وجاء شاول يبحث عنه في " صير الغنم" (1صم 24: 3) أي حظائر الغنم سواء كانت تمثل كهوف طبيعية أو مغارات قام الرعاة ببنائها لتأوي الأغنام من المطر والبرد. أما في القصة الثانية فقد جرت أحداثها في تل حخيلة مقابل القفر (1صم 26: 1).

  2. في القصة الأولى لم يرسل داود جواسيسًا لينقلوا له أخبار شاول. أما في القصة الثانية فقد " أرسل داود جواسيس وعلم باليقين أن شاول قد جاء" (1صم 26: 4).

  3. في القصة الأولى كان داود مع بعض أخصائه يختبئون في مغابن الكهف ودخل شاول الكهف ولم يبصرهم فنام وجاء داود متسللًا وقطع حبَّة شاول (1صم 24: 4) أي أن مكان اللقاء كان الكهف. أما في القصة الثانية فقد جاء داود إلى شاول إلى المكان الذي يعسكر فيه شاول (1صم 26: 5) أي في المعسكر المكشوف للكل.

  4. في القصة الأولى لم يطلب داود من رجاله شيئًا، أما في القصة الثانية فداود " كلَّم أخيمالك الحثّي وأبيشاي ابن صروية أخا يوآب قائلًا من ينزل معي إلى شاول إلى المحلة. فقال أبيشاي أنا أنزل معك" (1صم 26: 6).

  5. في القصة الأولى قطع داود طرف جبَّة شاول (1صم 24: 4). أما في القصة الثانية فطلب داود من أبيشاي أن يأخذ الرمح الذي كان عند رأس شاول وهو نائم، وأيضًا كوز الماء ومضيا الاثنان (1صم 26: 11).

  6. في القصة الأولى همس الرجال في أذن داود قائلين: "هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هأنذا أدفع عدوَّك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك" (1صم 24: 4) أي أنهم طالبوا داود باغتيال شاول. أما في القصة الثانية فإن " أبيشاي " هو الذي أراد أن يغتال شاول " فقال أبيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك. فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه" (1صم 16: 8).

  7. في القصة الأولى رفض داود أن يقتل شاول قائلًا: "حاشا لي من قِبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب فامدَّ يدي إليه لأنه مسيح الرب هو" (1صم 24: 6). أما في القصة الثانية فمنع داود أبيشاي من قتل شاول " فقال داود لأبيشاي لا تهلكه فمن الذي يمدُّ يده إلى مسيح الرب ويتبرأ. وقال داود حي هو الرب أن الرب سوف يضربه أو يأتي يومه فيموت أو ينزل إلى الحرب ويهلك. حاشا لي من قِبل الرب أن أمدَّ يدي إلى مسيح الرب" (1صم 26: 9 - 11).

  8. في القصة الأولى نادى داود شاول وسجد أمامه: "يا سيدي الملك. ولما التفت شاول إلى ورائه خرَّ داود على وجهه إلى الأرض وسجد" (1صم 24: 8). أما في القصة الثانية فنادى داود أبنير رئيس جيش شاول وبكَّته هو وجنوده لتهاونه في حراسة الملك: "فلماذا لم تحرس سيدَّك الملك... أنكم أبناء الموت أنتم لأنكم لم تحافظوا على سيّدكم على مسيح الرب" (1صم 26: 15، 16).

  9. في القصة الأولى طلب داود من الله أن ينتقم من شاول فقال: "يقضي الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك ولكن يدي لا تكون عليك. كما يقول مثل القدماء من الأشرار يخرج شر. ولكن يدي لا تكون عليك" (1صم 24: 12). أما في القصة الثانية فألتمس داود من الله أن يحفظه فقال لشاول: "كما كانت نفسك عظيمة اليوم في عينيَّ كذلك لتعظم نفسي في عيني الرب فينقذني من كل ضيق" (1صم 26: 24).

  10. في القصة الأولى بكى شاول: "رفع شاول صوته وبكى. ثم قال لداود أنتَ أبرُّ مني لأنك جازيتني خيرًا وأنا جازيتك شرًّا. فالرب يجازيك خيرًا عما فعلته لي اليوم هذا" (1صم 24: 16 - 19). أما في القصة الثانية فشاول لم يبكي: "فقال شاول قد أخطأت... هوذا قد حمقت وضللت كثيرًا جدًا" (1صم 26: 21).

  11. في القصة الأولى طلب شاول من داود أن يحلف له أنه متى صار ملكًا لا يبيد ذريته (1صم 24: 22). أما في القصة الثانية فلم يطلب شاول هذا الطلب.

  12. في القصة الثانية قال داود لشاول: "إن كان الربُّ قد أهاجك ضدي فليشتم تقدمة. وإن كان بنو الناس فليكونوا ملعونين أمام الرب لأنهم قد طردوني اليوم من الانضمام إلى نصيب الرب قائلين أذهب أعبد آلهة أخرى" (1صم 26: 19). وهذا لم يحدث في القصة الأولى.

  13. في القصة الأولى عقب الحدث صعد داود ورجاله إلى الحصن (1صم 24: 2) داخل أرض إسرائيل. أما في القصة الثانية فعقب الحدث هرب داود إلى الفلسطينيين (1صم 27: 1، 2).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 318.

(2) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 163، 164.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1146.html

تقصير الرابط:
tak.la/pctmmb5