وجاء في هامش الطبعة اليسوعية (1صم 19: 1): "لا تتفق هذه الحادثة مع رواية الفصل العشرين حيث يوناثان (الآية 2) لا يعلم شيئًا من نيات أبيه الشريرة. نحن أمام تقليدين في تدخل يوناثان لخير داود"(1).
ج: 1- لم يأخذ صموئيل من مصدرين (تقليدين) مختلفين، كما أوضحنا ذلك بشيء من التفصيل في التمهيد، لأن صموئيل النبي كتب الإصحاحات الأربعة والعشرين الأولى، وأكمل السفر مع سفر صموئيل الثاني ناثان النبي وجاد النبي.
ولم يوضح الناقد في أي شيء خالف ناثان أبيه، أما الكتاب فيقول " وكلم شاول يوناثان ابنه وجميع عبيده أن يقتلوا داود" (1صم 19: 1) فهل يريد الناقد أن يوناثان من أجل طاعته لأبيه يرتكب جريمة قتل..؟! ويقتل من..؟! أيقتل داود صديقه الذي خلص الشعب من ظلم الفلسطينيين وطغيان جليات الجبار..؟! أيخون العهد ويقتل من أحبه " أن نفس يوناثان تعلَّقت بنفس داود وأحبَّه يوناثان كنفسه" (1صم 18: 1)..؟! يجب على الناقد أن يتعلم مبادئ الحياة الروحية إذ " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29) ويتعلم من رد فعل يوناثان: "وأما يوناثان بن شاول فسُرَّ بداود جدًا" (1صم 19: 2).. الله الذي أوصى الإنسان بإكرام الوالدين لن يغضب من إنسان يعصى والديه في سبيل طاعة الله، وسيحاسب أي إنسان يتخذ طاعة الوالدين حجة ليحطم وصايا الله.
2- من يتتبع الأحداث يجد أنه لا يوجد تعارض على الإطلاق بين (1صم 19: 2)، (1صم 20: 1، 2):
أ - طلب شاول من يوناثان أن يقتل داود (1صم 19: 1).
ب - يوناثان الذي يحب داود كنفسه أخبره وحذره: "فأخبر يوناثان داود قائلًا شاول أبي ملتمس قتلك والآن فأحتفظ على نفسك" (1صم 19: 2).
جـ- أقنع يوناثان أبيه بالرجوع عن رأيه " وقال له لا يخطئ الملك إلى عبده داود لأنه لم يخطئ إليك ولأن أعماله حسنة جدًا لك. فإنه وضع نفسه بيده وقتل الفلسطيني فصنع الرب خلاصًا عظيمًا لجميع إسرائيل. أنت رأيت وفرحت. فلماذا تخطئ إلى دم برئ بقتل داود بلا سبب" (1صم 19: 4، 5).
د - أقتنع شاول برأي يوناثان: "فسمع شاول لصوت يوناثان وحلف شاول حي هو الرب لا يٌقتل" (1صم 19: 6).
هـ- أخبر يوناثان داود، وأحضره أمام شاول " فكان أمامه كأمس وما قبله" (1صم 19: 7).
و - شاول المضطرب حنث في حلفه ونقض وعده وثارت فيه الرغبة عارمة لقتل داود، فأخبر داود يوناثان الذي قال له: "هوذا أبي لا يعمل أمرًا كبيرًا ولا أمرًا صغيرًا إلاَّ ويخبرني به" (1صم 20: 2) فقال له داود أنه لم يخبرك لأنه يعرف مدى محبتك لي (1صم 20: 3).
ز - وضع داود خطة ونفذها يوناثان إذ اتفق معه أن لا يحضر غدًا في رأس الشهر وليمة الملك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فإن سأل عنه الملك يخبره يوناثان أنه أرسله إلى بيت لحم فإن تقبل الملك الأمر برضى يكون سلام لداود ولكنه إن اغتاظ فمعنى هذا أنه يصر على قتله، ونجحت الخطة إذ عندما علم شاول بأن يوناثان سمح لداود بالمضي إلى بيت لحم شتمه وصوَّب نحوه الرمح ليطعنه، فأسرع يوناثان وأخبر داود بكل الحقيقة.
3- ما جاء في هامش الترجمة اليسوعية من تعليقات نقدية بالهامش لم يضعها الآباء اليسوعيين الذين قاموا بالترجمة في عام 1897 م.، فترجمتهم الأصلية طُبعت بدون تعليقات، ولكن هذه التعليقات أُضيفت في طبعة 1991 م.، وهي تمثل فكر مرفوض بدأ يتسرب للكنيسة الكاثوليكية بشأن تعدد المصادر التي أستمد منها كتبة الأسفار المقدَّسة مادة الكتابة.
_____
(1) طبعة دار المشرق بيروت سنة 1991 ص 557.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1137.html
تقصير الرابط:
tak.la/5yqgfdx