ج: 1- قال الكتاب " فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لأبيه غنمًا فجاء أسد مع دب وأخذ شاةً من القطيع. فخرجتُ وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه ولما قام عليَّ أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته" (1صم 17: 34، 35) ويقول "الأرشيدياكون نجيب جرجس": "الترجمة للنص قد يظهر منها أن داود يحكي عن حادثة واحدة هاجمه فيها أسد ودُب معًا والحقيقة أنه:
1- إما أنه يحكي عن حادثتين خرج في إحداهما أسد، ثم في الثانية دُب لمهاجمة أغنامه.
2- وعلى الأرجح يحكي داود عن عدة حوادث متكررة كان يخرج إليه أسد مرة ودُب مرة أخرى، والمعنى المقصود: أن داود إذ كان معتادًا أن يرعى غنم أبيه كان أحيانًا يخرج أحد الأسود وأحيانًا أحد الدببة، فيخطف شاةً من الغنم، فكان داود يجري وراء الأسد أو الدُب ويخلص الشاة من فمه، وإذا (قام) عليه الأسد أو الدُب، أي إذا هجم عليه ليفترسه، أسرع داود وأمسك بلحيته بشدة وقوة وجعل يضربه بيده الأخرى بعنف حتى يرديه قتيلًا"(1).
2- يتضح من الترجمات الإنجليزية أنه أستخدم كلمتين مختلفتين، الأولى تفيد الضرب بقوة "Smote" والثانية تفيد القتل أو الذبح "Slew" وقد اعتاد داود رغم صغر سنه أن يرعى غنم أبيه، وكان الله يعده لقيادة الشعب، وفي رعيه للغنم تعرَّض أكثر من مرة لهجوم من أسد أو دُب، فماذا كان يفعل ذاك الراعي الشجاع..؟ كان يضرب الحيوان المفترس بالمقلاع أو بعصاة الراعي بكل قوة، فيسقط الحيوان وينقذ داود الشاة من بين أسنانه، ولكن إن عاد هذا الحيوان للوقوف فإنه يمسكه من منطقة الذقن ويذبحه، حتى صار داود لا يخشى تلك الحيوانات، وما جاء ذكره هنا يتكلم عن حادثتين وليس حادثة واحدة هجم فيها الأسد والدُب معًا، ومما يؤكد ذلك:
أ - في الآية يتكلم عن حيوان مفرد في كل مرة.
ب - لا يصطاد الأسد مع الدُب في نفس الوقت.
جـ- لا يشترك الأسد مع الدُب في اصطياد فريسة واحدة والتهامها.
وقد وجدت بعض العملات الذهبية القديمة عليها صورة داود يذبح أسدًا، كما عاشت في فلسطين أنواع من الدببة بنية اللون كبيرة الحجم بطيئة الحركة(2).
_____
(1) راجع موقع هوليبايبيل.
(2) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الأول ص 171.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1130.html
تقصير الرابط:
tak.la/wq57ftw