ج: 1- فعلًا لم يذكر السفر ضربة الفئران، ولكن عندما نربط بين ما جاء في (1صم 5: 9، 11) وما جاء في (1صم 6: 4) تتضح الأمور التي لم يكن يدركها حينئذ الفلسطينيون، فقال الكتاب عما عاناه سكان مدينة جت ثم مدينة عقرون: "أن يد الرب كانت على المدينة باضطراب عظيم جدًا... لأن اضطراب الموت كان في كل المدينة" (1صم 5: 9، 11) فلابد أن الفئران انتشرت في تلك البلدان بكثرة وحملت معها مرض الطاعون فتساقط الكثيرون موتى، وهم لا يدركون أن الفئران هي سبب الوباء، لكنهم نظروا للمخاطر العادية للفئران من قرض الغلال وغيره... فماذا فعلوا..؟ عندما أصعدوا التابوت إلى بني إسرائيل قدموا معه " خمسة بواسير من ذهب وخمسة فيران من ذهب لأن الضربة واحدة" (1صم 6: 4).
2- فكرة العجلة الجديدة أي أنها صُنعت خصيصًا من أجل هذا الأمر، فهي مكرَّسة، وأيضًا البقرتان اختُيرا بعناية، وقصد الفلسطينيون أن هاتين البقرتين تكونا مرضعتين أي لهما وليدين صغيرين، فينجذبن ويندفعن بالغريزة نحوهما، وأيضًا لم يعلها نير أي غير مدربتين على السير جنبًا لجنب، وظل الوفد الفلسطيني يراقبهما ويسير خلفهما، ويبدو أنهم وضعوا العجلة في مفترق طريقين أحدهما يتجه نحو البيت الذي فيه وليدهما، والثاني يتجه إلى أرض إسرائيل كقول يوسيفوس المؤرخ، وإذ بالبقرتين تسلكان بعكس الغريزة وتسيران في اتجاه مستقيم تجاه مدينة بيتشمس، وتبتعدان عن رضيعهما المحتجزان في البيت، وكانتا تجأران، وتسيران معًا في نفس الاتجاه وبنفس السرعة دون أن يسوقها إنسان. ومع أن الأمر الإلهي واضح في الكتاب أن التابوت يُحمل على أكتاف اللاويين (عد 4: 15) ولأن الفلسطينيين يجهلون هذه الشريعة لذلك تغاضى الله عن خطيتهم هذه ولم يعاقبهم، وسارت البقرتان لمسافة طويلة جدًا تبلغ نحو 12 ميلًا حتى بلغتا حقل يهوشع البيتشمسي وأمام حجر كبير يصلح كمذبح توقفتا تمامًا، فأدرك الوفد الفلسطيني أن الضربات التي كانت عليهم هي من قبل إسرائيل.
3- يقول "القمص تادرس يعقوب": "ما أروعه منظرًا يشهد لحب الله لشعبه! فمهما طالت إقامة التابوت في أرض الأعداء، لكن الله يشتاق أن يسكن وسط شعبه ويحل فيهم، لقد ساق البقرتين رغم ميلهما الطبيعي لصغيريهما، واستقامتا في الطريق نحو شعب الله، ما أعظم رحمة الله بنا، فأنه يريد أن يتناسى أخطاءنا ويسكن فينا ويستريح في أحشائنا. العجلة الجديدة والبقرتان اللتان لم يعلوهما نير تكشف عن إدراك الوثنيين أيضًا أن الله لا يقبل التعريج بين الفرقتين، يريد أن يكون القلب الحامل له بالكامل لا يمزج بين حب الله وحب الخطية أو بين ملكوت الله ومملكة إبليس"(1).
_____
(1) تفسير صموئيل الأول ص 53.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1087.html
تقصير الرابط:
tak.la/93fn8mg