يقول " زينون كوسيدوفسكي": "ما مصير تابوت الرب؟ أن كل ما تورده التوراة حول هذا الموضوع الأسطوري... فإذا كان الفلسطينيون قد استولوا فعلًا على التابوت، فلماذا رفضوه وامتنعوا عنه بعض مضي سبعة أشهر؟ بالطبع يمكن القبول بفرضية أن يكون الفلسطينيون قد تعرضوا آنذاك لكارثة كبيرة أو لانتشار وباء بينهم فسرها الوسواس الشعبي كانتقام من جانب إله إسرائيل"(1).
ج: 1- كل ما سجله لنا الكتاب المقدَّس هو حق وصادق ودقيق، ونحن نثق فيه ثقة كاملة لأننا نوقن تمامًا أن " كل الكتاب مُوحى به من الله" (2تي 3: 31) وأنه قد "تكلَّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 1: 21) وأن ما يدعيه كوسيدوفسكي هو من قبيل الكلام المُرسل الذي يفتقد للحجة والدليل، وإذا سرنا في دروبه فلابد أننا سنتشكك في مدى مصداقية تاريخ الحضارات البشرية المختلفة، وكتابات المؤرخين على مدار التاريخ.
2- أوضح الكتاب أن الفلسطينيين الذين استولوا على التابوت، قد أعادوه إلى بني إسرائيل بعد سبعة أشهر، والناقد لا بُد أنه يعرف ذلك جيدًا، وعندما ذكر الكتاب قصة عودة التابوت لم يذكرها كخبر عابر، إنما أوضح الأسباب التي دعتهم لإعادة التابوت:
أ - عندما وضعوا التابوت في هيكل داجون " في الغد وإذا بداجون ساقط على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب" (1صم 5: 3).
ب - بعد أن أقاموا داجون مكانه " وبكروا صباحًا في الغد وإذا بداجون ساقط على وجهه على الأرض أمام تابوت الرب ورأس داجون ويداه مقطوعة على العتبة" (1صم 5: 4).
جـ- ضرب الرب أهل أشدود " تثقلت يد الرب على الأشدوديين وأخربهم وضربهم بالبواسير ouomcir في أشدود وتخومها" (1صم 5: 6).
د - عندما نقلوا التابوت إلى جت " أن يد الرب كانت على المدينة باضطراب عظيم جدًا وضرب أهل المدينة من الصغير إلى الكبير ونفرت لهم البواسير" (1صم 5: 9).
هـ- أرسلوا التابوت إلى عقرون فصرخ العقرونيون وطالبوا بإعادة التابوت " لأن اضطراب الموت كان في كل المدينة. يد الله كانت ثقيلة جدًا هناك" (1صم 5: 11).
و - تولدت الفئران وانتشرت فأصيب كثير من الفلسطينيين بمرض الطاعون، ولذلك عندما قدم الفلسطينيون قرابينهم لإله إسرائيل قدوا خمسة بواسير من ذهب " وفيران الذهب بعدد جميع مدن الفلسطينيين" (1صم 5: 18).
ز - عندما أستقر الرأي على عودة التابوت، شكل الفلسطينيون وفدًا من المدن الخمسة ساروا وراء التابوت يتابعونه حتى وصل إلى حقل يهوشع في بيت شمس ورأوا فرحة الشعب به، واطمأنوا أن التابوت والهدايا قد وصلت ليد اللاويين، وشاهدوا اللاويين وهم ينزلون التابوت، وكيف أصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح للرب، حينئذ عادوا ليخبروا من أرسلوهم بأن الضربات التي حلت بهم هي فعلًا من إله إسرائيل وحده.
3- واضح وضوح الشمس أن الضربات التي أصابت مدن الفلسطينيين لم تكن مصادفة، بدليل أنها كانت تحل بأي مدينة يحل بها التابوت، وتُرفع عنهم عند رحيل التابوت من مدينتهم.
_____
(1) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 276.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1086.html
تقصير الرابط:
tak.la/79afq7a