St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1085- هل كان الفلسطينيون أكرم من بني إسرائيل إذ كرَّموا إله إسرائيل ووضعوه في أقدس مكان في معبد إلههم داجون، غير أن الإله الطيب داجون ناله ما ناله، وأُصيب الفلسطينيون بالضربات من جراء إله إسرائيل الأسير الفظ؟

 

يقول " ليوتاكسل": "أن هؤلاء الفلسطينيين كانوا قومًا يحترمون الآلهة ويبجلونها، وأنهم أظهروا أسمى درجات الاحترام للإله اليهودي الأسير، وكنا قد رأينا منذ قليل أنهم يخافون جبروته... الفلسطينيون الذين كانوا يعرفون بأن الصندوق الذي وقع بين أيديهم يأوي الإله اليهودي، فقد حملوه في موكب احتفالي وجاءوا به إلى أشدود، حيث كان يقوم أكثر معابدهم فخامة وهو، معبد الإله داجون، فوضعوا "تابوت العهد" فيه إلى جانب داجون نفسه، أي في أكثر زوايا المعبد مقدسية... ولكن الفلسطينيين كانوا كمن يحاول اصطياد النجوم، إذ سرعان ما أيقنوا أن الإله اليهودي إله شرير مؤذ... أما داجون فلم يكن إلهًا حقودًا أو شريرًا، من حيث الجوهر، ولذلك لم تكن تقدم إليه قرابين بشرية، بل ويمكن القول بأنه كان إلهًا طيبًا، ولا بُد أن يكون الذهول قد اعتراه لما خرج يهوه من صندوقه على حين غرة، وهاجمه في منتصف الليل كالمسعور، وألقاه أرضًا... أما ما وقع لداجون في الليلة الثانية، فقد كان أفظع، فيهوه أحسَّ بالإهانة لأن داجون قاسمه سجود الأشدوديين... فقبع في صندوقه النهار كله... رب الجنود آثر أن يجلس ساكنًا هادئًا ولم يظهر لأحد، فالغيظ كان ينهش قلبه وهو صامت. لقد فضل البقاء في العتمة كي يطلق العنان لغيظه فيما بعد ويروي غله... {وبكروا صباح الغد وإذ بداجون ساقط على وجهه على الأرض أمام تابوت الرب ورأس داجون ويداه مقطوعة على العتبة. بقى بدن السمكة فقط} (1صم 5: 4).. سكان المدينة كانت طويتهم التقية تبتعد بهم عن الظنون، ولذلك لم يتهموا القابع في الصندوق بشيء، ولكن سرعان ما وقع بهم عقاب رهيب {فثقلت يد الرب على الأشدوديين وأخربهم وضربهم بالبواسير ouomcir في أشدود وتخومها} (1 صم 5: 6) وعندئذ فقط، أدرك الأشدوديين أن تلك الأفعال إنما هي سموم حقد إله بني إسرائيل الشرير السفاح، فأمر الشيوخ بنقل "تابوت العهد" إلى مدينة أخرى... وما أن ظهر " التابوت " الشئوم في جت حتى ظهرت معه البواسير في مؤخرات سكان المدينة كلهم، فنقلوا "التابوت" إلى عسقلون، حيث حلت البلية نفسها، وهكذا كانت البلاد تئن تحت ضربات "سوط الرب".. وحيثما كان يظهر هذا الإله كانت تظهر العقابيل في مؤخرات الناس"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: "Dagon Fallen down before the Ark" (1 Samuel 5:4) - from "Bible Pictures" book, by W. A. Foster, 1897. صورة في موقع الأنبا تكلا: سقوط داجون أمام التابوت (صموئيل الأول 5: 4) - من كتاب "صور الكتاب المقدس"، و. أ. فوستر، 1897 م.

St-Takla.org Image: "Dagon Fallen down before the Ark" (1 Samuel 5:4) - from "Bible Pictures" book, by W. A. Foster, 1897.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سقوط داجون أمام التابوت (صموئيل الأول 5: 4) - من كتاب "صور الكتاب المقدس"، و. أ. فوستر، 1897 م.

ج: 1- فرح الفلسطينيون بسلب تابوت العهد، واعتبروا أن إلههم داجون أقوى من إله إسرائيل، وحملوا بفخر شديد التابوت إلى معبد إلههم داجون في أشدود، و"داجون" اسم مشتق من أصل الكلمة العبرية "داج" أي سمكة، وهذا التمثال كان له رأس ويد إنسان، وبَدَن سمكة، وعندما وضعوا التابوت في معبد داجون لم يقصدوا بهذا التوقير والتقديس والمهابة، بل كنوع من التشفي " أدخلوه إلى بيت داجون وأقاموه بقرب داجون" (1صم 5: 2) وعندما فوجئ الفلسطينيون بسقوط إلههم على وجهه لم يعترفوا بقوة إله إسرائيل، ولم يعطوه المجد والإكرام اللائق به، إنما أسرعوا وأقاموا داجون مكانه وكأن شيئًا لم يحدث، وإذ في اليوم التالي بداجون ساقط ورأسه ويداه مقطوعة على العتبة، والرأس تشير للعقل، واليدان تشيران للعمل، والعتبة تشير للانحطاط والاحتقار لأنها مكان للدوس بالأقدام.

 

2- كيف ينحدر فكر الناقد إلى درجة المقارنة بين الإله الحقيقي خالق السموات والأرض وبين صنم أصم أخرس أشل وقد دعوه "داجن" لعله يذكرهم بأصلهم حيث رحلوا من جزيرة كريت بالبحر المتوسط واستوطنوا ساحل البحر، بل وكيف يميز " ليوتاكسل " هذا الصنم عن الإله الحقيقي، حتى أنه ينعت داجون بالإله الطيب وإله إسرائيل بالإله الشرير المؤذ المسعور الذي ينهش الغيظ قلبه الحقود ويقبل الذبائح البشرية، ولو كان الله شرير إله بهذه المواصفات فكيف يحتمل للآن خطايا وآثام وشرور شعوب العالم كله، ويطيل أناته بشكل يفوق التصوُّر والخيال، ولو كان إله إسرائيل يقبل الذبائح البشرية فلماذا نهى شعبه مرارًا وتكرارًا عن هذه الجريمة البشعة، وأوضح لشعبه أنه بسبب هذه الخطايا لفظت الأرض الشعوب التي سكنت من قبلهم أرض كنعان(2).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 269 - 271.

(2) راجع مدارس النقد جـ 8 إجابة س 910.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1085.html

تقصير الرابط:
tak.la/wf57r4d