ج: نادى الرب صموئيل ثلاث مرات، وكان صموئيل يظن أن عالي الكاهن هو الذي يناديه، وفي كل مرة كان يسرع إلى عالي، وفي المرة الأولى قال له عالي الكاهن: "لم أدع أرجع وأضطجع" (1صم 3: 5) وفي المرة الثانية قال له: "لم أدع يا إبني أرجع وأضطجع" (1 صم 3: 6) وفي المرة الثالثة قال له عالي الكاهن: "أذهب أضطجع ويكون إذًا دعاك تقول تكلم يا رب لأن عبدك سامع" (1صم 3: 9) وعندما ناداه الرب لم يتأكد صموئيل من هو الذي يناديه، هل هو ملاك أم الله ذاته..؟ وهذا ما دعاه للقول: "تكلم فإن عبدك سامع " ولم يقل " يا رب"، وواضح جدًا مدى الفارق بين هذا الحديث مع صموئيل، الذي لم يكن يدرك تمامًا شخصية المتكلم، وبين استعلانات الله لموسى وكلامه معه، وهذا ما أوضحه الله عندما قال " فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه" (عد 12: 8).. فهل عيانًا تكلم الله مع صموئيل..؟ قطعًا لا، ولكن صموئيل سمع فقط الصوت ولم يرى المتكلم. أما موسى كليم الله فكان يمثل حالة فريدة في تاريخ البشرية " ويُكلّم الرب موسى وجهًا لوجه كما يُكلّم الرجل صاحبه" (خر 33: 11).. لقد كلَّم الله الأنبياء مثل إشعياء وأرميا وحزقيال... إلخ مرات عديدة، ولكنه لم يكلم أحد منهم بالصورة التي كان يتكلَّم بها مع موسى كما يتكلَّم الرجل مع صاحبه عيانًا وجهًا لوجه، وهذا ما دفع يشوع للقول: "ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهًا لوجه" (تث 34: 10).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1081.html
تقصير الرابط:
tak.la/kfxvr6f