St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1058- كيف توصي نعمي كنَّتها راعوث أن تعاشر بوعز معاشرة الأزواج وهو ليس بزوجها، فتقول لها "لا تُعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الأكل والشرب" (را 3: 3)؟ وأليس معنى فعل "عَرَفَ" يعني العلاقات الزوجية كقول الكتاب "وعرف أدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين" (تك 4: 1)؟

 

ج: 1- استخدم الكتاب المقدَّس فعل " عَرَفَ " في قصة آدم وحواء كتعبير مهذب عن المعاشرة الزوجية، وليس معنى هذا أنه كلما ورد هذا الفعل بين رجل وامرأة يعني المعاشرة الجسدية، كما يجب أن نلاحظ أن نعمي قالت لراعوث " لا تُعرفي عند الرجل " ولم تقل لها " لا تعرفي الرجل"، وهناك فرق شاسع بين التعبيرين، فأن كان تعبير " لا تعرفي الرجل " يحمل معنى المعاشرة الزوجية، فإن التعبير الثاني " لا تعرفي عند الرجل " لا يحمل المعنى السابق، ولو قال الكتاب " عُرفت حواء عند آدم " أو " عُرف آدم عند حواء " ما كان يستنتج أحد من التعبير السابق زواجهما، إنما كان المعنى أن أحدهما عرف بعض الأمور عن الآخر. وهنا يظهر عدم تدقيق الناقد الذي أراد أن يعطي معنى واحد لكلا التعبيرين، ولم يدرك أن معنى عبارة نعمي " لا تُعرفي عند الرجل " أي لا تدعي الرجل يعرف بوجودك في البيدر في هذه الساعة المتأخرة من الليل.

 

2- ما يؤيد قصد نعمي من هذا التعبير (لا تُعرفي عند الرجل) أن تختفي راعوث من أمام عيني بوعز حتى يأكل ويشرب وينام، أنها قالت لها " ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وأدخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعملين" (را 3: 4) وكانت هذه النقطة هي بداية اللقاء مع بوعز الذي كان يجهل بوجود راعوث في بيدره، ولم يكن يعلم أنها اضطجعت تحت قدميه، بدليل أنه عندما تنبه للأمر اضطرب " وكان عند منتصف الليل أن الرجل اضطرب والتفت وإذ بامرأة مضطجعة عند رجليه" (را 3: 8) فلو أن بوعز التقى براعوث قبل هذه اللحظة وتزوج بها ما كان يفاجئ بوجودها، وما كان يضطرب، وما كان يسألها " من أنتِ" (را 3: 9). كما أن قول نعمي لراعوث عن بوعز " وهو يخبرك بما تعملين " يؤكد أن القصد من اللقاء ليس الزنا، ولكن القصد أن تعرض راعوث مشكلتها أمام هذا الرجل الطاهر الشهم وهو سيشير عليها بكيفية حل المشكلة.

 

3- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس " عن راعوث أنه كان " عليها أن تراقب المكان الذي ينام فيه وتعرفه، حتى إذا ما نعس تذهب بهدوء وتنام تحت رجليه كما ينام العبيد والإماء أحيانًا تحت أرجل سادتهم ليتغطوا بجزء من غطائهم وليكونوا في خدمة سادتهم إن احتاجوا خدمة في أثناء الليل، وكعلامة على طاعتهم والحياة تحت ظلهم ورعايتهم، وكانت فكرة نعمي أن ينتبه بوعز من نومه فتعرض عليه راعوث قضيتها وتطلب إليه أن يقوم بما يجب على الوالي أو يرشدها لما يراه مناسبًا"(1).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر راعوث ص 32.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1058.html

تقصير الرابط:
tak.la/g68kmbm