ج: 1- ألحَّت نعمي على كنَّتيها بالعودة إلى بيتهما " فقالت نعمي لكنَّتيها اذهبا ارجعا كل واحدة إلى بيت أمها. وليصنع الرب معكما إحسانًا كما صنعتما بالموتى وبي. وليعطكما الرب أن تجدا راحة كل واحدة في بيت رجلها" (را 1: 8، 9) فأرادتا عرفة وراعوث الذهاب معها إلى بيت لحم " فقالت نعمي ارجعا يا بنتيَّ. لماذا تذهبان معي... فإني مغمومة جدًا من أجلكما" (را 1: 11 - 13) فعادت عرفة إلى شعبها " فقبَّلت عرفة حماتها وأما راعوث فلصقت بها. فقالت هوذا قد رجعت سلفتك إلى شعبها وآلهتها. أرجعي أنت وراء سلفتكِ" (را 1: 14، 15) ولم تقصد نعمي على الإطلاق ترغيب راعوث في الرجوع إلى آلهتها الوثنية، إنما أرادت أن تختبر عزيمة راعوث، وأن قرارها هذا قرار ثابت، فأنها ستذهب إلى بلاد إسرائيل التي لا تعترف بآلهتها، فلو كان قلبها مازال يحن إلى آلهتها فلن تجد فرصتها في عبادة هذه الآلهة في بيت لحم. ولكن راعوث كان قلبها ثابتًا إذ آمنت بإله إسرائيل وتنكرت لآلهتها المزيفة، ولم يثنيها عن عزمها أيضًا عودت سلفتها إلى بيت أمها، ولم تفكر كيف سيكون مستقبلها في بلاد غريبة.
2- نجحت راعوث بجدارة في إثبات صحة إيمانها، ونطقت بكلماتها الخالدة " لا تلحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت. شعبكِ شعبي وإلهكِ إلهي" (را 1: 16) فهوذا راعوث تعلن إيمانها بإله إسرائيل، وقد سقطت من نظرها آلهة موآب.
3- جاء في كتاب " السنن القويم " عن نعمي " لا نستنتج من ذكرها آلهة موآب أنها اعتقدت أنها أفضل من إله إسرائيل، أو أنه لا فرق، أو أن إله إسرائيل هو لإسرائيل وآلهة موآب هي لموآب. ولعل معنى قولها هو أن راعوث في ذلك الوقت لم تكن قد تركت آلهة موآب، وأرادت نعمي أن تبين لها ما عليها من التعب والخسارة إذا ذهبت معها إلى بيت لحم، وأن تذكّرها أن ذهابها معها يقتضي أيضًا ترك مذهبها الديني. وكانت نعمي تسر جدًا إذا اختارت راعوث الذهاب معها والانضمام إلى شعب الله ولكنها أرادت أن تختار لنفسها بالحرية بعد التأمل والمعرفة وحساب النفقة"(1).
_____
(1) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ3 ص 415.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1057.html
تقصير الرابط:
tak.la/7m9p6yr