St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1043- هل كُتب سفر القضاة في القرن الخامس قبل الميلاد، بدليل أنه ذكر "سبي الأرض" (قض 18: 30)؟ وهل التوراة مجرد كتاب تاريخي بشري وليس كتابًا مُنزَّلًا؟

 

ويقول " محمد قاسم": "يبدو أن كتبة التوراة قد كتبوها على أنها " تاريخ بني إسرائيل " وليس باعتبارها كتابًا منزَّلًا، وإلاَّ ما كتبوا صراحة " إلى هذا اليوم" و"إلى يوم سبي الأرض " وإن ما كتبوه قد اتخذ الشكل الإلهامي المقدَّس في رحلة لاحقة على كتابته"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: An old cave with many scrolls and manuscripts - ai art, idea by M. G. for St-Takla.org, February 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: كهف قديم مليء بالمخطوطات والأسفار - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة م. غ. لموقع الأنبا تكلا، فبراير 2023 م.

St-Takla.org Image: An old cave with many scrolls and manuscripts - ai art, idea by M. G. for St-Takla.org, February 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: كهف قديم مليء بالمخطوطات والأسفار - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة م. غ. لموقع الأنبا تكلا، فبراير 2023 م.

ج: 1- كتب موسى النبي التوراة كاملة باستثناء الإصحاح الأخير من سفر التثنية في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، فالتوراة لم تجمع من أربعة مصادر (يهوي وإيلوهيمي وتثنوي وكهنوتي) بيد عزرا في القرن الخامس قبل الميلاد كما قال بهذا كثير من النُقَّاد وعلى رأسهم " يوليوس فلهاوزن". وقد سبق مناقشة هذا الموضوع الخاص بنظرية المصادر بالتفصيل(2).

 

2- قال سفر القضاة " وكان يهوناثان بن جرشوم بن منسى هو وبنوه كهنة لسبط الدانيين إلى يوم سبي الأرض" (قض 18: 30) والمقصود بعبارة " يوم سبي الأرض " ليس سبي مملكة إسرائيل سنة 722 ق.م. بيد ملك آشور، ولا سبي مملكة يهوذا سنة 588 ق.م. بيد ملك بابل، والذي استمر سبعين عامًا. إنما المقصود هو ما تعرَّض له بنو إسرائيل من الفلسطينيين عندما حاربوهم وقهروهم أيام عالي الكاهن وأخذوا منهم تابوت العهد، فصاروا في سبي بعيدين عن التابوت الذي يمثل الحضرة الإلهيَّة " فحارب الفلسطينيون وانكسر إسرائيل وهربوا كل واحد إلى خيمته. وكانت الضربة عظيمة جدًا. وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف رجل. وأُخذ تابوت الله ومات ابنا عالي حفني وفينحاس" (1 صم 4: 10، 11) وجاءت عبارة " يوم سبي الأرض " عندما كان تابوت العهد في شيلوه " ووضعوا لأنفسهم تمثال ميخا المنحوت الذي عمله كل الأيام التي كان فيها بيت الله في شيلوه" (قض 18: 31) وأشار المزمور لهذه الحادثة قائلًا " سمع الرب فغضب ورذل إسرائيل جدًا. ورفض مسكن شيلو الخيمة التي نصبها بين الناس. وسلَّم للسبي عزّه وجلاله ليد العدو" (مز 78: 59 - 61).

 

3- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "إلى يوم سبي الأرض: وليس سبي أشور أو سبي بابل، وإنما المحنة الكبيرة التي وقعت لهم عندما دفعهم الرب ليد الفلسطينيين (ص 13: 1) وظلوا يناوئون شعب إسرائيل ويحاربونه، وقد انتصروا عليه انتصارًا مؤلمًا في أيام عالي الكاهن، وأخذوا تابوت العهد إلى بلادهم (1 صم 4: 16، 17) وزال المجد عن إسرائيل (1 صم 4: 21) ولهذا دُعيت هذه الهزيمة والمحنة سبيًا.

وكثيرًا ما دُعيت المحن التي وقعت على شعب الله سبيًا بمعنى مجازي، وإن لم يكن في هذا إبعاد عن أرضهم باعتبار أن غضب الله عليهم أبعدهم عن سعادتهم ومجدهم وعزهم ومن هذا القبيل قول الله في رضاه عن شعبه " يرد الرب إلهك سبيك" (تث 20: 2) وعن خروج أيوب من محنته " وردَّ الرب سبي أيوب لما صلى لأجل أصحابه" (أي 41: 10) وقول داود النبي عن توبة الشعب ورحمة الرب التي يغدقها عليهم " عند رد الله سبي شعبه يهتف يعقوب ويفرح إسرائيل" (مز 53: 6)"(3).

 

4- الكتاب المقدَّس ليس كتاب تاريخ وإن كان حوى في أحشائه تاريخ الإنسان، بل أن هناك من النُقَّاد من نادى بفصل اللاهوت عن التاريخ، وقالوا بأن الأمور اللاهوتية مُوحَى بها وبالتالي فهي معصومة من الخطأ، بينما الأمور التاريخية مثل الأمور الجغرافية والعلمية هي من وضع الكاتب بدون تدخل من الوحي، ولذلك فهي تحتمل الصواب والخطأ، ونحن لا نقبل هذا الرأي على الإطلاق لأن " كل الكتاب هو مُوحَى به من الله" (2تي 3: 16)، والروح القدس كان يلازم الكاتب من بداية تسجيل السفر المقدَّس وحتى النهاية يرشده ويعصمه من الخطأ بل ويساعده على انتقاء الألفاظ، ولذلك فإن جميع الحقائق الإيمانية قد وصلت إلينا محمولة على أجنحة التاريخ، والله هو العامل في التاريخ، ولذلك لا يمكن أن نوافق على فصل الأمور التاريخية عن الأمور اللاهوتية، كما أن هذه الحقائق وتلك تمتزجان معًا، ففي الإصحاح الأول في سفر التكوين نلتقي بالله الخالق وهذه حقيقة لاهوتية، ونلتقي بالخلقة عبر الزمن وهذه حقيقة تاريخية، ولا يمكن فصل هذه عن تلك، وكذلك التجسد الإلهي هو حقيقة لاهوتية وأيضًا حقيقة تاريخية لأنه حدث في زمن معين، والفداء كذلك، وأيضًا ولادة الكنيسة، والمجيء الثاني. إذًا التوراة كتاب مُوحَى به في جميع جوانبه.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 325.

(2) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 1 من س 10 إلى س 27، وجـ 5 س 319.

(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر القضاة ص 234، 235.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1043.html

تقصير الرابط:
tak.la/98682gy