ويقول " محمد قاسم": "تلك أفكار كتبة التوراة من اليهود إذ أن عقيدتهم أنهم أفضل من باقي الأمم، ولذا فانتقامهم أكبر من الذنب الذي أُقترف في حقهم"(1).
ويقول " السيد سلامة غنمي": "وضربهم ساقًا على فخذ: ولكن التوراة لا تقول أين؟ ومتى؟ وفي أي الظروف وقع هذا الأمر؟ وهل ضربهم بمفرده أم بمساعدة يهوه ضُربت سيقانهم لإقامة حمام دم يهودي"(2).
ج: 1- لم يكن شمشون نبيًا إنما كان قاضيًا ونذيرًا، وللأسف لم ينتبه لرسالته، إنما أهدر وقته وجهده هنا وهناك، ولو التزم برسالته لصارت حياته مشرقة كاسمه، وكون الكتاب المقدَّس يسجل الصورة القاتمة كما هي، فلا يعد هذا عيبًا للكتاب، بل شهادة لصدقه، فقد أراد الكتاب أن يضع أمام أعيننا مدى انحطاط الطبيعة البشرية وفسادها، فإن كانت هذه تصرفات نذير الله قاضي إسرائيل، فما بالك ببقية الشعب؟!
2- عندما زوج حمى شمشون ابنته (زوجة شمشون) لرجل آخر، دون أن يطلقها شمشون، أخطأ خطاءًا جسيمًا هو والرجل الذي تزوج بامرأة هي على ذمة رجل حي، وتعاطف الفلسطينيين مع هذا التصرف الخاطئ، فلهذا غضب شمشون غضبته وأحرق زراعاتهم، وجاء رد فعل الفلسطينيين عنيفًا للغاية إذ أحرقوا زوجة شمشون وأبيها " فصعد الفلسطينيون وأحرقوها وأباها بالنار" (قض 15: 6) مما أدى إلى غضب شمشون الذي كان يحب زوجته بصدق ويغار عليها. فهؤلاء الفلسطينيون قد هدَّدوا من قبل هذه الزوجة بالحرق إن لم تتملق زوجها وتعرف منه سر الأحجية، والآن قد أحرقوها فعلًا، فقال شمشون " فإني أنتقم منكم وبعد أكفُّ0 وضربهم ساقًا على فخذ ضربًا عظيمًا" (قض 15: 7، 8) أي أنه أعمل فيهم سيفه حتى صرعهم فصارت ساق الواحد على فخذ الآخر، وجاء في " كتاب التفسير الحديث": "كما أن طريقة ضرب الفلسطينيين (ساقًا على فخذ) ليست مفهومة في عصرنا الحاضر... إن هذا التعبير نوع من الأقوال المأثورة التي يرجع أصلها إلى المصارعة وإن كان يتطلب شيئًا أكثر من مجرد أيدي قوية خالية من السلاح... إذ يتطلب الأمر قوة وحش، واقتدار في المصارعة لكي نعطي تفسيرًا لقتل هؤلاء الأعداء الذي كانوا مسلحين قطعًا"(3).
كما يقول "ف. ف. بروس": "ضربهم ساقًا على فخذ: ربما كان هذا تعبيرًا يستعملونه في المصارعة، وهذه الطريقة يصوّرها البابليون في لوحة لجلجاميش تمثله وهو يستخدم هذه الحيلة في المصارعة"(4).
3- كون الكتاب لم يذكر موقع الموقعة التي حدثت بين شمشون والفلسطينيين، ولم يذكر تفصيلاتها، فهذا لا ينفي أبدًا حقيقة وقوعها، فقد اكتفى الكتاب بذكر نتائج المعركة، وهو الانتصار الساحق لشمشون إذ صرع أعدائه، ومازالت حلقات الصراع مستمرة، فإن الفلسطينيين لن يسكتوا على هذه المذبحة ولن يتوقف شمشون أيضًا عن مقاومتهم.
_____
(1) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 320.
(2) التوراة والأناجيل بين التناقض والأساطير ص 143.
(3) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - القضاة وراعوث ص 169.
(4) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 57.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1032.html
تقصير الرابط:
tak.la/5dcamzx