ج: 1- قال شمشون أحجيته للشباب الفلسطيني بهدف أن يعرّفهم مدى قوته التي وهبها الله له، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأيضًا لكيما يسترد منهم بعض ما سلبوه من شعبه، فعندما قال شمشون للشباب الفلسطيني أحجيته أعطاهم فرصة سبعة أيام، فإن حَلُّوها يعطي كلٍ منهم قميصًا وحلة ثياب، وإن لم يحلونها فكل واحد منهم يعطيه قميصًا وحلة ثياب، وقد قبل هؤلاء الشباب بهذا الاتفاق، ولكنه إذ فشلوا في الوصول للحل، وقاربت المدة المتفق عليها للحل على الانتهاء، ضغطوا على امرأة شمشون وهدَّدوها بالحرق قائلين " لئلا نحرقك وبيت لأبيك بنار " فخافت لأنها تعرف مدى قسوة قومها، وأنهم يعنون ما يقولون، فضغطت هي بدورها على زوجها حتى أباح لها بالإجابة، فخانته إذ أعطت الإجابة لذويها، وكان عليها بالأولى إبلاغ زوجها بتهديدات الشباب وهو كان كفيل بحمايتها، لكنها لم تفعل، وما خشت من وقوعه وقع بالفعل، وانتهت حياتها بالحرق مع أبيها، وعندما حل الفتيان الأحجية غشًا، ولم يكن لشمشون هذا الكم من الأقمصة وحلل الثياب، هداه تفكيره للذهاب إلى أشقلون، وهناك قتل ثلاثين رجلًا من الفلسطينيين، وربما من وجهائهم، وأخذ قمصانهم وحلل ثيابهم، وقد أعانه الله في هذا العمل لأنه طالما قتل الفلسطينيون من بني إسرائيل رجالًا ونساءً وأطفالًا وطالما أذلوا هذا الشعب، وأوفى شمشون بوعده وهو لم يعطهم شيئًا من عنده، إنما من جنس لباسهم أعطاهم، سلبَ الفلسطينيين لبعض الفلسطينيين، وعاد غاضبًا إلى بلدته، ولم يتزوج لأن امرأته أفشت سره، وظن والدي العروس أن شمشون قد هجر زوجته ولن يعود لها ثانية، فزوجاها لشخص آخر.
2- جاء في " كتاب السنن القويم": "قتل الثلاثين رجلًا وأخذ منهم ثلاثين قميصًا وثلاثين حلَّة ليعطيها للرجال الثلاثين الذين ادَّعوا أنهم حلُّوا اللغز وأظهروا الأحجية. وإذا أُعترض أن ذلك كان ظلمًا وقساوة من شمشون، نقول أن روح الرب كان حلَّ عليه، وكانت قوته الفائقة من الرب، فلاشك أن عمله كان بالإلهام وحسب إرادة الرب الذي له جميع الناس فيعطيهم ويأخذ منهم كما يشاء"(2).
3- يقول " القمص تادرس يعقوب": "هذا الحدث يكشف لنا قول الكتاب {ولم يعلم أبوه وأمه أن ذلك من الرب. لأنه كان يطلب علَّة على الفلسطينيين} (ع 4) فقد تحوَّلت أيام الوليمة إلى مناحة عوض الفرح إذ كانت امرأته تبكي كل يوم وتسأله عن تفسير الأحجية حتى ضيقت عليه جدًا في اليوم الأخير... وهكذا لم تكن وليمة ولا كانت فرحًا بل غمًا عليها هي وبني شعبها. هذا وكان الرجال في حيرة وارتباك طوال الأسبوع حتى اضطروا إلى تهديد العروس البائسة. وانتهت الوليمة بقتل ثلاثين من الرجال وسلب حللهم، وانطلق شمشون إلى بيت أبيه وصارت امرأته لصاحبه!! أي عرس هذا؟!"(3).
_____
(1) البهريز جـ 1 س 198، س 303.
(2) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 3 ص 355.
(3) تفسير سفر القضاة ص 121.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1028.html
تقصير الرابط:
tak.la/76tah2q