ج: 1- معنى اسم يفتاح أي " الرب يفتح " أو " يهوه يحرّر " وقال عنه الكتاب " وكان يفتاح الجلعادي جبار بأس وهو ابن امرأة زانية" (قض 11: 1) وكثيرًا ما كان الكتاب المقدَّس يدعو الأممين بالزناة نظرًا لعباداتهم الوثنية، فالكتاب ينظر لعبادة الأوثان على أنها زنا روحي، وربما كانت أم يفتاح مكرَّسة للآلهة الوثنية، فلذلك دعاها الكتاب بأنها امرأة زانية، وربما كانت أمه امرأة زانية فعلًا.
ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "قد تكون المرأة " زانية " بالفعل، واتخذها جلعاد زوجة له، ولعل هذا هو الأرجح. إن الرب لا يرفض الخاطئ إذا رجع إليه بالتوبة بل قد يرفعه من الحضيض ويجعله في أسمى مرتبة لأن الرب غافر الإثم والمعصية وكثير الرحمة والتحنن. وقد رأى في يفتاح الاستعداد للقيام بالعمل الذي يُسند إليه"(2).
ويقول " الخوري بولس الفغالي": "ليس من الواضح إن كان يفتاح نغلًا وابن زنى، أو ابن زواج غير شرعي، أو ابن زواج يُمنع عقده. من أجل هذا أستُبعد فمُنع من المشاركة في الحياة الدينية والسياسية في الجماعة " جماعة المؤمنين بالرب" (تث 23: 2) على أي حال هو في الخارج، بسبب ذنب لم يكن ذنبه"(3).
ومن مزايا يفتاح أنه:
أ - كان يحمل قلبًا متسعًا صفوحًا، فنسى إساءة أخوته له وطردهم إياه وحرمانه من ميراث أبيه.
ب- كان يحمل قلبًا واثقًا في الله، فعرض الموضوع برمته أمام الله " فتكلم يفتاح بجميع كلامه أمام الرب في المصفاة" (قض 11: 11).
جـ- كان ذو عقل راجح يؤثر السلام، ولذلك أرسل رسلًا لبني عمون محاولًا تجنب ويلات الحرب " فأرسل يفتاح رسلًا إلى ملك بني عمون يقول مالي ولك أنت أتيتَ إليَّ للمحاربة في أرضي" (قض 1: 12).
2- جاء في الشريعة " لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب" (تث 23: 2) وكان القصد من هذا التشريع هو تحذير الإنسان من خطية الزنا، التي تأتي بابن ليس له اسم في إسرائيل. ولكن في نفس الوقت أن هذا الإنسان المولود من الزنا هو برئ لم يرتكب ذنبًا إنما أباه هو الجاني، ولذلك وإن كان يُحرّم من الدخول في وسط جماعة الرب إلاَّ أنه لا يُحرَّم من دخول ملكوت السموات مادام أنه أرضي الرب بأعماله الصالحة وإيمانه بإله إسرائيل، وخير شاهد على ذلك هو يفتاح الذي احتسبه الكتاب من أبطال الإيمان، وجاء في " كتاب السنن القويم": "رأى بعضهم ومنهم علماء اليهود أن الزانية هنا بمعنى الوثنية من الأمم لأن الزنى كثيرًا ما جاء في الكتاب بمعنى عبادة الأوثان، وإنها كانت أَمة لأبي يفتاح فسرّاها فولدت له يفتاح... وعدم دخول ابن الزنى في جماعة الرب أي المجمع لا يمنع من قيادة الجيش والقضاء ولا من دخول السماء (تث 23: 2، 3)"(4).
3- يقول " القمص تادرس يعقوب " عن يفتاح: "أكد الكتاب أنه " ابن زنى " لكن هذا لا يعيبه، فالابن لا يُطالب بخطية أبيه (حز 18: 20) إنما من أخطأ هو يموت، حقًا لقد حرمته الشريعة من دخول جماعة الرب، أي من العضوية في المجمع، لكنها لم تحرمه من قيادة الجيش والقضاء ولا من التمتع بالميراث الأبدي (تث 23: 2، 3). في هذا يقول " القديس جيروم " {وكان يفتاح الذي يحسبه الرسول في عداد الأبرار (عب 11: 32) ابن زانية. لقد قيل " النفس التي تخطئ هي تموت" (حز 18: 4). النفس التي لا تخطئ تحيا. هكذا لا تنسب فضائل الوالدين أو رذائلهم للأبناء}"(5).
_____
(1) البهريز جـ 1 س 377.
(2) المرجع السابق ص 162.
(3) مسيرة الدخول - سفر يشوع والقضاة ص 132.
(4) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 3 ص 323.
(5) تفسير سفر القضاة ص 104.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1017.html
تقصير الرابط:
tak.la/2yt6g7b