الدليل الثاني: الإنسان يشهد لوجود الله
س47: كيف تشهد أعضاء الإنسان وأجهزته على وجود الله؟
ج: الإنسان هو عالم صغير، وأجهزة الجسم تشهد بقوة على وجود خالق قدير قوي حكيم عظيم، فلكل عضو وظيفته، ولكل جهاز عمله، والأعضاء تتآلف وتتعاون معًا بدون أدنى صدام، إنما الكل يجري إلى قصد واحد وهو حفظ الحياة والصحة والسعادة لهذا الجسم، فالجهاز الهضمي يهضم الطعام، والجهاز الدوري يأخذ الغذاء المهضوم ويوزعه على الجسم، والجهاز التنفسي يمنح الجسم الأكسجين الذي يحتاج إليه لأكسدة الغذاء وتكوين الطاقة التي يحتاج إليها الإنسان ويخلص الجسم من غاز ثاني أكسيد الكربون، والجهاز الإخراجي الذي يتكون من الكُلى والجلد يطرد الفضلات الناتجة عن عمليات الأكسدة، والجهاز العصبي يحكم السيطرة على العمليات الحيوية التي يقوم بها الإنسان، والجهاز التناسلي يعمل على استمرار الجنس البشري على هذا الكوكب، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ولذلك فإن علم التشريح يعطي فرصة للإنسان للتلامس مع قدرة الله وحكمته، وقال أحد الفلاسفة " كلما تقدم علم التشريح ازداد الإنسان إيمانًا بالله" (40) وقال أحد الأشخاص، أن أفقر إنسان في الوجود يمتلك نحو 45 مليونًا من الدولارات الأمريكية، هي قيمة أعضاء جسده التي وهبها الله له، وإن كان الإنسان نجح في تصنيع رئة صناعية، وقلب صناعي، وكلية صناعية، وعقل إلكتروني، لكن ولا واحدة منها في حجم العضو الطبيعي، ولا تعمل بكفاءة العضو الطبيعي الذي يعمل بدون صيانة بشريَّة طوال عمر الإنسان على الأرض، فهذه الأعضاء التي صنعها الإنسان، بالنسبة للأعضاء الحقيقية، تعتبر مثل لعب الأطفال.
ويقول "تيكرز شامبرز " في كتابه " وتنس " أي " شهادة " أن " حادثة بسيطة كانت هي نقطة التحوُّل في حياته. ذلك أنه كان مرة يرقب ابنته الصغيرة وفجأة أتجه بصره إلى شكل أذنيها الدقيقتين وما بهما من التواءات جميلة وانحناءات رائعة، وكأنهما تحفة فنان عظيم، ففكر في نفسه: لا يمكن أن يكون كل هذا الجمال صدفة عشوائية، لابد أنه من تصميم سابق، ولابد أنه من خالق فنان، ولكنه طرد الفكرة عن نفسه، لأنه كان مُلحدًا لا يؤمن بوجود الخالق في ذلك الوقت.." (41).. سأل أحد الأشخاص الذين يشكون في وجود الله صديقه المؤمن: ما هو الدليل على وجود الله؟ فأجابه الصديق: أن الدليل هو في إبهام يدك، فهناك مليارات من البشر وبصمة كل منهم تختلف عن الأخرى... كيف..؟! إنها القدرة الإلهيَّة التي وضعت بصمتها على الإنسان الذي جبله الله على صورته ومثاله في الخلود والتفكير والتعقل والابتكار وحرية الإرادة.
ونظرة إلى الطفل الوليد تخبرنا بقصة الخلق العجيب، فيقول الدكتور " لويس إيفانز": "في جسم الإنسان 250 عظمة تتحرك بدقة بواسطة مئات العضلات، وفي عينيه وحدها 400 مليون مخروط صغير، و300 مليون من الألياف، و500 ألف عصب صغير، وكلها تتحرك بدقة وبدون ألم، وهناك ملايين الأفران الصغيرة في الجسم (الخلايا) تحرق الغذاء لتوليد الطاقة، وعدد كبير من المؤكسدات الصغيرة، كما نجد أن الكرات البيضاء التي تضحي بنفسها في حربها ضد الأمراض، والرئتين اللتين تعملان على تنقية الدم، والقلب الأمين طول العمر، فهو يدفع 280 ألف طن من الدم سنويًا، ليصل إلى أجزاء الجسم المختلفة، حقًا أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يصنع هذا كله" (السيد الذي ينشده الشباب ص 44، 50) (42) ويقول "فولتير": "أن العالم قد صُنع بذكاء... لذلك لابد وأن يكون نتيجة تصميم ذكاء... أن ذكاء العالِم نيوتن لابد وأن يكون نتيجة ذكاء آخر" (43).
_____
(40) الإلحاد المعاصر وكيف نجابهه ص 37
(41) زكريا عوض الله - شهادات العلماء لإله السماء ص 25
(42) أورده برسوم ميخائيل - حقائق كتابية ج 1 ص 219، 220
(43) ريتشارد وورمبلاند - ترجمة د. عزت زكي - جواب المسيحية على الإلحاد الشيوعي ص 119
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/atheism/body.html
تقصير الرابط:
tak.la/c5cb79n