St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   addiction
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   addiction

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره: الدرهم المفقود... من يجده؟ (الجزء الأول) - أ. حلمي القمص يعقوب

23- أثر الإدمان والمخدرات على المجتمع

 

ثالثًا أثر الإدمان على المجتمع

1- الإدمان والخسائر الاقتصادية
2- الإدمان والمخاطر السياسية
3- الإدمان وضياع القيم
4- الإدمان والخسائر البشرية

 

1- الإدمان والخسائر الاقتصادية:

ما يصرف في المخدرات يمثل مبالغ عظيمة، ومافيا المخدرات قوية ومنظمة جدًا ومترابطة للغاية على مستوى العالم، وقد رأينا من قبل تاجر المخدرات الذي كان يهرب الهيروين في فيل خشبي من الهند إلى مصر، ويحيطه بالعيون التي تتابعه من المنبع إلى المصب، وتتمثل الخسائر الاقتصادية في الآتي:

i.الإنفاق المباشر: وهو ما يصرف في مكافحة المخدرات بواسطة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والمباحث العامة، وحرس الحدود، وحرس الجمارك، والبوليس الدولي، ومصلحة السجون، ومصلحة الطب الشرعي، والسلطة القضائية، وأيضًا ما يصرف لخفض الطلب على هذه السموم مثل برامج التوعية، والمطبوعات، والعلاج المبكر بداية من الخط الساخن وحتى العلاج المجاني بالمستشفيات الحكومية وفترة التأهيل، وقد لمسنا المجهود الكبير الذي يقوم به صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في هذا المجال.

ii.الإنفاق غير المباشر: ويتمثل في المبالغ المدفوعة في الجلب والتهريب، وزراعة وحراسة المخدرات.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- الإدمان والمخاطر السياسية:

الإدمان سلاح فتاك استخدمته وتستخدمه بعض الدول ضد الأخرى، كما رأينا بين بريطانيا والصين وحرب الأفيون.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- الإدمان وضياع القيم:

St-Takla.org Image: Egypt, digital illustration, 2012?, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: مصر، وجوه من مصر، فئات الشعب، 2012؟، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

St-Takla.org Image: Egypt, digital illustration, 2012?, used with permission - by Mina Anton

صورة في موقع الأنبا تكلا: مصر، وجوه من مصر، فئات الشعب، 2012؟، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

يرتبط الإدمان باحتمال الانحراف مع تجار المخدرات، وهم فئة من المجرمين قد باعوا ضمائرهم للشيطان، ومن ثمَ فإنه من المتوقع انحراف المدمن مع هؤلاء المجرمين، ولا سيما عند نفاذ نقوده وعدم تمكنه من الاستغناء عن الجرعات التي اعتاد عليها. كما أن الإدمان كثيرًا ما يرتبط بالجنس وممارسة الدعارة فيقول أحد الأشخاص "تنتشر الدعارة بشكل خطير بين تاجرات المخدرات، إذ يذهب الشباب للتاجرة ويشتري بانجو أو ماكس، كما يشتري الجنس أيضًا بالمقابل "(62).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- الإدمان والخسائر البشرية:

وتتمثل هذه الخسائر في الآتي:

أ- جميع العاملين في حقل الجلب والتهريب والزراعة والتوزيع للمخدرات ليسوا طاقات معطلة فقط لكنهم طاقات هدامة.

 

ب- جميع المدمنين ومعظمهم من الشباب هم طاقات معطلة، ولا سيما أن العمال المهرة أكثر تعرضًا للإدمان من العمال الآخرين، وذلك بسبب توفر المال اللازم لشراء المخدر معهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... إذا نظرنا إلى المدمنين وبحسب تعبير أحد الأشخاص يقول "اللي بيشربوا بانجو من سن 12 إلى 18 سنة، ومجموعة الحشيش ودول المعلمين الصنايعية، ودول قليلين علشان الحشيش غالي، وفيه مجموعات الشم ودول أنواع، مجموعة تشم البرشام، ومجموعة تطحنه ويشد الواحد من أنفه، ومجموعة أخرى بتاخذ إبر ودول في الضياع تلاقيهم متلقحين تحت العمارات البعيدة، وفيه اللي بيشربوا البرشام أبو صليبة ودول بتوع الخناقات وفتح المطاوي لأنه يفقدهم الإحساس بالضرب "(63)

 وعندما لا يجد المدمن المال الذي يشتري به المخدر يتحول إلى سارق، فيسرق من بيته، ومن بيوت أقربائه، ويقول أحد الأشخاص " أحيانًا بيطلعوا على البيوت الفاضية ويكسروا الأبواب بالأسلحة ويسرقوها... ممكن يسرقوا الحنفيات ويبيعوها ويجيبوا مخدرات "(64) وقد تتطور السرقة إلى سرقة بالإكراه والشروع في القتل، فالمدمنون يعتبرون بؤر فاسدة في جسم المجتمع.

 

ج- الذين يلقون في السجون نتيجة الاتجار في المخدرات، أو نتيجة ارتكاب الجرائم تحت تأثير المخدر يمثلون طاقات معطلة، وعبء على الدولة.

 

د- الضحايا الأبرياء الذين يفقدون حياتهم بسبب حوادث المرور، فقد ارتبط الإدمان بحوادث المرور بدرجة كبيرة، ففي الولايات المتحدة أثبتت الدراسات أن حوادث الطرق والانتحار والقتل العمد هي الثلاثة عوامل الرئيسية المسئولة عن ثلاثة أرباع الوفيات في الشريحة العمرية (15-24) والتي ثبت أنها الشريحة الأكثر وقوعًا في شرك الإدمان.

 

ه- الضحايا الأبرياء من الفتيات والسيدات اللاتي يتعرضنَّ للقتل الأدبي بالاغتصاب، فتقول فتاة جامعية بمدينة السلام " لما بأكون عندي محاضرات ببقى نازلة مرعوبة لأن البلطجية خطفوا بنت قُريب، والمخدرات منتشرة وخصوصًا البانجو اللي افسد الشباب وخلاهم مش داريين بيعملوا أيه "(65) ويقول أحد المدمنين لما بأكون مبرشم بأشوف كل واحدة ماشية قدامي حلوة، وأبقى عايزها "(66)

 ومازال المجتمع يذكر فتاة المعادي التي كانت تسير مع خطيبيها، واختطفها خمسة مدمنين، واغتصبوها مع بواب عمارة، وحكم على الستة أشخاص بالإعدام، وقد إلتقى الأستاذ وجيه أبو ذكرى بأحدهم قبل إعدامه بساعتين، وهو شاب متزوج وله ابنة، ويملك سيارة أجرة فاخرة، وكان لأول مرة يجرب الهيروين تحت ضغط أصدقاء السوء "جرب... شمة واحدة لن تضر... سوف تنقلك هذه الشمة إلى دنيا أخرى... أرجوك حتى نعيش جميعًا في عالم واحد، وأما هذا الإلحاح شم "خطين".. وشعر بسعادة غريبة، وأحس أنه كالفراشة يطير... بل أحس برغبة جنسية ملحة، وأحس برغبة شديدة في المغامرة، فهي ليلة واحدة سعيدة...

 في هذه اللحظة نسى كل شيء. نسى زوجته وابنته. نسى استقامته وحرصه على مستقبله. نسى أسطول النقل الذي يحلم به. نسى المبادئ والقيم. تذكر أمرًا واحدًا. رغبة في الجنس والمغامرة. أو القيام بعمل غير مألوف، وأقترح الذهاب إلى أحد الملاهي الليلية ووافق الجميع...

 ركب الجميع سيارته في طريقهم إلى شارع الهرم، وفي إحدى إشارات المرور شاهدوا سيارة بجوارهم تقودها سيدة جميلة، فأقترح أن يطاردوها... انطلقت السيارة التي تقودها السيدة الجميلة، وانطلقوا خلفها، واتجهت إلى المعادي، وهم يحاولون اللحاق بها، ولكنها اختفت عن أنظارهم... شاهدوا فتاة جميلة أيضًا تنزل من عمارة، ومعها شاب في الخامسة والعشرين من عمره، ويركبان سيارة بيضاء صغيرة... أسرع الشاب ووقف أمام السيارة، ونزلوا جميعًا وتم اختطاف الفتاة... تمت أبشع جريمة... تناوب الشباب الخمسة، وبواب العمارة (التي تحت الإنشاء) اغتصاب الفتاة أمام خطيبها".

 وعندما سأله الأستاذ وجيه عما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تناول فيها الهيروين قال "هي هذه المرة... نعم مرة واحدة. ستدفع بي إلى حبل المشنقة... كنت في غيبوبة... لم يكن عقلي أنا الذي يفكر... كان عقل الشيطان هو الذي يفكر بدلًا مني... الهيروين جاء لي مدة ساعات بعقل آخر غير عقلي... عقل مجرم... شيطان... سفاح، ولكنه لم يكن عقلي"(67).

 وقصة أخرى أليمة يحكيها الأستاذ وجيه... هي زوجة مدرس في الجامعة لم تنجب رغم أن الأطباء حكموا بسلامتها وسلامة زوجها من أية عيوب تعوق الإنجاب، وفي إحدى المرات استقلت تاكسي من بيت أسرتها في حلوان إلى بيتها في حدائق القبة، وانحرف السائق في طريق عريض مظلم ادعى أنه الطريق الدائري... بدأ السائق يخفض من سرعته ويبتسم ابتسامة إبليس، وأخذ يشم الهيروين ودعاها لمشاركته "أنا أشتري يوميًا بمائة جنيه بودرة... تصوري إنني أشتريها من شارع ملاصق لمديرية أمن القاهرة... حاولي تجربي... سوف تُحلقين معي في السماء" وتوقف بسيارته وجذبها من السيارة وهجم عليها كوحش كاسر... راحت في غيبوبة وعندما استيقظت من غيبوبتها في هذا الخلاء والظلام وجدت ملابسها ممزقة... بكت ولطمت الخدود وصرخت وتمنت الموت... مرت عليها سيارة بها رجل عجوز وابنه وأعادها إلى أمها، وعلم زوجها، وابلغوا الشرطة، وهي تذهب إلى مواقف التاكسيات ومعها سكين وتقول "لو شاهدته فسوف أغرس في بطنه هذا السكين... فملامحه أمامي... ورائحة أنفاسه الكريهة في أنفي تصيبني حتى الآن بالغثيان... أستطيع أن أتعرف عليه وسط ملايين البشر " هناك من يقول أن المدمن مريض يجب علاجه وإنه ضحية للمهرب والتاجر والموزع، وأنا اختلف تمامًا مع كل من يقول هذا. أن كل الدراسات تقول أن مدمن المخدرات يتحول إلى مجرم، يمكن أن يقتل، ويمكن أن يرتكب أي جريمة مادام واقعًا تحت تأثير المخدرات... إذًا هناك ضحية بريئة قد يقتلها المدمن".

 ومما زاد من هذه المأساة أنه بعد عدة أشهر اكتشفت هذه السيدة إنها حامل ولم تعلم من هو أبو الجنين هل زوجها أم هذا المدمن المجرم الشيطان"(68).

 

و- الضحايا الأبرياء الذين تسفك دماءهم بواسطة المدمنين... يحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة خمسة من أصدقاء السوء الذين يدمنون الهيروين، وبعد أن سرقوا أسرهم، إقترح أحدهم اقتراح مجنون، وهو خطف الشاب الذي يسكن بجواره ويعمل أبوه في الإمارات، ومطالبة أهله بفدية سبعين ألف جنيه، وإذا أبلغوا الشرطة فإنهم سيقتلونه، ووقف صاحب الاقتراح في الظلام أمام جراج مهجور وهو ينتظر الضحية... بينما إتصل آخر بالأسرة يطالبهم بالفدية، واهتزت الأم وحضر الأب من الإمارات وتم تدبير المبلغ، وظلت الأم بجوار التليفون تنتظر مكالمة من هذه العصابة، ولكن أحدًا لم يتصل لأن الجار وهو يرتدي قناعًا ويهجم على جاره الشاب الضحية، ويحاول أن يقوده إلى الجراج المهجور، فإذ بالشاب يقاومه ويكشف القناع عنه، ويعرفه، فأخذ المدمن يضربه بقطعة حديد على رأسه. ثم أسرع إلى بيته وأحضر سكينًا، وبينما الشاب يمد يده ملتمسًا المعونة من جاره، وهو يسبح في دمائه، فإذ بالجار المدمن يذبحه ذبح الشاه بدون أي جرم جناه(69).. ودائمًا تطالعنا الصحف عن مذابح راح ضحيتها أبرياء بيد مدمنين ربما من الأقارب الذين كانت الضحية تحسن إليهم... أن نسبة 70% من جرائم السرقة والقتل يرتكبها مدمن.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(62) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات ص220

(63) المرجع السابق ص202

(64) المرجع السابق ص218

(65) المرجع السابق ص124

(66) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات ص 221

(67) شباب في دائرة الموت ص145-153

(68) شباب في دائرة الموت ص155-163

(69) شباب في دائرة الموت ص165-173


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/addiction/community.html

تقصير الرابط:
tak.la/g7n57tj