محتويات: (إظهار/إخفاء) |
كان المسيح على الصليب ذهبًا ولبانًا ومرًا حول الصليب اجتمع أربعة أنواع من البشر متى صُلِبَ السيد المسيح؟ لماذا صلب السيد المسيح؟ |
تبعت جماهير الشعب الرب يسوع من دار القضاء إلى الجلجثة، فذاع نبأ صلبه فِي أورشليم كلها.
و[مَن كان يستطيع أن يطلب إلى الآب أن يُرسل ابنه ليصعد على الصليب عوضًا عن الخطاة؟!
عظيمٌ هذا العمل عن إدراك الأرضيين. لا يجرؤ أحدٌ أن يُفكر فيه أو أن يَطلبه. لكن الآب تحنن على خليقتِه وأرسل ابنه الوحيد؛ ليطلب ويُخلِّص ما قد هلك، ويَجذِبَهم ويَردَّهم إلى أبيه.][316]
ذهبًا: لأنه ملِكٌ تُوجت رأسه بعبارة: «هذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ»، وقد بدأ مُلكَه الإلهي على قلوب البشر منذ الصلْب «الرب ملك على خشبة» (مز95).
ولُبانًا: لأنه صعد على الصليب يُقدِّم نفسه ذبيحةَ مُحرقةٍ عن خطايا العالم كله. فاللبان رمزٌ للكهنوت يُقدَّم بخورًا في المجمرة، لا يُقدِّمه إلا الكهنة (خر8:30). والبخور المتصاعِد يرمز إلى الصلاة المرتفعة إلى الله. لذلك قال داود النبي «لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ.» (مز2:141). وجاء في سفر الرؤيا: «جَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ.» (رؤ8:5). واللبان في احتراقه يَتحوَّل إلى مُحرقَة بخورٍ كذبيحةٍ أمام الله، كانت تُقدَّم في العهد القديم على مذبح البخور (خر35:37). ويَصِفُهُ سفر النشيد «كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ.» (نش6:3). هكذا كان المسيح رئيس كهنة الخيرات الذي أتى بذبيحة نفسه وقدمها على الصليب.
ومرًا: المُر مُرٌّ في مذاقِه، رمزٌ للألم، وعَطِرٌ في رائحته، رمزٌ للرائحة الذكية فيربط احتمال الألم بالرائحة الَعَطِرة. فقد ذاق الرب على الصليب مرارةً في الشوك الذي انغرس في جبِينه، والمسامير التي سُمِّرت في جسده الطاهر. كما ذاق مرارة النفْس، في الهُزء الذي أهالوه عليه حين ألبسوه ثوبًا قرمزيًا، ووضعوا قصبه في يدِه وإكليلَ شوكٍ على رأسه، وكانوا يلطمونه ويقولون له تنبأ يا ملك اليهود من لطمك؟. ومرارة الروح؛ إذ «جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا.» (2كو5: 21)، «وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إثْمَ جَمِيعِنَا.» (إش53: 6)، «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ» (إشَعْيا2:53). فالمسيح حمل خطايانا في جِسم بَشريتِه، وعليه وَقع غضب الآب بدلًا مِنا. وصار المسيح المصلوب: «طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ» (عِبْ20:10).
(1) جنودٌ يُتممون عملية الصلب.
(2) قائد المئة وجنوده يحرسونه.
(3) رؤساء الكهنة والكتبة، يشمتون ويستهزئون به.
(4) النسوة اللائي أتَين من الجليل وظلوا تحت الصليب حتى دُفن بِقبره، يتألمون لأجله.
لماذا طالب اليهود بصلب السيد المسيح رغم أن هذه الوسيلة للعقاب ليست يهودية؟
يقدم القس الدكتور بيشوي حلمي سببين لهذه المطالبة فيقول:
[ كانت غاية رؤساء اليهود من صلب السيد المسيح - الذي هو أبشع طرق العقاب - أمرين:
1. الانتقام والتشفي من المسيح.
2. أن يجعلوا اسم المسيح مكروهًا، حتى لا يلتفت أحد إلى دعواه.
ثُم يقدم تأييدًا لإجابته من كلمات نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ فيقول:
اختار اليهود أن يموت السيد المسيح مصلوبًا؛ ليُثبتوا للشعب أنه ليس نبيًا وليس هو المسيح ابن الله. ذلك لأنه مكتوبٌ في سفر التثنية: أن "المعلق - على خشبة - ملعونٌ من الله" (23:21). وقد تصوروا أنه بتعليق السيد المسيح وقتله على الصليب يكون الدليل قد تم بأنه مُضلٌ ومرفوض من الله. كقول إشَعْيَا النبي: «وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا». (إشعياء4:53، 5).][317]
ويُضيف الباحث على هذا فيقول:
إشَعْيَا النبي يُظهر فكر اليهود أنه حَسِبْوه مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا، ولكن الإعلان الإلهي كما قدمه الروح القدس على لسان إشَعْيَا النبي يُعلن أنه في الحقيقة: «مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا». وكان ينبغي أن يفهم هذا اليهود الذين يؤمنون بنبوة إشَعْيَا. فيُدركون جوهر الصليب وهدفه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(مت27) |
(مر25:15) |
(لو33:23) |
(يوحنا16:19) |
وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ. |
وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ. |
وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى "جُمْجُمَةَ" صَلَبُوهُ هُنَاكَ. |
فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. |
صُلب الرب يوم الجمعة، فهذا هو اليوم السادس الذي خُلق فيه آدم الأول المُخطئ، فجاء آدم الثاني يُحرِّره في اليوم السادس وقت الساعة السادسة، حيث صارت ظُلمة على الأرض ترمز إلى الظُلْمة التي تمكنت من الإنسان.
في الوقت الذي شاء الرب أن يُسَلِّم نفسه، بدأت إجراءات الصلْب في الساعة الثالثة، حسبما قال مار مرقس «وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ» (مر25:15)، إذ نطق بيلاطس بالحُكْم في هذه الساعة. ثم جلدوه وأهانوه وازدروا به. وارتفع الرب مُعلقًا على الصليب وقت الساعة السادسة، حسبما قال مار يوحنا، وبقيت الظُلْمة من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة.
وفي تحديد الزمن: نرجع إلى مفهوم العصر، ففي زمن صلب السيد المسيح لم تَكُنِ الساعة مِثل ساعتِنا مُقسمةً إلى دقائق وثواني، بل إلى ساعات فقط، والوقت من بداية الساعة الثالثة إلى نهايتها يُطلقون عليه الساعة الثالثة. ونلاحظ هذا المعنى عندما نقرأ بدِقة: «وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ.»، أي بدأوا إجراءات الصلب عند ابتدائها، فكانت الإهانات والجلدات والهُزء وإكليل الشوك واللطم ونحو الساعة السادسة تمت، «فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ»، فبدأوا في رَفْعِه على الصليب.
فوق الجلجثة وُضِعتِ الصُلبان الثلاث، آلات التعذيب والإعدام.
وبينما كان اللِّصان يتصارعان مع الجنود الذين يُنَفِّذون صَلبَهما، كان الرب يسوع ينام على خشبة الصليب فِي خضوع هادئ دون أن يُعارض أو يُقاوم «كَشَاةٍ تُسَاقُ إلَى الذَّبْحِ».
[كانت لَعنَة الناموس على الذين يَتعَدُّونَه. فاحتمل الرب اللعنة عنا لأنه مكتوب «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ» (غل3: 13). فالتوراة تُوجِبُ الصلْب على الخاطئ؛ لذلك قال اليهود والرؤساء لبيلاطس عن المسيح «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!... لَنَا نَامُوسٌ وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ.» (يو6:19، 7).][318]
غضب الله على آدم وبنيه، فصرنا ملعونين ومذنبين تحت عقاب الله: أولا: بسبب تعدي آدم، وثانيًا: بسبب تعدينا الناموس. [ لكن المُخَلِّص «مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إيَّاهُ بِالصَّلِيبِ»، (كو2: 14) لأجلنا احتمل عقوبة خطايانا. لذلك قال المزمور: «وَكُلُّ إثْمٍ يَسُدُّ فَاهُ.» (مز107: 42). وهكذا أَسكَت الرب لسان الخطية فلم تَعُد قادرة أن تتحدث ضد الخُطاة. إذ حمل المسيح عقوبتها «بِحُبُرِهِ (بجلداته) شُفِينَا.» (إش53: 5) فصِرنا مُتبرِّرين. تمرَّدَ الإنسانُ ضد الله، وبالصليب صارت عودتُنا إلى حالتنا الأولى، وعودة كل البركات الإلهية لنا.][319]
1. تصور لكيفية صلب السيد المسيح؟
نام الرب على الصليب بإرادته الإلهية، كما نام آدم الأول، لا نومًا طبيعيًا بل نومًا تدبيريًا بالإرادة الإلهية. «فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَام.» (تكوين21:2).
وَبَسَطَ ذِراعيه على الخشبة الأُفقية فاتحًا أحضانه لكل البشرية. ثم سمروه بمساميرَ غليظة في مِعصَميه، وليس في كَفَّيْه. [وأول من لاحظ ذلك هما العالمان فينيون وديلاج. وأعلنا أن المصلوب لو سُمِّر في راحة اليد دُون دُعامةٍ تسنده، فإن ثِقَل الجسد لابد أن يُمَزِّق لحم راحة الكف فيسقط المصلوب من على الصليب!][320]. وكانت كل طَرْقَةٍ تُرسِل المسمارَ عميقًا في جسده الطاهر الرقيق، فتُمزِّق الأنسجة والأعصاب وتُقَطِّع الشرايين وتُشعِل لهيبًا من الألم، لا يُطاق.
وقد [لاحظ د. باربيتPierre Barbet Dr. أنه عندما انغرس المسمار في المِعصَم، أنِ انقبضَ إصبَعُ الإبهام إلى داخل اليد؛ لأن المسمار لمَسَ العَصَبَ الأوسطَ باليد the median nerve، وهذا حرَّك العضلات التي تتحكم في إصبَع الإبهام لتجعَلَه ينقبض إلى داخل الكف. ولذلك فالكفن ليس فيه أثَرٌ لإصبع الإبهام في أيٍ من اليَدَين.][321]
وكان العسكر قد حفروا حُفرة في الأرض وثبتوا فيها خشبة الصليب الرأسية. ثم تَعاوَنوا ليَشُدوا الرب بحِبال قوية، وهو مُسمَّرٌ على الخشبة الأُفقية، فارتفعوا بها إلى الموضع المُحدد لها. وارتفعت آهاتُ وتأَوُّهاتُ الرب، وهم يَشدونه بالخشبة الأفقية، فتزداد أنسجة الجسم تمزُّقًا. وها الآن بالمطرقة الكُبرَى تُسمَّر خشبتا الصليب بمسامير كبيرة فوق الرأس مباشرة، وبين الذِراعين المُسمَّرين على الصليب. ويتدلى جسم المسيح بالجاذبية الأرضية، فيُعطي فرصة لتسمير الخشبتين فوق الرأس.
أما الطرقات الشديدة فتَهُزُّ جسده هَزًّا عنيفًا، فيزداد تمزُّقًا، والرأس تزداد تصدُّعًا ووَجعًا. بينما تخَلَّعت أوصالُ المسيح وساخَت نفسه، وظل بُرهةً لا يكاد يلتقط أنفاسه، أما مشاعره في أعماقه فترتفع: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ.» (لوقا23: 34).
[أخذ الرومان الصلب عن القرطاجنيين، أقسى شعوب الأرض قديمًا، فصار عندهم عقوبة العبيد والمجرمين، وقُطَّاع الطرق ومثيري الفتنة ضد الدولة. وفي الأقاليم الرومانية، كان الصلبُ عقابَ المذنبين في جرائم القتل، وقطع الطرق، وقرصنة البحار، وتدبير الفتن ضد الدولة. وكان الصلب مألوفًا لليهود قبل وبعد المسيح. فقد صَلب فاروس حاكم سوريا نحو ألفين من الثوار بعد موت هيرودس الكبير. ولما هاجم تيطس أورشليم غطى التلال المحيطة بها بغابة من الصلبان، وعلق عليها آلاف من اليهود.][322]
[ولذلك فالمسيح طُبِّق عليه القانون الروماني كمثير فِتنة ضد الدولة الرومانية، حيث تَغيرَ اتهامه، من ديني عقوبته الرجْم، إلى اتهامٍ سياسيٍ عقوبته الصلب، حسب القانون الروماني.][323]
[تألم رب المجد من خيانة يهوذا الإسخريوطي، الذي بعد أن أكل خبزه رفع عليه عقبه، ومن صرخات اليهود اصلبه اصلبه. ونرى بولس الرسول يعزي أهل تسالونيكي في آلامهم من إخوتهم قائلًا: «لأَنَّكُمْ تَأَلَّمْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ عَشِيرَتِكُمْ تِلْكَ الآلاَمَ عَيْنَهَا كَمَا هُمْ أَيْضًا مِنَ الْيَهُودِ.» (1تس2: 14). وقد سبق رب المجد وقال «وَأَعْدَاءُ الإنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.» (متَّى10: 36)][324].
وصارت آلام المصلوب ألحانًا نُنشِدها أيام البصخة المقدسة والجمعة العظيمة، متذكرين آلامه، وموته. وما أروع طريقة أداء اللحن. ففي اللحن الطويل فُرصةٌ للتأمُّل في قضية الخلاص، والتركيز في محبة المصلوب، ورفْع القلب بالتوبة.
وتَضعُ الكنيسة أمام أعْيُنِنا صورة الصلبوت في الوسط، يوم الجمعة العظيمة.
لأن الكنيسة تقصد أن تَجْمعَ الأفكار والأنظار حول المصلوب؛ فبه خلاص البشرية، وله ترمز الحية النُحاسية «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإنْسَانِ.» (يو3: 14)، كقول مار بولس: «أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا» (غل2: 3).
[فلْننظُر إلى المُعلَّق على خشبة الصليب، بعد أن جُلِد وكُلِّل بالشَّوك، وصار مُهَشَّمًا من الرأس إلى القدم. أَتَعلَمُ من هذا؟ وأيَّ ذنبٍ فعل؟ هذا هو ابن الله القدوس، وقد حَكَم عليه أبوه بالموت بعذابات مُبَرَّحَة، اِسمَعِ الآب الأزلي يُجيب بلسان إشعيا نَبِيه قائلًا: «مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟» (إشَعْيا8:53).][325]
معنى الألم والموت للإله المتجسِّد:
لم تقعِ الآلام على اللاهوت، فكيف للنَّار الآكِلة أن تتأثر بدقَّات المسامير؟
دخل المسيح بَوْتَقة الآلام بِصفتِه الإله المتأنس. نفْسُه البشرية تتحمل الآلام النفسية، وجسده البشري يتألم كجَسدِنا. ويقول القديس أثناسيوس: [تم فعلان متناقضان في نفس الوقت. الأول: أن موت الجميع قد تم في جسد الرب، والثاني أن الموت والفساد قد أُبديا من الجسد بفضل اتحاد الكلمة به. فلقد كان الموت حتميًا، وكان لابد أن يتم الموت نيابة عن الجميع لكي يوفي الدين المستحق على الجميع.][326]
ويقول القديس كيرلس الكبير: [نُدرك أن المسيح تَألَّم بالجسد حسب الكتب... ولكن يُنسَب له ما تألَّم به جسدُه. فقِطعة الحديد إذا اتحدت بالنار المشتعلة، ثم طُرِقَت يَترُك الطَّرق إشارةً على الحديد، أما النار فتَظل بعيدةً عن التأثُّر. ولذلك نؤمن بأن الابن تألم بالجسد، دون أن يتألم اللاهوت.][327]
_____
[316]القديس يعقوب السروجي، الميمر الثامن والأربعون، مطبوع بتصريح اللجنة البطريركية، طبعة أولى 1903م، ص516.
[317]د. القس بيشوي حلمي إبراهيم، هل حقًا قام المسيح؟، (جزء من رسالة الدكتوراه)، طبعة أولى 2014م، ص221.
[318]الصفي ابن الشيخ فخر الدولة أبي الفضل ابن العسال، الصحائح في جواب النصائح، مكتبة مرقس جرجس 1928م، ص106.
[319]القديس كِيرِلُّس الإسكندري، آلام المسيح وقيامته في إنجيل القديس يوحنا، ترجمة د. جورج حبيب بباوي، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة أولى 1977م، ص7.
[320]الأنبا بيشوي مطران دمياط، القمص متياس فريد، كفن ربنا يسوع بين العلم والكتاب المقدس، 1983م، ص159.
[321]المرجع السابق، ص161.
[322]د. فريز صموئيل، من هو المصلوب؟، مطبعة Auto Print، القاهرة 1997م، ص188.
[323]د. القس بيشوي حلمي إبراهيم، هل حقًا صُلب المسيح؟، طبعة أولى أبريل 2014م ،ص221.
[324]أحد رهبان دير السريان، آلامنا وأمجادنا، مكتبة المحبة، ، طبعة أولى، لم تُكتب سنة الطباعة، ص9، 10.
[325]الخوري فرنسيس الشمالي، شرف الكهنوت، مدرسة ماري عبدا، 1865م، ص231.
[326] القديس أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة، ترجمة د. جوزيف موريس فلتس، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة ثانية 2003م، ص58.
[327]القديس كِيرِلُّس الإسكندري، آلام المسيح وقيامته في إنجيل القديس يوحنا، ترجمة د. جورج حبيب بباوي، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة أولى 1977م، ص77.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/the-crucifixion.html
تقصير الرابط:
tak.la/cvt2d5r