(متى38:27) |
(مر27:15-28) |
(لو32:23-33) |
(يوحنا18:19) |
حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ. |
وَجَاءُوا أَيْضًا بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ. صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. |
وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. |
[صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، من باب السخرية، أحدهما قَذَفَ بقوه كلمات اليهود، وتفوه بتجاديفهم فقال: «إنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإيَّانَا!» (لو39:23). والآخر كان له مسلكًا مخالفًا، جديرًا بالإعجاب. فبينما كان يكابد أقصى عقوبة، وبخ اليهود، كما وبخ اللِص الآخَرَ المصلوب معه، واعترف بخطاياه فتبرر (إشعياء26:43)][328]
«وصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ.» (يو19: 18، لو23: 33).
كان الرب دائمًا ولا يزال فِي الْوَسْطِ، إذ قال: «أَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». (متى20:18). وقِيل في دخوله أورشليم في أحد الشعانين: «وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ.. مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ.» (متى9:21). وكان الرب في الوسط. (متى38:27).
وتَتكرَّر صورة يَسُوعُ فِي الْوَسْطِ كثيرًا؛ إذ جاء ربُّنا متأنسًا وسط شعبه، ليَجذِبهم إليه، فماذا حدث؟ انقسم الناس بإرادتهم إلى قِسمين، عن يمينه وعن يساره، كانت الفرصة مُهَيأةً أمام اللِّصين بالتساوي، وكلٌّ منهما اختار طريقه، فاستمر أحدهما في شَرِّه، ورجع ديماس إلى نفسه وفكر بعمق، وصرخ «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» (لوقا42:23). وأخيرًا في الدينونة «يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْايَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ... ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ » (متى34:25،41)
وقد جلس مُعلِّمي اليهود على الكراسي يُعلِّمون كمَن هم مِن فوق، يوبِّخون وينتهرون، ويَخشَون لئلا يَمَسُّوا نجسًا فيتنجَّسوا. أمّا الرب فقدَّم مفهومًا جديدًا، إذ ترك كُرسِيَّه «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ»: دخل بينهم يشاركهم ويَقبل تَعييراتهم، معلنًا حُبَّه ليَنطلق بهم إلى حِضن أبيه. صُلب مع اللصَّين ولأجلهما، حتى قبِلَ أحدهما داخل مملكته، قائلًا له: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.» (لوقا43:23).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
بين اللِصَّيْنِ صُلِب المسيح له المجد، وَاحِد عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِد عَنِ الْيَسَارِ:
فلْتفهم إذَن أُمُّ ابني زبدي، وابْناها، التي طلبت أن يجلس ابْناها وَاحِدًا عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدًا عَنِ الْيَسَارِ في مجده. فالصليب هو عرش مجده، وقد طلبت ما لا تفهم، ولم يستجب لها ربُّ المجد، رحمةً بها وبِابْنيها.
ولعلها قالت بعد أن فهمت فِي سريرتها: "كثيرًا ما تكون استجابة صلواتنا فِي أن لا يستجيب الله طلباتنا." فيَرحَمَنا من طِلباتٍ نطلبها بلا فَهم. قال رب المجد لِابنيها: «أَمَّا الْكَأْسُ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا، وَبَالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ.» (مر10: 39، 40). كان اللصان هما اللذين أُعطِيَ لهما هذه الهِبة الرائعة أن يُصلَبا مع الملك. ولكن ليس كل من يُعطَى يتجاوب مع بركات العطية!.
طوباك يا ديماس اللص الطوباوي؛ لأن بأمانتك سرقت ملكوت السماوات وفردوس النعيم.[329] .
[ولكننا نرى في المُجرمَين المصلوبَين على جانبي المسيح رمزًا للشَّعبين: اليهود والأمم. ولماذا صارا رمزًا للشعبين؟ لأن اليهود بحُكْم الناموس عليهم، كانوا مُذنبين بتَعدِّي الناموس، والأمم كانوا مُذنبين بالوثنية، إذ عبدوا المخلوق دون الخالق.][330] ومن أجل هؤلاء مات المسيح مصلوبًا.
كانت الصلبانُ الثلاث مُعَدَّةً لثلاثةٍ من المجرمين: باراباس واللصَّين. وعندما خُيِّر الشعب بين المسيح وباراباس من يُطلَق منهما؟ ومن يُصلَب؟ هتف الشعب الجاحد اِطلِق لنا باراباس. وهكذا صُلِب الرب بديلًا عن الإنسان المخطئ.
_____
[328]القديس كيرلس الإسكندري، شرح إنجيل القديس لوقا، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد بطرس، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة ثانية 2007م، عظة 153، ص748.
[329]طقس أسبوع الآلام، كنيسة القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية، طبعة أولى 1982م، أمانة اللص اليمين، ص464.
[330]القديس كِيرِلُّس الإسكندري، آلام المسيح وقيامته في إنجيل القديس يوحنا، ترجمة د. جورج حبيب بباوي، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة أولى 1977م، ص72.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/with-thieves.html
تقصير الرابط:
tak.la/d4xp25c