(10) كتابية الصوم الْأُرْثُوذُكْسِي
يعترضون على كتابية الصوم الْأُرْثُوذُكْسِي.
تُعَرِّف الكنيسة الصوم بأنه: "امتناع عن الطعام والشراب فترة معينة من النهار، ثم يأكل الصائم مأكولات نباتية خالية من الدسم الحيواني؛ تذليلًا لرغبات النفس وضبطًا لشهوات الجسد."
ونحن نؤكد كتابية هذا التعريف:
(1) الامتناع عن الطعام فترة مُعَيَّنة من النهار إلى الساعة السادسة من النهار أي الساعة 12 ظهرًا، كما صام القديس مار بطرس الرسول. (أعمال10: 9، 10)
وإلى الساعة التاسعة من النهار أي الساعة 3 بعد الظهر حسب توقيتنا، كما صام كرنيليوس وسَجَّلَ سفر الأعمال قبول أصوامه وصلواته إذ يقول «فَقَالَ كَرْنِيلِيُوسُ: "مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ إلَى هذِهِ السَّاعَةِ كُنْتُ صَائِمًا. وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ كُنْتُ أُصَلِّي فِي بَيْتِي، وَإذَا رَجُلٌ قَدْ وَقَفَ أَمَامِي بِلِبَاسٍ لاَمِعٍ وَقَالَ: يَا كَرْنِيلِيُوسُ، سُمِعَتْ صَلاَتُكَ وَذُكِرَتْ صَدَقَاتُكَ أَمَامَ اللهِ. » (أعمال10: 30، 31).
وإلى الغروب أو كل واحد على قدْر طاقته، كمَثَلِ الوزنات (مت25: 15)
 |
(2) ثم يأكل الصائم مأكولات نباتية خالية من الدسم الحيواني
كما صام دانيال النبي وقال: «أَنَا دَانِيآلَ كُنْتُ نَائِحًا ثَلاَثَةَ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ لَمْ آكُلْ طَعَامًا شَهِيًّا وَلَمْ يَدْخُلْ فِي فَمِي لَحْمٌ وَلاَ خَمْرٌ، وَلَمْ أَدَّهِنْ حَتَّى تَمَّتْ ثَلاَثَةُ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ». (دانيال10: 2، 3)
وهكذا صام النبي داود وقال: «لَحْمِي تَغَيَّر من أكل الزيت» (مز109: 24) طبعة بيروت سنة1854 م. أو الطبعة اليسوعية سنة 1862 م.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(3) وذلك تذليلًا لرغبات النفس وكبحًا لشهوات الجسد
كما قال داود النبي «أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي» (مزمور35: 13) ويقول أيضًا: «رُكْبَتَايَ ارْتَعَشَتَا مِنَ الصَّوْمِ، وَلَحْمِي هُزِلَ عَنْ سِمَنٍ» (مز109: 24)
ودانيال النبي العظيم والرجل المحبوب حينما تكلَّم عن صومه أمام الرب قال «فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَا دَانِيآلَ كُنْتُ نَائِحًا ثَلاَثَةَ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ لَمْ آكُلْ طَعَامًا شَهِيًّا وَلَمْ يَدْخُلْ فِي فَمِي لَحْمٌ وَلاَ خَمْرٌ، وَلَمْ أَدَّهِنْ حَتَّى تَمَّتْ ثَلاَثَةُ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ.» (دانيال10: 2، 3)، وفي نهاية هذا الصوم ظهرَت له الرؤيا العظيمة، وسمع فيها ذلك الصوتَ المَهيب يقول «لاَ تَخَفْ يَا دَانِيآلُ، لأَنَّهُ مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ الَّذِي فِيهِ جَعَلْتَ قَلْبَكَ لِلْفَهْمِ وَلإذْلاَلِ نَفْسِكَ قُدَّامَ إلهِكَ، سُمِعَ كَلاَمُكَ، وَأَنَا أَتَيْتُ لأَجْلِ كَلاَمِكَ» (دانيال10: 12).
العجيب أن البُروتِسْتَانْت يتَّفِقون معنا، في أن الصلاة والصدقة ينبغي أن تكونا في كل وقت (لوقا18: 1)، كذلك التسبيح (عبرانيين13: 15)، وقراءة الكتاب المقدس (مزمور1: 2)، وحضور الاجتماعات الروحية (عبرانيين3: 13) (أعمال2: 46).
أما الصوم فقد عزلوه عن وسائط النعمة السابقة، فلا يصوموا إن لم يقعوا في تجربة أو تُصادِفهم مُشكِلة فيكونوا في احتياج مُعَيَّن حينئذٍ يصومون. وواضح أنها مُشْكلة كبيرة أن لا نُصَلِّي إلا إذا كان لنا طِلْبَة مُعَيَّنة. ومشكلة كبيرة أن لا نصوم إلا إذا كانت لنا مُشكِلة مُعَيَّنة.
فالإنسان الذي يُصَلِّي فقط من أجل احتياجاته أو ضيقاته، ولا يُصَلِّي تَعَبُّدًا لله وتسبيحًا له، إنسانٌ مسكين مُبتَلَعٌ من الذَّات، يُفَكِّر في ذاته واحتياجاتها ولا يُفَكِّر في مجد الله. وواضح أن صلاة الطلب، وإن كنا لا نمنعها، إلا أنها أقل روحانية من صلوات الشُّكر والتسبيح.
الصوم إذن هو عمل من أعمال التوبة.
أو هو قَمْع لشهوات الجسد، وعَوْن للروح لينتصر عليها.
هو سُمُو من الجِسدانية إلى الرُّوحانية أو الملائكية.
هو إذن
نوع من النمو الروحي، الذي فيه تختفي تدريجيًا متطلبات الجسد؛ لِتَحِلَّ مَحَلَّها مَطالبُ الروح والعبادة الروحية السامية.
الإنسان بأكمله يعبد الله
إذا كان الإنسان جسد ونفس وروح، فالعبادة الكاملة يشترك فيها الإنسان بكامله. والصوم بمعناه الكامل في كنيستنا المقدسة ليس هو صوم الجسد فقط، بل صوم الإنسان كلُـه جسدًا ونفسًا وروحًا.
الجسد يمتنع عن الطعام والشراب كُلِّه فترة مُعينة.
النَّفْس تشترك مع الجسد في الامتناع عن اشتهاء نوع معين من الأطعمة الشهية (المأكولات الحيوانية)؛ لأن الشهوة ليست للجسد بل للجسد والنفس. وقَمْع الجسد والنفس في الصوم مُقدِّمة لانتصار الروح وصومها عن الخطيئة وصَوْنِها من الشر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/fasting-in-bible.html
تقصير الرابط:
tak.la/2v5mpvy
