السيد المسيح هو الكل في الكل (1 كو 15: 28)، والسيد المسيح أعلن عن جسده أنه هيكل قائلًا: «انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وفي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ الْيَهُودُ: «في سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ في ثلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الذي قَالَهُ يَسُوعُ». (يو 2: 19- 22)، ولا يمكن أن يوجد هيكل بدون مذبح في العهد الجديد فهو أهم مكوناته. ومن المعروف إطلاق الشيء المهم على الكل أو الكل على الجزء المهم فيه مثلما حدث في (لاويين 16: 2) وهو يتكلم عن قدس الأقداس وأسماه القدس، وفي (سفر العدد 18: 10) أطلق على أي مكان بخيمة الاجتماع قدس أقداس. وبالتالي المذبح والهيكل -المسيح- شيء واحد.
وسفر الرؤيا يعلل لماذا لا يوجد هيكل بالسماء قائلًا: «وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ هُوَ والخَروفُ هَيْكَلُهَا» (رؤ 21: 22).
ومعلمنا بولس الرسول يعلن في رسالته إلى العبرانيين قائلًا: «لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ» (عب 13: 10) فهو يؤكد أن الكنيسة لا يوجد بها مذابح وإنما مذبح واحد فقط الذي هو يسوع المسيح[11] و«الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ» (1كو 9: 13)، وليس ذلك فقط إنما هم أيضًا يصيرون مذبحًا، ويؤكد لنا على هذه الحقيقة قائلًا: «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟» (1كو 3: 16).
ولهذا السبب الأسقف أو الكاهن في حالة الضرورة عندما لا يوجد مذبح مدشن أو لوح مقدس يمكنه أن يقدس القربان على يديه أو يدي أحد الشمامسة[12].
وفي تصحيح مفهوم الحلف عند اليهود يوضح السيد المسيح أن المذبح هو الذي يقدس القربان قائلا: «وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الذي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الذي يُقَدِّسُ الْقُرْبَان» (مت 23: 18، 19). فإن كان السيد المسيح يقدس القربان ككاهن، والمذبح هو الذي يقدس القربان، فهذا يدل على أن السيد المسيح والمذبح شيء واحد.
والطقس أيضًا يوضح أن جسد السيد المسيح هو المذبح عندما ينضح الكاهن من الدم على الجسد، وهو يصلى قائلًا: اللذان لمسيحه الضابط الكل الرب إلهنا[13]، مثلما كان يحدث في العهد القديم عندما يأخذ الكاهن من دم الذبيحة وينضح به على المذبح.
وكذلك في بناء المذبح من الحجارة فلا يرفع عليه إزميل حيث أن السيد المسيح هو الحجر الذي قطع بغير يدين[14].
_____
[11] أي كل المذابح الموجودة بالكنائس هي في الأصل مذبح واحد.
[12] منارة الأقداس الجزء الأول صفحة 62، 63 إيداع رقم 1708\ 1979.
[13] سوف نتعرض لهذه النقطة عندما نتكلم عن رش الدم ونضحه ص 73.
[14] سوف نتعرض لهذه النقطة عندما نتكلم عن المذبح ص 47.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-yoannes-st-paul/rite-eucharist-old-testament/christ-as-an-altar.html
تقصير الرابط:
tak.la/3whx5vp