التقليد عند القديس اكلمندس
الإسكندري
التقليد عند أوريجانوس
التقليد عند القديس كبريانوس
التقليد عند القديس
غريغوريوس أسقف نيصص
التقليد عند القديس باسيليوس
الكبير
التقليد عند القديس يوحنا ذهبي
الفم
التقليد عند القديس
ابيفانيوس أسقف سلاميس
التقليد عند القديس أغسطينوس
يعلق القديس يوسابيوس قائلًا: " في الكتاب الأول من الـStromaties يظهر لنا اكلمندس أنه كان قريبًا من تقليد الرسل...كما يعد أن يسجل التقليد التي سمعها من رجال الكهنوت "Presbyters" القدامى[40]".
يرى القديس اكلمندس أن الغنوسي الحقيقي "المسيحي الأمثل" إذ يتربى على الكتب المقدسة ويتمسك في تعاليمه بالأرثوذكسية الرسولية الكنسية، فإنه يعيش بحق في توافق مع الإنجيل ويستنبط البراهين التي يطلبها من الشريعة والأنبياء...لأن حياة الغنوسي -في رأيي- هي اتفاق أفعاله وكلماته مع تقليد ربنا[41]".
كما يقرر أيضًا أن من يعتزل التقليد الكنسي إنما يحرم نفسه من أن يكون رجل الله[42]، وأن الغنوسية "المعرفة" إنما تنحدر إلى قليلين "منا" منحدره من الرسل خلال خلفائهم ومسلمة إلينا غير مكتوبة[43]".
التقليد أو قانون الإيمان Canon of Faith عند أوريجانوس هو جسد المعتقدات السائدة التي قبلها المسيحيون.
يقرر العلامة أوريجين أن التقليد الكنسي قد أنحدر إلينا من الرسل خلال تتابع بغير انقطاع، ولا يزال التقليد باقيًا إلى اليوم في الكنائس![44]".
وفي تفسيره للكتاب المقدس يشير العلامة إلى التقليد وإلى كتابات الشيوخ "أو الكهنة presbyters ويقصد بهم آباء الكنيسة". نذكر على سبيل المثال أنه في تفسير مثل السامري الصالح كتب "قال أحد الشيوخ "الآباء، أو الكهنة" أن الإنسان النازل إلى أريحا هو آدم، وأورشليم هي الفردوس، وأريحا هي العالم، واللصوص هم القوات الشريرة والسامري هو السيد المسيح[45]". ويعلق جان دانيلو بأن هذا التفسير ورد فعلًا في إيريناؤس[46]، لكنه من المستبعد أنه مثل أوريجانوس يدعو إيريناؤس "أحد الشيوخ" لهذا فإن الاثنين قد أخذا من مصدر واحد لابد وأن يكون التقليد[47].
هذا ويعتقد أوريجين أن الفهم الصحيح للكتاب المقدس يوجد في الكنيسة وحدها، إذ يقول: "التلميذ الحقيقي ليسوع هو ذلك الذي يدخل المنزل أي يدخل الكنيسة فإن من يدخل الكنيسة يفكر ذات فكر الكنيسة ويحيا كحياته، بهذا يتفهم الكلمة. إنه ينبغي أن نتقبل مفتاح الكتاب المقدس من التقليد الكنسي كما من الرب نفسه[48]".
يؤكد القديس كبريانوس أنه لا خلاص خارج الكنيسة، سواء للهراطقة أو للمنشقين. "فلا يقدر أحد أن يأخذ الله أبًا له ما لم يأخذ الكنيسة أمًا له[49]". لهذا فإن التفسير السليم للكتاب المقدس والتعاليم الأرثوذكسية توجد فقط داخل الكنيسة الحقيقية. تقليد الكنيسة الحقيقية هو الحارس للإيمان المسيحي.
وجد اتجاه متزايد في القرن الرابع للالتجاء للآباء الأرثوذكس السابقين، بكونهم مؤتمنين على تقاليد الكنيسة ومفسرين لها.
جاء في كتابات القديس غريغوريوس أسقف نيصص:
"يكفينا للبرهنة على عبارتنا ذلك التقليد المنحدر إلينا من الآباء، بكونه الميراث الذي تناقلناه بالتتابع منذ الرسل خلال القديسين الذين تبعوهم[50]".
1- يشير القديس باسيليوس إلى مقتطفات كثيرة نقلها عن كتابات للآباء، بكونها شهادة للإيمان الأرثوذكسي.
2- يتحدث أيضًا عن التقليد الشفهي "اجرافوس" كحافظ للتفسير السليم للكتاب المقدس، الأمر الذي يحاول الهراطقة تحطيمه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إذ يقول: "الإيمان هو موضوع الهجوم. فإن الهدف الوحيد لكل جماعة المقاومين، أعداء "التعليم السليم" (1تى10:1)، هو تحطيم أساس إيمان المسيح بهدمهم التقليد الكنسي حتى النهاية وإزالته كلية...يطلبون البرهان الكتابي محتقرين تقليد الآباء غير المكتوب كأنه أمر ليس بذي قيمة[51]".
3- يشير القديس باسيليوس إلى التقليد كمرشد في الأسرار والطقوس، قائلًا: "من جهة التعاليم والممارسات المحفوظة في الكنيسة والمقبولة بصفة عامة أو موصى بها علانية، فقد جاء بعضها عن تعليم كتابي بينما تسلمنا الآخر " في سر" (1كو7:2) خلال تقليد الرسل وكلاهما يحمل ذات القوة.
هذا ليس من يعترض عليه، ليس ولا واحد، لو تطلع الإنسان باعتدال إلى كل نظم الكنيسة...فإنه أن حاولنا أن نحتقر من مثل هذه الممارسات لعدم وجود سند كتابي لها، حاسبين إياها قليلة الأهمية، فإننا بذلك نسئ بغير قصد إلى الإنجيل في أمور حيوية، ونجعل من معتقداتنا العامة مجرد ألفاظ ليس إلا.
لنبدأ على سبيل المثال بمثال شائع: من الذي علمنا كتابة أن نرشم علامة الصليب من هؤلاء الذين يثقون في اسم ربنا يسوع المسيح؟
أي مكتوب علمنا أن نتجه للشرق عند الصلاة؟
من من القديسين ترك لنا كتابة كلمات التقديس أثناء خدمة الافخارستيا على الخبز وكأس البركة؟ فإننا كما هو معروف - لا نقف عند الكلمات التي سجلها الرسل أو الإنجيل، بل نضيف إليها كلمات غاية في الأهمية أثناء الخدمة، في البداية والختام، هذه أخذناها عن تعليم غير مكتوب.
علاوة على هذا، إننا نبارك مياه المعمودية وزيت الميرون كما نبارك الموعوظين الذين يتعمدون، فهل لدينا سلطان كتابي لفعل هذا؟ أليس مرجعنا في هذا هو التقليد الصامت السري؟ بلى، أي كلمة مكتوبة تعلمنا المسحة بالزيت[52]؟ ومن أين جاءت عادة العماد "التغطيس" ثلاث مرات[53]؟ وهكذا بالنسبة لبقية الطقوس الخاصة بالعماد فأي نص في الكتاب فيه جحد الشيطان وملائكته؟ ألم نستلم هذا عن تعليم غير مكتوب خفي، التقليد الذي حفظه آباؤنا في صمت؟
جميعنا يتطلع إلى الشرق عند الصلاة، لكن قليلين منا يعرفون إننا بذلك نطلب مدينتنا القديمة (عب14:11)، "الفردوس" الذي غرسه الله في عدن في الشرق (تك8:3).
وفي أول الأسبوع نصلى ونحن قيام، لكن ليس جميعنا يعرف السبب، فإنه في يوم القيامة "في اليونانية كلمة قيامة تعنى الوقوف أو القيام ثانية" نتذكر النعمة التي وهبت لنا ونحن واقفون في الصلاة، ليس فقط لأننا قمنا مع المسيح وعلينا أن نطلب ما هو فوق (كو1:3) ولكن لأن هذا اليوم يبدو لنا بمعنى ما صورة للحياة العتيدة..
يعوزني الوقت إن حاولت إحصاء أسرار الكنيسة غير المكتوبة[54]...".
بعد قوله بأن الرسل لم يسلموا كل شيء بواسطة الرسائل، بل سلموا أمورًا كثيرة غير مكتوبة، أضاف القديس يوحنا الذهبي الفم "هذا وذاك واجبا التكريم لهذا فلنتطلع إلى تقليد الكنيسة كأمر مكرم. أنه تقليد، هذا يكفى![55]".
أشار القديس ابيفانيوس إلى أن الكنيسة وحدها وليس الهراطقة، قد تسلمت التقليد، وحفظته وسلمته.
يقول أيضًا "يلزمنا أن نستخدم التقليد، لأنه لا نستطيع أن نستخلص كل شيء من الكتاب المقدس، إذ سلَّم الرسل بعض الأمور كتابة والأخرى خلال التقليدات[56].
في علاجه لموضوع بطلان معمودية الدوناتست الهراطقة كتب "إني أعتقد أن هذا الأمر "أي بطلان معموديتهم" قد جاءنا منحدرًا من عند الرسل، وذلك مثل كثير من الأمور التي لم ترد إلينا في رسائلهم ولا في المجامع الأولى، لكن إذا مارستها الكنيسة جميعها أعتقد أن هذه الأمور مسلمة إليها من الرسل وليس من آخرين غيرهم[57].
_____
[40] Eusebius: H.E 6:13:8,9.
[41] Clement. Alex: Strom 7:16.
[42] Ibid
[43] Ibid 6:7:61.
[44] Origen: De Principus: Praef. 2.
[45] Origen: Hom. Luc. 34.
[46] J. Danielou: “Le Bon Samaritan” in Mel Robert, Paris – Tournai 1957, p457-465.
[47] J. Danielou: The Theology of Jewish Christianity, p 49.
[48] Yves Congar: Tradition and the Life of the Church, London 1964 – p 83.
[49] St. Cyprian: Epistle 74:11, Unity of the Church 6.
[50] St. Gregory of Nyssa: Contra Eunomuim 4 PG 45: 653.
[51] St. Basil: O the Spirit, ch. 10 (25).
[52] For the unction of catechumens (cf. Apost. Const. 7:22), of the baptized (Tert. De Bapt.7), of the confirmed or oil of Chrism (Tert: De Bapt. 8) and of the sick (James 5:14).
[53] For trine immersion an early authority is Tertullian: Praxeam 26, Greg Nyss.: De Bapti.
[54] St. Basil: On the Spirit, ch 27 (66, 67).
[55] St. John Chrysostem. In 2 Thess., hom 4:4, PG 62:488.
[56] St. Epiphanius: Adv. Hear.61:6. PG 41:1048, Ancoratus 63.
[57] St. Augustine: Contr. Bapt. Don’t. 2:7. PL 43:133.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/tradition/fathers.html
تقصير الرابط:
tak.la/nz86cjf