رد على المعترضين بحجة عدم خروج الشيطان من العالم، مع إثبات أن حيل الشيطان لا تؤذينا إن أخذنا حذرنا، وحديث عن التوبة.
في القديم عندما اشتهى إسحق أن يأكل من وليمة من صُنْعِ يدي ابنه، أرسل ابنه خارجا ليصطاد له. أما إسحق العهد الجديد فعندما اشتهى وليمة من أيدينا، لم يخرجنا خارجًا لنصطاد، بل جاء هو إلى مائدتنا.
أي حب أعذب من هذا؟! أي تواضع أعظم من هذا؟! إن الذي رأى أنه من اللائق أن يعلن عن حبه الحار، لم يستنكف عن أن ينزل إلينا نحن البعيدين..!
ونحن إذ رأينا وجهه الأبوي، نسينا بالتأكيد شرورنا وتركنا متاعبنا، وصارت لنا رفعة البهجة والسرور. وعندما رأينا رأسه الأبيض، امتلأت نفوسنا نورًا وإشراقًا.
على هذا الأساس أعددنا المائدة بفرحٍ ليأكل ويباركنا، لكن بغير خداعٍ أو مكرٍ كما في القديم. إذ بالحق أمر (إسحق) واحدًا (عيسو) بإحضار المائدة، لكن الذي أحضرها آخر (يعقوب). أما بالنسبة لي فانه قد أمرني أن أُحضر الوليمة، وها أنا أيضًا قد أحضرتها... "باركني يا أبي إذًا بالبركات الروحية التي نصلي لأجل نوالها، النافعة لكم كما لي أنا أيضًا، ولهؤلاء جميعًا".
والآن قد حان الوقت لإعداد المائدة، وهي بقايا ما كنا نتحدث عنه أخيرًا... إذ لا نزال نجدد الحديث عن "الشيطان" هذا الذي بدأنا الحديث عنه منذ يوميْن، وقد تحدثت عنه في هذا الصباح مع المبتدئين عندما كنت أُكلمهم عن "احتقار العالم والتوبة".
_____
[8] الترجمة الحرفية للمقال: "سلطان الإنسان على مقاومة الشيطان".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/satan/devil.html
تقصير الرابط:
tak.la/ca3z4my