إذ يجتمع المؤمنون يقدمون تسبحة عشية:
أولًا: صلوات (تسابيح) السواعي: التاسعة والغروب والنوم (إذا كان يوم صوم، فُيصلَّى فقط الغروب والنوم).
ثانيًا: لحن "يا جميع الأمم" (مز116)، وهو دعوة كل الأمم للتسبيح.
"يا جميع الأمم سبحوا الرب،
ولتباركه كل الشعوب
لأن رحمته قد قويت علينا،
وحق الرب يدوم إلى الأبد. الليلويا."
ثالثًا: الهوس الرابع، ويضم ثلاثة مزامير (مز 148، 149، 150). ويرى البعض أن هذه التسبحة في الأصل كانت صلاة السَحَر، استخدمت في تسبحة عشية كما أضيفت إلى صلاة نصف الليل، وحلت محلها صلاة باكر الحالية.
(مز148): عبارة عن دعوة لكل الخليقة للشركة العامة في التسبيح: دعوة السمائيين والنور والكواكب والمياه وكل الخليقة. دعوة للملوك والشعب، للشباب مع الشيوخ والأطفال، دعوة الكل لأجل التسبيح للرب.
"سبحوا الرب من السموات. الليلويا.
سبحوه يا جميع ملائكته. الليلويا.
سبحيه أيتها الشمس والقمر. الليلويا...
فليسبحوا جميعًا اسم الرب. الليلويا.."
هذا هو روح الكنيسة منذ بدء نشأتها، فهي تدعو الكل، حتى الخليقة غير العاقلة للتسبيح، وهو فكر كتابي، إذ يعلن المرتل أن المياه تسبح اللّه (مز3:93،4؛ 4:148) والسماء والكواكب تسبحه (مز1:19).
ومن الملفت للنظر أن أول لحن كنسي موقع على اشارات موسيقية يرجع إلى القرن الثاني ويسمَّى: "لحن أوكسيرنيكس" أي لحن البهنسا، اُكتشف في منطقة البهنسا بصعيد مصر(4)، جاء فيه:
[كل خلائق اللّه العظيمة، لا يمكن أن تقف صامتة!
ولا الكواكب الحاملة للأنوار يمكن أيضًا أن تتوارى.
كل الأمواج التي تعج بها الأنهار تسبح الآب والابن والروح القدس،
وكافة القوات تشترك معها. آمين، آمين..]
(مز149): دعوة شعب اللّه المقدس لتقديم تسبحة جديدة للقدوس.
"انشدوا للرب نشيدًا جديدًا. الليلويا.
فليفرح إسرائيل بخالقه. الليلويا.
وبنو صهيون فليتهللوا بملكهم.
فليسبحوا اسمه الفدوس بصفٍ. الليلويا.
بدفٍ ومزمار فليرتلوا له.
لأن الرب يُسَر بشعبه. الليلويا.
يعلى الودعاء بالخلاص.
يفتخر القديسون بمجدٍ. الليلويا.."
بالقلب الجديد والطبيعة الدائمة التجدد لا يكف شعب اللّه المقدس عن التسبيح. فإن خبرة اللقاء المستمر مع القدوس تدفعنا إلى تقديم تسبحة جديدة لا تشيخ ولا تقدم!
(مز150): دعوة كل نسمة أن تشترك مع الجماعة في التسبيح.
"سبحوا اللّه في جميع قديسيه. الليلويا...
سبحوه بصوت البوق. الليلويا.
سبحوه بمزمارٍ وقيثارةٍ. الليلويا.
سبحوه بدفوفٍ وصفوفٍ. الليلويا...
كل نسمة فلتسبح اسم الرب إلهنا. الليلويا".
هكذا فإن كل الكيان الإنساني ومواهبه وتصرفاته تُعتبر كأدوات موسيقية تسبح اللّه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
رابعًا: إبصالية اليوم (وأحيانًا العيد)، وتعني ترنيمة، مقفاة كالشعر، غالبًا ما تحمل ترتيبًا أبجديًا في بداية فقراتها... هي أشبه بصلاة قلبية، خلالها يردد المؤمنون اسم المسيح كصلاة سهمية مقدسة.
خامسًا: الثيؤطوكية الخاصة باليوم، وتسمَّى شعبيًا "تذاكية" وهي تطويب لوالدة الإله. قطعة لاهوتية بروح الكتاب المقدس تؤكد أن المولود من العذراء هو اللّه الكلمة.
الشيرات: "السلام.." وهي تطويب للسيدة العذراء:
ا. تقدم لنا مثلًا حيًّا عن فيض نعمة اللّه في حياة البشرية.
ب. تكشف عن مفاهيم حيَّة للكنيسة التي تتقبل غِنَى نعمة اللّه.
ج. تحمل أمومة فائقة وحبًّا!
ختام الثيؤطوكيات: موجهة إلى السيد المسيح، مما يؤكد أننا في تطويبنا للقديسين تتركز أنظارنا على السيد المسيح رأس الكنيسة، والذي فيه يتقدس الكل بروحه القدوس.
لحن التسبحة: في أيام الأحد والإثنين والثلاثاء تُستخدم نغمة "آدام"، معناها "آدم"، وهي أول كلمة في ثيؤطوكية الإثنين.
وفي أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت تُستخدم نغمة "واطس"، ومعناها "عليقة"، وهي أول كلمة في ثيؤطوكية الخميس.
_____
(4). The Interpret. Dict. of the Bible, article "Music."
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/praise/vespers.html
تقصير الرابط:
tak.la/jtf9dnc