كانت فِرَق الغنوسيين تنادي بأن تحل المعرفة أو الغنوسية العقلية محل الإيمان كطريق للخلاص، حتى صارت كلمة "غنوسيون" تشير إلى مجموعات من الهراطقة. لكن القديس إكليمنضس أعطى للكلمة فهمًا مسيحيًا جديدًا، إذ رأى في الكلمة تعبيرًا عن "المسيحيين الذين يعيشون في معرفة الله"، ومنعًا للبس يستخدم البعض العبارتين "غنوسي حقيقي" و"غنوسي مسيحي" تمييزًا عن "الغنوسي الهرطقي". بهذا أنقذ القديس هذا التعبير من مفهومه الخاطئ.
والقديس إكليمنضس السكندري في محاولاته لإرساء "غنوسية" مسيحية حقيقية وأصيلة وعملية، يستخدم بصفة مستمرة، مصطلح "غنوسي Gnostic" بمعنى "المؤمن الروحاني". فهو لا يفصل بين المعرفة Gnosis والروحانية.
اعتمد القديس إكليمنضس على كلمات سفر الحكمة[35] في أهمية حب المعرفة في نوال الغنوسية: "الحكمة براقة لا تذبل، يراها الذين يحبونها بسهولة، ويجدها الذين يلتمسونها. وتسبق وتتجلى بالنسبة للذين يشتهون معرفتها. من بكر إليها فما تعب، بل وجدها عند مداخله كائنة" (حك 6: 12- 15). ويعلق على هذه العبارة قائلًا: [أظن أن (الحكيم) يعلم بأن التعليم الحقيقي هو الرغبة في المعرفة، والتدريب العملي للتعليم ينجم عنه محبة المعرفة.]
_____
[35] Stromata 6: 15.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/gnosis.html
تقصير الرابط:
tak.la/r68dcav