1. فتح باب التعلم للجميع:
لا يُمكن للفكر أن يمارس عمله بقوة دون التنفس بهواء الحرية. فمن يؤمن بحرية الإرادة يمكنه أن ينطلق للبحث والتفكير والعمل في شعورٍ داخلي بالالتزام للعمل لحساب بنيان الجماعة البشرية ككلٍ. لقد اهتم أغلب الكتاب المسيحيين بالدفاع عن تقديس حرية الإنسان، أو حرية الإرادة، وذلك ضد الأفكار الوثنية وأصحاب البدع. كانوا يحسبون هذا هو المفتاح للمشكلة الرئيسية بين المسيحية وبقية الديانات.
* كل نفسٍ عاقلة تُمنح إرادة حرة والقوة للاختيار[10].
يلعب العلامة أوريجينوس بالألفاظ، وهو الذي كثيرًا ما دافع عن حرية الإرادة الإنسانية، إذ يقول: "توجد حرية معيبة، وعبودية تستحق المديح"، فإنه يمكننا أن نتحرر من أو نُستعبد للعدالة والحكمة والرحمة إلخ[11].
فهو ينادي بالحرية الملتزمة الجادة لا المتسيبة، أو كما يقول الرسول بولس: "لا تُصيروا الحرية فرصة للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا" (غل 5: 13). هذه هي الحرية المعيبة التي تتحول إلى انحلال وتسيب. أما العبودية الممدوحة، فهي عبودية الحب حيث يقبل الإنسان بكامل حريته أن يخدم الله كعبدٍ أمينٍ، يسلمه كل حياته ليشكلها الله بإرادته الإلهية الفائقة. فالحب حتى للاخوة يعطي عذوبة للعبودية والخدمة وقبول الآخرين وتقديمهم في الكرامة. يقول الرسول بولس عن هذه العبودية: "فإني إذ كنت حرًا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين" (1 كو 9: 19).
_____
[10] Origen: De Principiis, 1, Praef., 5.
[11] Origen: Ep. Ad Rom. 6: 5
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/education-for-all.html
تقصير الرابط:
tak.la/9dqxyd5