2. بث روح الفرح الداخلي الذي يهيئ للتعلم:
بجانب شعور الإنسان بالحرية التي تدفعه للعمل، فإن الدراسة والبحث والعمل المتجدد الخلاَّق يحتاج إلى نفوسٍ سوية، لا يحطمها اليأس، ولا يفسدها الشعور بالقلق، ولا يعطلها ثقل الهم الذي يفسد بصيرة الإنسان، فيرى كل شيء من منظارٍ مظلمٍ، فيفقد حيويته ويحطم قدراته ومواهبه. ركز الآباء على الحياة المسبحة المفرحة، فقد كان العالم في حاجة إلى خبرة الفرح السماوي. كانت أغلب الديانات الوثنية لها طابع الفرح المظهري الخارجي بممارسة الرجاسات التي تفقد النفس طهارتها وسلامتها مع طابع المرارة كتقديم الأبناء ذبائح ومحرقات، وتجريح الأجساد بالسيوف إلخ. أما عن اليهود فكانوا دومًا يشعرون بالذنب حتى عن الهفوات والنسيان. وقد جاء السيد المسيح ينبوع الفرح الحقيقي يبث روح الفرح الداخلي السماوي في المؤمنين به. هذا بلا شك له دوره الفعّال في تقدم البشرية المستمر علميًا وعمليًا.
* لنأخذ نموذج حياة مخلصنا مثالًا كمنهج لأجل خلاصنا، متأملين ذلك النموذج السماوي للحياة، نهتدي به، ونتقدس، وندهن رؤوسنا، ونعطر أنفسنا بطيب الفرح الدائم الأبدي[12].
_____
[12] Paedagogus 1: 12.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/inner-joy.html
تقصير الرابط:
tak.la/2d43ctr