في حبٍ شديدٍ للإمبراطور يقدم لنا يوسابيوس القيصري صورة واضحة عن شعور الإمبراطور بالالتزام بالعمل داخل الكنيسة لأجل انتشار الإيمان، خلال الرعاية وليس قهرًا.
لقد دعا الإمبراطور نفسه أسقفًا، بل وبلغ بيوسابيوس القيصري أنه قارن بين السيد المسيح والإمبراطور.
* ليس بلا مبرر حدث أنه في مناسبة استضافته لمجموعة من الأساقفة نسب (الإمبراطور قسطنطين) لنفسه التعبير أنه هو أيضًا أسقف، محدثًا إياهم على مسمع مني: "أنتم أساقفة وسلطانكم داخل الكنيسة، وأنا أيضًا أسقف سامني الله للإشراف على الذين هم خارج الكنيسة". وبالحق جاءت تصرفاته تتفق مع كلماته، إذ كان يرعى كل رعيته قدر ما استطاع لكي يتبعوا الحياة التقوية[3].
* كلمة الله، الابن الوحيد، يحكم من عصور بلا بداية وإلى ما لا نهاية، كشريكٍ في مملكة أبيه. وإمبراطورنا المحبوب منه، الذي يتلقى سلطته الإمبراطورية من العلا قوي في سلطانه المقدس، يدير إمبراطورية العالم إلى سنوات طويلة.
وكما أن ضابط المسكونة يحكم السماوات والأرض، في تناغم مع إرادة أبيه، هكذا إمبراطورنا الذي يحبه (كلمة الله) يقدم الذين تحت حكمه على الأرض إلى الكلمة الابن الوحيد والمخلص ليجعلهم مؤهلين لمملكته.
وكما أن مخلص البشرية العام – كراعٍ صالحٍ – يطرد بقوته الإلهية غير المرئية عن قطيعه الأرواح المقاومة المُطاردة في الهواء، الذين على هذه الأرض يمسكون بنفوس البشر كوحوش مفترسة، هكذا أيضًا صديقه، وقد أنعم عليه بنعمته السماوية، وهبه النصرة على كل أعدائه، وأخضع أعداء الحق المنظورين وفقًا للعرف المتبع في الحروب وأدَّبهم.
وكما أن الكلمة الأزلي، ضابط كل الأشياء يهب تلاميذه بذور الحكمة الحقيقية والخلاص، وفي الحال ينيرهم، ويهبهم فهمًا في معرفة مملكة أبيه، هكذا إمبراطورنا، صديقه، إذ يعمل كمفسِّرٍ لكلمة الله يهدف نحو دعوة الجنس البشري كله إلى معرفة الله. ينادي بوضوح في آذان الكل، ويعلن بصوت ذي سلطان شرائع الحق والصلاح لكل الساكنين على الأرض.
مرة أخرى، يفتح مخلص المسكونة أبواب مملكة أبيه السماوية أمام الذين وضعوا أمامهم الخروج من هذا العالم لبلوغ هناك. هكذا إمبراطورنا إذ يقتفي هذا المثال الإلهي، وبعدما يُطهر مملكته الأرضية من كل شائبة أي من خطأ شرير يدعو كل متعبدٍ مقدسٍ وتقيٍ للدخول في قصوره الإمبراطورية، مشتاقًا بكل غيرة أن ينقذ كل طاقم السفينة القوية التي عُين ربَّانًا لها [4].
_____
[3] Life of Constantine 4:24. (N&PN .Frs, 5.2, vol. 1, p. 546).
[4] In Praise of Constantine, 2:4-5.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/constantine-bishop.html
تقصير الرابط:
tak.la/5hcnwf4