قبل أن نعالج علاقة الكنيسة بالدولة في هذا العصر لا نستطيع أن نتجاهل دور يوسابيوس القيصري Eusebius of Caesarea (260-340 م.)، الذي سجل أول عمل تاريخي آبائي في المسيحية. يدعوه الدارسون "أب التاريخ الكنسي". عُرف يوسابيوس بأنه شبه أريوسي semi-arian. نال شهرة عظيمة بسبب كتاباته، خاصة: التاريخ الكنسي Ecclesiastical History، وحياة قسطنطين، وخطب في مدح قسطنطين.
ويُعتبر يوسابيوس أول أب من آباء الكنيسة، عالج في شيء من الإفاضة العلاقة بين الكنيسة والدولة، وجاءت نظريته متأثرة بإعجابه غير المحدود بشخصية قسطنطين. ففي رأيه أنه إذ صارت الإمبراطورية مسيحية تحول المجتمعان الكنسي والدولة إلى مجتمعٍ واحدٍ منفرد يرأسه الإمبراطور، وهو بهذا يضع ما يُدعى بالقيصرية Caesaropapism في التطبيق إن لم تكن كنظرية[1].
هذا المفهوم، وإن وُجد له معارضون من آباء الكنيسة، لكنه وجد تأيدًا مستمرًا من الإمبراطورية حتى بلغ الذروة تحت حكم جستنيان الكبير Justinian the Great، الذي حسب نفسه الإمبراطور الكاهن priest– emperor[2].
_____
[1] Cf. Peter Phan Social Thought,1984 (Message of the Fathers of the Church, vol. 20, p. 102).
[2] Cf. Peter Phan Social Thought,1984 (Message of the Fathers of the Church, vol. 20, p. 102).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/eusebius.html
تقصير الرابط:
tak.la/sqw8cry