تكشف كتابات يوسابيوس عن إعجابه الفائق بالإمبراطور قسطنطين، إذ يرى فيه أنه يتشبه بسيده السيد المسيح كمثالٍ إلهيٍ له.
كان الإمبراطور قسطنطين يشعر بالمسئولية أن يعمل ويرعى كما لو كان أسقفًا على كل الإمبراطورية، ليضم الكثيرين لحظيرة السيد المسيح.
لقد حسبه يوسابيوس خادم الله[5]، المكرم منه[6]، والمهتم بالفقراء[7]، يعامل المسجونين بطريقة إنسانية[8]، ويخفف الضرائب[9].
إنه رجل صلاة[10]، وتقوى[11]، طالب الجنود بالعبادة يوم الأحد[12]، وكرَّم الشهداء، واهتم بالأعياد الكنسية[13]، واهتم ببناء الكنائس، وقدم الكثير كتقدمات[14]. كما أزال الوثنية عن القسطنطينية[15].
لم يكن يُسر الإمبراطور قسطنطين بالمديح المبالغ فيه[16]، بل ينسب كل صلاحٍ إلى الله، وكل خطأ لإهماله الشخصي[17].
تمتع بحكمة إلهية وبشرية[18]، وكان ضابطًا نفسه[19].
ولعل من أروع سماته أنه كان يصلي لكي تقبل كل البشرية الإيمان المسيحي، لكنه لم يُلزم أحدًا قط بالإيمان[20].
يقدم لنا يوسابيوس صورة رائعة للإمبراطور، وقد حسب قصره الخاص كنيسة الله، فكان يشترك مع رجال قصره في صلوات ملتهبة بالغيرة، مكرسًا حياته لدراسة الكتاب المقدس، ومقدمًا إياها لرجال القصر[21].
لا نعجب إن كان قد حسب الإمبراطور قسطنطين نفسه أسقفًا، لا ليُمارس أعمال الكهنوت من أسرار كنسية، وإنما لشعوره العميق بالشهادة والعمل المستمر لحساب ملكوت الله[22].
كإنسان تقي كان الإمبراطور قسطنطين يكرم والدته كل أيام حياتها[23].
بلا شك أن ظهور شخصية البار قسطنطين كأول إمبراطور يعتنق الإيمان بالمسيحية له أثره على العلاقة بين الكنيسة والدولة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فمهما بالغ يوسابيوس في وصف سمات هذا الإمبراطور، فإنه يقدم مثالًا حيًا لرجل دولة يعرف التزاماته نحو الشعب في حنوٍ وأبوة أكثر منها في سلطةٍ. فمع التزاماته كإمبراطور كان قلبه ملتهبًا بالشوق نحو خلاص نفسه وأهل بيته والعاملين معه، بل ومع كل إنسانٍ. شعر أنه سفير السيد المسيح يبذل كل الجهد لكي يتمتع الكل بما يعيشه هو ويتذوقه كل يوم. يمكننا القول أنه كان رجلًا إنجيليًا كنسيًا!
_____
[5] Life of Constantine, 1:6.
[6] Ibid 1:4.
[7] Ibid 1:43.
[8] Ibid 2:13.
[9] Ibid 4:2,3.
[10] Ibid 2:14; 2:56; 4:14; 4:17; 4:61; 4:63.
[11] Ibid 3:1.
[12] Ibid 4:19.
[13] Ibid 4:22-23.
[14] In Praise of Constantine 1:42; 3:25,29-33,48; 4:58.
[15] Life of Constantine, 3:48.
[16] Ibid 4:48.
[17] Oration of Constantine, 26.
[18] In Praise of Constantine, Prologue 3.
[19] In Praise of Constantine, 5:4.
[20] In Praise of Constantine, 2:56.
[21] Life of Constantine, 4:17.
[22] Ibid 4:24.
[23] Life of Constantine, 3:47.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/constantine-role.html
تقصير الرابط:
tak.la/3bkgryx