إذ تتحدث الأم القديسة سنكليتيكي إلى راهبات لا تملكن شيئًا، وليس لهن طريق العطاء المادي، تكشف لهن عن سمو الرحمة بالآخرين. فالرسولان بطرس ويوحنا لم يكن لهما ذهب أو فضة يقدمانه للأعرج عند باب الجميل، لكنهما قدما عمل رحمة فائق.
الله أوصى بالصدقة، لا لأجل الصدقة في ذاتها، وإنما لأجل ممارسة عمل الرحمة، فهي أسمى من الصدقة.
إنها تؤكد أنها لا تقلل من قيمة الصدقة، لكن تؤكد قيمة عطاء القلب بالحب والرحمة، حتى وإن لم توجد الأمور المادية التي نقدمها.
* هل أوصى الله بالصدقة، إذن، بدون غرض؟ بالطبع لا. بل بالعكس، فهي بداية المحبة للذين لا يعرفون المحبة. وكما أن الختان كان رمزًا لختان القلب؛ هكذا أيضًا تأسّست فضيلة الصدقة كمعلِّمٍ للمحبة.
* إننا نعيش بالروح، فلنُبرهن بها على فضائلنا. ولنُظهِر الرحمة بقلوبنا لأنه "طوبى للرحماء" (مت5: 7) بالروح. وكما يقول الكتاب إنّ الإنسان الذي يشتهي جسدًا جميلًا يرتكب خطيةً (في قلبه) حتى بدون الفعل ذاته (اُنظر مت5: 27)، هكذا أيضًا بخصوص الصدقة، فعندما تتمِّم الإرادةُ العملَ فحتى لو أعوزَنا المال تكون مكافأتنا عظيمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/charity.html
تقصير الرابط:
tak.la/7c63mt6