عاش القديس أغسطينوس إلى سنوات طويلة قبل توبته يمارس علاقات اجتماعية على مستوى عالٍ بين الفلاسفة والأشراف والعظماء، في وقت كان فيه ممزقًا في داخله. وعندما تعرَّف على الله خلال الصليب عمليًا، تمتع بتناغمٍ وتناسقٍ حتى بين أعضاء جسمه، كما بين طاقات نفسه وبعضها البعض. كما شعر كأن جسده ونفسه وروحه صارت أشبه بقيثارة واحدة يعزف عليها روح الله القدوس سيمفونية حب رائعة، في انسجامٍ بديعٍ، بالرغم من تباين أوتارها. انفتح قلبه على أقاربه ومعارفه وأصدقائه وكل المحيطين به، وتذوق الحب نحو كل البشرية، حتى نحو المقاومين له. وأيضًا ارتفع إنسانه الداخلي إلى السماء ليتذوق الشركة مع القديسين وكل الطغمات السماوية.
هذا ما دفعه إلى حثه شعبه على الاهتمام بسلامة وتناغم أعضاء الجسم وطاقات النفس والتمتع بالانسجام الداخلي بين النفس والجسم بعمل الروح القدس كأساس حيّ للتمتع بعلاقات اجتماعية روحية على كل المستويات: الأسرة، والكنيسة المحلية والكنيسة الجامعة، والمدينة أو الدولة، والمجتمع البشري. فإن من يدرك حقيقة كيانه ككلٍ في المسيح يسوع، ونظرة الله إليه، وتقديره له، واهتمام الله بما نناله من أمجاد حتمًا يتمتع بعلاقات مع الكل على مستوى فائق.
هذا ما دفعني للحديث عن النظرة المسيحية للجسد كأساسٍ صادقٍ للفكر الاجتماعي، وإن كنت قد سبق فنشرت بعض أقوال الآباء عن الجسد، أرجو الرجوع إليه[1].
_____
[1] راجع" ماذا يقول الآباء عن: الجسد، الإسكندرية، 2003.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/body.html
تقصير الرابط:
tak.la/cw75r7y